قتلى خلال اشتباكات في إدلب وحملة أمنية لـ"قسد" شرق سورية

قتلى خلال اشتباكات في إدلب وحملة أمنية لـ"قسد" شرق سورية

08 مايو 2021
قسد بدأت منذ الليلة الماضية حملة مداهمات واعتقالات بريف دير الزور (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الأوضاع في شمالي غرب سورية عدة اشتباكات، خلال الساعات الماضية، ما أوقع قتلى وجرحى بين العسكريين والمدنيين، فيما بدأت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة أمنية بمساندة التحالف الدولي في شرق البلاد، قالت إنها تستهدف ملاحقة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.

وذكرت مصادر محلية في الشمال السوري لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري قصفت، فجر وصباح اليوم، بشكل مكثف بالمدفعية الثقيلة قرية التفاحية بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ومحيط بلدة دير سنبل في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

من جهتها، قصفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" التابعة لفصائل المعارضة، مواقع قوات النظام في محور معرة موخص بريف إدلب الجنوبي، وسط اشتباكات بالأسلحة الرشاشة على هذا المحور.

 وكان قُتل أمس عنصر من "هيئة تحرير الشام" جراء استهداف موقعه بصاروخ موجه من جانب قوات النظام على محور بسرطون غربي حلب، فيما قُتل مدني باستهداف مماثل من جانب قوات النظام لسيارة على الأطراف الجنوبية لمدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

 وبدورها، شنت مجموعة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" غارة على نقطة تتمركز فيها قوات النظام في تلة الحراقات غربي قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل 4 على الأقل من عناصر النقطة، إضافة إلى إصابة 11 آخرين، فيما قتل أحد عناصر الهيئة خلال العملية.

وذكر "المرصد أبو أمين 80" المختص في رصد التحركات العسكرية في موقعه على "تويتر" أن الهجوم كان بعد ظهر أمس، وأسفر عن وقوع جميع عناصر النقطة بين قتيل وجريح.

من جانبها، نعت صفحات موالية للنظام 4 من العناصر قضوا جراء الهجوم مع ذكر أسمائهم.

 إلى ذلك، سُمع دوي انفجار في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، نتيجة انفجار عبوة ناسفة صباح اليوم بالتزامن مع مرور رتل للقوات التركية، عند مفرق رام حمدان بالقرب من معرة مصرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أضاف أنه سمعت أصوات إطلاق نار أثناء ذلك، فيما وصلت سيارات الإسعاف إلى الموقع لانتشال الجرحى.

 وتعمل القوات التركية على تسيير دوريات على طريق حلب-اللاذقية، إضافة إلى الطرق الفرعية في محيط النقاط العسكرية، بحثًا عن الألغام التي يحاول زرعها مجهولون لاستهداف الأرتال التركية.

من جهة أخرى، شهدت محافظة حلب، مساء أمس الجمعة، حادثين أمنيين؛ حيث قتل مجهولون شخصين في ريفها الغربي، بينما ضبطت السلطات المحلية عبوة ناسفة معدة للتفجير في مدينة عفرين شمالي المحافظة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مجهولين اغتالوا مدنيين اثنين الليلة الماضية على الطريق الواصل بين بلدتي كفر ناصح وكفر كرمين، قبل أن يلوذوا بالفرار، من دون أن تعرف هويتهم أو دوافع الاغتيال.

 وفي عفرين، ضبط الجهاز الأمني التابع لـ"الجيش الوطني السوري" مساء أمس عبوة ناسفة في شارع المازوت بعد الإبلاغ عنها من قبل أحد المدنيين، حيث جرى نقلها إلى مكان آخر لتفجيرها.

ويتزامن ذلك مع تشديداتٍ أمنية تشهدها مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي التي يسيطر عليها الجيش الوطني، مع اقتراب عيد الفطر لمنع حدوث تفجيرات تستهدف المدنيين.

 حملة أمنية شرق البلاد

 وفي شرق البلاد، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات "قسد" بدأت منذ الليلة الماضية حملة مداهمات واعتقالات، مدعومة بالطيران المروحي التابع للتحالف الدولي في قرية الزر بريف دير الزور، حيث لا تزال الحملة مستمرة. وأعلنت "قسد" عن اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن خلال العملية. 

 إلى ذلك، أعلنت "قسد" عبر مكبرات الصوت عن حظر للدراجات النارية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، اعتباراً من صباح اليوم وحتى إشعار آخر، فيما احتجزت الحواجز التابعة لها عشرات الدراجات، قبل إعادتها لأصحابها بعد إبلاغهم بالحظر.

 وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي التابع للتحالف الدولي على علو منخفض، وفتح جدار الصوت فوق مدينة البصيرة وبلدتي ذيبان والطيانة وباقي مناطق ريف دير الزور الشرقي.

وكان مسلحون مجهولون أطلقوا أمس الرصاص على القيادي في قوات "قسد" غسان الحمد الخبل أمام منزله في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتله.

من جهة أخرى، شهد مخيم الهول في شرق سورية الخاضع لسيطرة"قسد" عملية اغتيال جديدة هي الثانية منذ الحملة الأمنية التي نفذتها قوات "قسد" في المخيم في إبريل/ نيسان الماضي.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنه عثر اليوم السبت على جثة لاجئ عراقي الجنسية، في القسم الأول من المخيم، مقتولاً برصاص مجهولين، يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابي، كما أُصيبت امرأتان خلال تنفيذ الخلية لعملية الاغتيال. 

التطوع في مليشيا فاطميون

من جهة أخرى، أعلنت مليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني فتح باب الانتساب إلى صفوفها بشكل مباشر، وذلك للمرة الأولى منذ حضورها إلى الساحة السورية.

 ووفق موقع "فرات بوست" المحلي، فإن المتطوع يجب أن يستوفي بعض الشروط، منها ألا يكون ملاحقاً للخدمة الإلزامية في جيش النظام، أو قضايا "الإرهاب"، لكن لم يرد أي اعتراض على قبول المتطوع إذا كان قادماً من مليشيات أخرى إيرانية أو روسية. 

وكان يقتصر وجود العناصر لدى "فاطميون" على شكل مليشيات محلية تشكل مجموعات مرتبطة ميدانياً بمليشيا فاطميون، لكن من ناحية الإدارة فإنها تتبع للحرس الثوري الإيراني.

وحددت إدارة اللواء مراكز للتطوع، أحدها في بلدة الكسوة في ريف دمشق، إضافة إلى مراكز دير الزور التابعة للواء، ومراكز أخرى تابعة للحرس الثوري، مثل مركز نصر الإيراني، مشيرة إلى أن الراتب الشهري للمنتسب سيكون نحو 170 ألف ليرة في دير الزور، و200 ألف ليرة في محافظة دمشق. كما حددت العدد النهائي للقبول بـ 2000 عنصر ما بين دير الزور ودمشق.

ويعتبر الحج ذو الفقار الأفغاني والحج ميسم الإيراني من أبرز الشخصيات التي تشرف على "لواء فاطميون" في دير الزور، الذي يعد من أكبر المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية منذ عام 2014.

مظاهرة ضد الانتخابات في درعا

 وفي جنوب البلاد، شهدت مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي مظاهرة الليلة الماضية احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام إجراءها في 26 الشهر الجاري.

وأشارت مقاطع مصورة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المتظاهرين المقدر عددهم بالعشرات رفعوا أعلام الثورة السورية، وهتفوا ضد إيران ونظام بشار الأسد، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين.

 من جهة أخرى، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن الرتل العسكري التابع للواء الثامن المدعوم من روسيا، والذي توجّه قبل نحو أسبوعين من محافظة درعا إلى البادية السورية، عاد مساء أمس الجمعة إلى درعا بعد استكمال المهمة التي خرج من أجلها.

وأوضح أن جميع عناصر الرتل المؤلف من نحو 300 عنصر من أبناء محافظة درعا، عادوا من دون أن يتعرض أحد منهم لأي إصابة خلال عمليات التمشيط عن خلايا تنظيم "داعش" التي جرت في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي.