قتلى بقصف روسيا مقر الحكومة الأوكرانية.. وترامب يلوح بدفعة ثانية من العقوبات

07 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:21 (توقيت القدس)
تصاعد الدخان فوق مقر الحكومة في كييف إثر هجمات روسية، 7 سبتمبر 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت روسيا أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب، مستهدفة مقر الحكومة في كييف ومناطق أخرى، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات وتضرر البنية التحتية المدنية بشكل كبير.
- أدانت شخصيات دولية الهجوم الروسي، حيث وصفه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالضربات "الجبانة"، وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
- تعهدت نحو عشرين دولة أوروبية بمراقبة تنفيذ أي اتفاق لإنهاء الحرب، بينما رفض بوتين وجود أي قوات غربية في أوكرانيا، مما يعقد الجهود الدولية لإنهاء النزاع.

نفّذت روسيا أكبر هجوم جوي على الإطلاق على أوكرانيا صباح الأحد، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص واندلاع النيران في مقر الحكومة في كييف، بحسب ما أعلنت السلطات. واندلعت النيران على سطح مقر الحكومة فيما تصاعد الدخان فوق العاصمة. كما ألحقت ضربات بمسيرات أضرارا بعدد من الأبراج في كييف. وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مقتل أربعة أشخاص إثر الهجمات الهائلة خلال الليل. وقال زيلينسكي، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن العشرات أصيبوا في العاصمة كييف وحدها. وأضاف زيلينسكي أن الضحايا لقوا حتفهم في العاصمة كييف ومنطقة سومي الحدودية وفي تشيرنيهيف. ولقيت أم وابنها البالغ من العمر ثلاثة أشهر حتفهما في كييف، بحسب ما ذكرت السلطات. وكان عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، قد أعلن، في وقت سابق من اليوم الأحد، مقتل شخصين على الأقل في العاصمة، أحدهما طفل، وإصابة 11 آخرين.

ويعد الهجوم الذي استهدف المجمع الكبير حيث مقر الحكومة في كييف، الأول من نوعه منذ بدء الحرب. وحلّقت المروحيات فوق المبنى ملقية مياها على سطحه فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقا أمنيا حوله. وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيردينكو في منشور على تليغرام إن "السطح والطوابق العلوية تضررت جراء هجوم للعدو. تعمل فرق الإنقاذ على إخماد الحريق". وأضافت: "سنرمم المباني لكن لا يمكننا إعادة الأرواح التي تزهق. العدو يرهب شعبنا ويقتله كل يوم في مختلف أنحاء البلاد". وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 805 مسيّرات على الأقل و13 صاروخاً على أوكرانيا من ليل السبت حتى صباح الأحد، في عدد قياسي جديد.

وقال زيلينسكي إن أكثر من 20 منزلاً وروضة أطفال تضررت في الهجمات الروسية على زابوريجيا. وتم تدمير مستودعات في مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، كما تضرر مبنى شاهق في أوديسا.

وذكرت صحيفة "كييف إندبندنت"، نقلاً عن الحاكم أوليه كبير، أن طائرات مسيرة استهدفت منازل وبنى تحتية مدنية في أوديسا. وعلق زيلينسكي "بإمكان العالم أن يجبر مجرمي الكرملين على وقف عمليات القتل، كل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة السياسية"، مضيفاً: "لقد تكرر القول في واشنطن إنه سيتم فرض عقوبات إذا رفض التفاوض"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يماطل في ترتيب لقاء لمناقشة محادثات السلام مع زيلينسكي، وهو لقاء دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ترويجه.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد تعليقاً على الضربات، إنه مستعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من العقوبات على روسيا بسبب النزاع في أوكرانيا.

 

ستارمر: بوتين لا يأخذ السلام على محمل الجد

وفي رده على الهجوم الروسي أيضاً، استنكر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد الضربات "الجبانة"، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يأخذ السلام على محمل الجد".

ونقل بيان لداونينغ ستريت عن رئيس الوزراء البريطاني قوله "للمرة الأولى، يتم استهداف مقر الحكومة المدنية الأوكرانية. هذه الضربات الجبانة تُظهر أن بوتين يعتقد أنه يفلت من العقاب، وأنه لا يأخذ السلام على محمل الجد. اليوم أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نحافظ بحزم على دعمنا لأوكرانيا وسيادتها".

وتأتي الضربات الأخيرة بعدما تعهّدت نحو عشرين دولة أوروبية في مقدمها فرنسا وبريطانيا الخميس تولي مراقبة تنفيذ أي اتفاق لإنهاء الحرب، علما بأن عددا منها أعربت عن استعدادها لنشر قوات على الأرض. وتشدد كييف على أن الضمانات الأمنية بدعم قوات غربية، ضرورية من أجل أي اتفاق سلام بحيث لا تعاود روسيا شن أي غزو جديد في المستقبل. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض وجود أي قوات غربية في أوكرانيا واعتبر أنها ستكون هدفا "مشروعا" لجيشه.

ولم تفض جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة لوضع حد للحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة إلى أي نتيجة تذكر. وتحتل روسيا التي تنفي استهداف المدنيين في أوكرانيا حوالى 20% من أراضي البلاد. وقتل عشرات آلاف الأشخاص خلال الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة والتي أجبرت الملايين على النزوح ودمّرت غالبية مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، في نزاع هو الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون