استمع إلى الملخص
- تحذيرات من تداعيات خطيرة: "الإدارة الذاتية" و"قسد" تحذر من انهيار السد وتأثيره المدمر على المنطقة، وتدعو المجتمع الدولي للتدخل لوقف الهجمات التركية.
- أهمية سد تشرين الاستراتيجية: السد، الذي تسيطر عليه "قسد" منذ 2016، يعد مدخلًا لمناطق "شرق الفرات" ويحتجز بحيرة كبيرة توفر مياه الري لمساحات زراعية واسعة.
أعلنت هيئة الصحة التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية، اليوم الخميس، مقتل خمسة أشخاص وإصابة 40 آخرين جراء قصف الجيش التركي محيط سد تشرين شرق مدينة حلب، شمالي سورية، على مدار يومين. من جانبه، قال المركز الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إن ستة أشخاص قتلوا وجرح العشرات من المدنيين المعتصمين قرب سد تشرين اليوم، جراء الهجمات التركية المستمرة على المنطقة.
وأوضح المركز الإعلامي في بيان، اليوم الخميس، أنَّ الهجمات التركية تسببت في أضرار جسيمة في جسم السد، محملا تركيا المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات كارثية قد تنجم عن هذا القصف. ومن بين المصابين المراسلة ليلى عبدي، والصحافية هيفدا هبون، والإعلامي دجوار علي شير.
وحذرت "الإدارة الذاتية" (الجناح المدني لـ"قسد") في بيان سابق من أن أي هجوم على سد تشرين أو تدميره يمكن أن يؤدي إلى "عواقب كارثية، بما في ذلك فيضانات واسعة النطاق، وخسائر بشرية كبيرة، وتدمير للبنية التحتية، فضلاً عن الأضرار البيئية الشديدة". وقالت إن "انهيار السد لن يؤثر فقط على السكان المحليين، بل يمكن أن تكون له آثار مدمرة على المنطقة بأسرها، بما في ذلك البنية التحتية الخدمية والممتلكات العامة والخاصة".
من جانبها، قالت قوات الأمن الداخلي (الأسايش)، في بيان صدر عنها اليوم الخميس، إنه لليوم الثاني، يستمر الطيران الحربي والمسير التركي باستهداف المدنيين المعتصمين على سد تشرين، جنوب منبج، المطالبين بوقف الهجمات التركية وفصائلها على السد. وأضاف أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى "التحرّك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة ومحاسبة مرتكبيها".
ورغم استمرار العمليات العسكرية والقصف في المنطقة، تواصل "قسد" نقل المتظاهرين إلى منطقة سد تشرين التي تشهد منذ أيام عمليات عسكرية في محاولة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا للتقدم في المنطقة. وتسيطر "قسد" على سد تشرين الاستراتيجي منذ منتصف عام 2016 عقب طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من المنطقة. ويبعد السد عن مدينة حلب نحو 115 كلم وعن مدينة منبج نحو 30 كلم وعن الحدود التركية 80 كلم، ودخل السد في الخدمة عام 1999 وكانت الغاية من تشييده توليد الطاقة الكهربائية. ويحتجز السد خلفة بحيرة اصطناعية هي الأكبر في البلاد بعد بحيرة الفرات في مدينة الطبقة، حيث يبلغ حجم التخزين فيها حوالي 1.9 مليار متر مكعب من المياه العذبة وفق مصادر رسمية.
وتوفر هذه البحيرة مياه الري لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية في ريفي حلب الشمالي والشرقي. وتسعى فصائل الجيش الوطني للسيطرة على هذا السد لأنه يعتبر المدخل الواسع الى ما بات يُعرف اصطلاحاً بمناطق "شرق الفرات" الذي تسيطر عليها "قسد" ذات الصبغة الكردية. وكانت فصائل "الجيش الوطني" سيطرت على مدينة منبج غرب نهر الفرات ومعظم ريفها في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد معارك مع "قسد" التي تحاول المحافظة على مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية.