قتلى من الأمن الباكستاني بهجمات قرب الحدود مع أفغانستان
استمع إلى الملخص
- أكدت حكومة خيبربختونخوا أن الهجوم كان كبيراً، واستخدم المسلحون أسلحة متنوعة، مما أدى لاشتباكات عنيفة، مع تجاوز قتلى الأمن الثمانية وإصابة 15 آخرين.
- نفذت باكستان غارات جوية في أفغانستان، مما أثار احتجاج كابول، ويرى مراقبون أن الهجمات الأخيرة قد تكون رداً على هذه الغارات.
وقعت عمليات مسلحة دامية عدة شمال غربي باكستان قرب الحدود الأفغانية الليلة الماضية، كان أكبرها هجوم على الثكنة العسكرية في منطقة دير العليا بالقرب من الحدود، ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود القوات شبه العسكرية، علاوة على أسر آخرين. كما نفذت عملية انتحارية على مركز للشرطة في مقاطعة خيبر القبلية المحاذية أيضاً للحدود الأفغانية، فيما أعلنت حركة طالبان الباكستانية تنفيذ 29 عملية ضد قوات الأمن الباكستانية في مختلف أنحاء البلاد خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وأعلنت الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا أن عدداً كبيراً من المسلحين شنوا هجوماً كبيراً على ثكنة للقوات الحدودية الباكستانية في منطقة دير العليا قرب الحدود الباكستانية- الأفغانية، ما أدى إلى مقتل ستة من عناصر القوات الحدودية وإصابة آخرين. وقالت الحكومة، في بيان، أن المسلحين شنوا هجوماً كبيراً في جنح الليل على الثكنة العسكرية التي كان فيها العشرات من الجنود، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، قبل وصول تعزيزات جديدة إلى المنطقة وشن عملية تعقب وتطهير في المنطقة.
وقال مصدر قبلي لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، إن "الهجوم كان كبيراً جداً، واستمر لساعات، استخدم المسلحون خلاله أنواعاً مختلفة من الأسلحة"، موضحاً أن عدد القتلى في صفوف الأمن أكثر من ثمانية، علاوة على إصابة 15 آخرين، كما أن المسلحين تمكنوا من أسر بعض الجنود قبل الانسحاب من موقع الهجوم. وكان الجيش قد أعلن قبل يومين القضاء على المسلحين في المنطقة، وقامت قوات الجيش والشرطة مع عناصر من الجيش القبلي بالاحتفال بعد قتل ستة مسلحين وإعلان عدم وجود خطر في المنطقة، بحسب ما يشير المصدر.
في الأثناء، تعرض مركز أمني لهجوم انتحاري في مقاطعة خيبر القبلية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من قوات الأمن، في حين أن الحكومة الباكستانية قد أعلنت مقتل ضابط وإصابة جنود من القوات شبه العسكرية في الهجوم. وكانت حركة المجاهدين أحد أفرع طالبان الباكستانية قد تبنت مسؤولية الهجوم وقالت في بيان إن أحد عناصرها قد نفذ الهجوم الانتحاري على المركز، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن الباكستاني.
إلى ذلك، شهدت مناطق عديدة شمال غربي باكستان هجمات مسلحة منها مدينة ديره إسماعيل خان ووزيرستان وتانك ولكي مروت. وقالت طالبان الباكستانية، في بيان، إنها نفذت 29 عملية مسلحة خلال الـ24 ساعة الماضية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود، مشيرة إلى أن "عناصرها موجودون في كل مناطق باكستان وينفذون العمليات وفق الخطط المرسومة". يذكر أن باكستان قد نفذت قبل يومين غارات جوية في شرق وجنوب أفغانستان، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وفق إعلان الحكومة الأفغانية، إضافة إلى مقتل عناصر وقيادات طالبان الباكستانية وفق إعلان المصادر الإعلامية الباكستانية، بينما لم تدل باكستان بأي تصري بهذا الشأن.
وكانت الخارجية الأفغانية قد استدعت السفير الباكستاني لدى كابول عبيد الرحمن نظاماني وسلمته رسالة احتجاج على الغارات الجوية، فيما أكدت وزارة الدفاع الأفغانية أن "هذا الاعتداء لن يبقى دون رد". ويرى بعض المراقبين في باكستان أن الهجمات الأخيرة تحديدا هجوم دير الأعلى الكبير قد يكون في سياق رد الفعل على تلك الغارات، خاصة وأن طالبان الباكستانية هددت بالانتقام لـ"مقتل الذين قضوا في الغارات الباكستانية بزعم أنهم عناصر طالبان الباكستانية، ولكنهم عامة الناس، لا صلة لهم بها".