قتلى مدنيون ومن "قسد" في قصف تركي واشتباكات حول سد تشرين

15 يناير 2025
مقاتلون من الجيش الوطني المدعوم من تركيا قرب سد تشرين، 10 يناير 2025 (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منطقة سد تشرين تصعيدًا عسكريًا بين الطيران التركي وقوات سوريا الديمقراطية، حيث استهدفت غارات تركية محيط السد، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وسط اتهامات باستخدامهم كدروع بشرية.
- نفذت قوات الأمن السورية حملات في ريف دمشق وحماة لاعتقال مطلوبين متورطين في انتهاكات، شملت الاعتقالات أفرادًا من النظام السابق وعصابات سرقة الأسلحة.
- تأتي هذه الحملات ضمن جهود وزارة الداخلية السورية لاستعادة الاستقرار، حيث تم تمشيط مناطق في ريف حماة واللاذقية واعتقال عناصر من النظام السابق.

استهدف الطيران الحربي التركي، اليوم الأربعاء، بغارتين متتاليتين، محيط سد تشرين في ريف منبج الشرقي، شرقي حلب، شمالي سورية، تزامناً مع توجه قافلة مدنية سيرتها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من أهالي مدينة عين العرب (كوباني) إلى المنطقة.

وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من الأشخاص ممن كانوا ضمن القافلة قُتلوا أو أُصيبوا جراء القصف الجوي التركي أو المدفعي من جانب فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا. وذكرت وكالة "هاوار" المقربة من "الإدارة الذاتية" الكردية، أن ثلاثة مدنيين قُتلوا، وأصيب سبعة، جراء قصف تركي استهدف منطقة السد بعد تجمع مئات المدنيين.

وتُعد هذه الحادثة الثانية من نوعها، حيث قُتل عدد من المدنيين أو أصيبوا في 8 الشهر الحالي، في محيط السد، خلال مشاركتهم في قافلة احتجاج مماثلة سيّرتها "قسد" وقتها أيضاً. واتهمت حينها "القوة المشتركة" التابعة للجيش الوطني، قوات "قسد" بدفع المدنيين إلى منطقة الاشتباك لاستخدامهم دروعاً بشرية، وحثت المدنيين على عدم التوجه إلى منطقة السد لأنها منطقة عسكرية.

ويتواصل التصعيد العسكري بين "قسد" وفصائل "الجيش الوطني"، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة، بعد هجوم شنّته الأخيرة على تل سيريتل. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل صباح اليوم خمسة عناصر من "قسد" نتيجة قصف بالطائرات المسيّرة التركية، وقذائف المدفعية على محور تلة سيرياتيل في سد تشرين، فيما ارتفع عدد قتلى عناصر فصائل الجيش الوطني إلى 13 عنصراً منذ يوم أمس الثلاثاء، على خلفية القصف المتبادل بين الطرفين على محور السد.

اعتقال مطلوبين خلال حملات أمنية في ريف دمشق وحماة

في سياق آخر، واصلت قوات الأمن العام، التابعة لوزارة الداخلية السورية، بمؤازرة من "إدارة العمليات العسكرية"، حملاتها الأمنية في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، واعتقلت عدداً من الأشخاص، ممن تشتبه بضلوعهم في انتهاكات في عهد النظام السوري السابق. وذكر المكتب الإعلامي التابع لوزارة الداخلية السورية، أنه جرى اعتقال "أفراد من فلول النظام، وعصابة سرقت مستودع سلاح في منطقة مشروع دمر في أحياء وادي المشاريع وجبل الرز بالعاصمة دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه جرى اعتقال 16 شخصاً، بينهم 6 من المكون الكردي، وآخرون ينحدرون من دير الزور، في عملية أمنية في حي وادي المشاريع في العاصمة دمشق، بحثاً عن الأسلحة، وجرى اقتياد المعتقلين إلى جهة أمنية دون معرفة مصيرهم. ولفت المرصد إلى أن شخصاً أصيب بجروح بعد إطلاق النار عليه أثناء محاولته الفرار من عناصر الدورية.

وتُعتبر منطقة وادي المشاريع في ضواحي دمشق تجمعاً سكانياً عشوائياً، تقطنه مجموعات من مختلف المحافظات السورية، بمن فيهم الأكراد. وفي سياق متصل، ذكر مصدر إعلامي مطلع لـ"العربي الجديد"، أن ثمة مجموعة من الأشخاص يتبعون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، يتحركون في دمشق تحت ستار وفود إعلامية، بهدف تحريض الأكراد في دمشق ومحيطها، وفي حمص والسويداء، ضد الإدارة الجديدة. وأضاف أنهم يستهدفون تأليب الشارع، وخاصة الكردي، ضد هذه الإدارة، وتخريب أية فرصة ممكنة لحدوث تقارب بين دمشق وقيادة قوات "قسد" المسيطرة في شرق سورية، وفق قوله.

وفي سياق هذه الحملات الأمنية، ذكر بيان لوزارة الداخلية السورية، أن قوات تابعة للوزارة بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، ألقت القبض اليوم على "عدد من المتورطين بقتل وتعذيب السوريين، وسرقة سلاح الجيش والأمن، وترويع المواطنين، وزعزعة الاستقرار في محافظة حماة" وسط سورية. وأضاف البيان أنه "عقب محاولات متكررة ونداءات عديدة للمتوارين عن الأنظار من بقايا النظام المخلوع لتسليم السلاح، والانصياع لأوامر القيادة العامة وإدارة العمليات العسكرية، بدأت قواتنا حملة أمنية لتمشيط بعض المناطق في ريف حماة، مستهدفة مناطق قمحانة، أرز، وخطاب، لتمشيطها وإعادة السلاح للجيش وقوات الأمن. كما يجري العمل حالياً على مدينة حلفايا وباقي المدن التي يتخذها الخارجون عن القانون أوكاراً لتنفيذ عمليات ضد المواطنين وعناصر وزارة الداخلية".

وتأتي هذه العمليات بعد يوم من تنفيذ عملية تمشيط كبيرة في ريف مدينة جبلة باللاذقية، والتي أسفرت عن اعتقال عدد من عناصر النظام المخلوع، إضافة لتحرير عناصر من إدارة الأمن العام، كانت مجموعة موالية للنظام السابق أسرتهم في منطقة عين الشرقية بريف اللاذقية.

المساهمون