قتلى بالاشتباكات حول سد تشرين ودمشق ترسل تعزيزات إثر فشل المفاوضات

19 يناير 2025
عمليات بحث لعناصر الجيش الوطني في سد تشرين، 17 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتواصل الاشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا حول سد تشرين، مع تقدم الفصائل وغارات تركية على مواقع قسد، وانسحاب القوات الأمريكية من مناطق في ريفي الرقة والحسكة.
- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل عدد من العناصر من كلا الجانبين وتدمير عربات عسكرية، مع توثيق مقتل 429 شخصاً منذ بدء المعارك، بينهم مدنيون. تخطط قوات الأسايش لنقل محتجزين من مخيم الهول لاستخدامهم كدروع بشرية.
- أكد الرئيس التركي أردوغان تصميم بلاده على القضاء على "التنظيم الإرهابي" على الحدود الجنوبية، مشيراً إلى اتخاذ خطوات لحل المشكلة جذرياً.

تتواصل الاشتباكات في محيط سد تشرين شرق مدينة حلب، شماليّ سورية، بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وفصائل الجيش الوطني التي تدعمها طائرات حربية ومسيّرة تركية. ويأتي ذلك فيما توجهت قوات تابعة لإدارة العمليات العسكرية في دمشق إلى مناطق شرق سورية (دير الزور ومنبج وجرابلس) للمشاركة في المعارك ضد قوات "قسد"، بعد فشل المفاوضات بين الإدارة وقسد، وانتهاء المهلة الممنوحة لقوات الأخيرة لتسليم السلاح والانخراط في وزارة الدفاع السورية، بالتزامن مع انسحاب قوات أميركية من عدة مناطق في ريفي الرقة والحسكة.

وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد" أن مجموعات من عناصر "الجيش الوطني" أحرزت بعض التقدم على محاور سد تشرين بريف مدينة منبج، وتمكنت من السيطرة على عدة أنفاق ومواقع لقوات "قسد". وأضاف الخلف أن الفصائل قامت بعملية تسلل إلى مواقع "قسد" في قرية صكيرو بريف بلدة عين عيسى شماليّ الرقة، تخللتها اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين. ويأتي ذلك فيما شنّ الطيران الحربي التركي غارات على مواقع لقوات "قسد" في محيط سد تشرين، تزامناً مع قصف صاروخي تركي استهدف مواقع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في قرية بير حسو بريف عين العرب (كوباني).

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن خمسة عناصر من فصائل الجيش الوطني وعنصراً من قوات "قسد" قتلوا، وأصيب خمسة آخرون نتيجة الهجمات والاشتباكات بين الجانبين على محاور قرية القشلة وتلة سيرتيل وخربة الزمالة قرب سد تشرين بريف منبج خلال الـ24 ساعة الماضية. كذلك أدت الهجمات إلى تدمير عدة عربات عسكرية تابعة لفصائل الجيش الوطني، وفق المرصد.

ووثّق المرصد، منذ بدء المعارك في 12 الشهر الماضي، مقتل 429 شخصاً من كلا الطرفين، بينهم 313 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا، و75 عنصراً من قوات قسد والتشكيلات العسكرية التابعة لها، إضافة الى 41 مدنياً. إلى ذلك، ذكرت شبكة "صدى الشرقية" أن عناصر أمنية تابعة لجهاز الأسايش التابع لقوات "قسد" تنوي نقل عدد من المحتجزين في مخيم الهول بريف الحسكة باتجاه سد تشرين، الذي يشهد معارك عنيفة مع فصائل الجيش الوطني.

ونقلت الشبكة عن "مصادر خاصة من داخل المخيم" قولها إن هذه الخطوة تهدف إلى "استخدام المدنيين دروعاً بشرية لمنع تقدم الفصائل نحو المنطقة، ما قد يتسبب بمقتل وإصابة عدد كبير منهم، بينهم نساء". ولفتت إلى أن عناصر "الأسايش" عقدوا اتفاقاً مع السجناء المحتجزين في البناء الأحمر داخل مخيم الهول، يقضي بإطلاق سراحهم ونقلهم مع أفراد أسرهم باتجاه السد، ومشاركتهم في اعتصام مفتوح داخله، لفترة زمنية، ثم إطلاق سراحهم نهائياً، بهدف عرقلة تقدم فصائل الجيش الوطني.

وحسب أحد المصادر، فقد لاقت هذه الخطوة ردود فعل متباينة داخل المخيم، حيث وصفها البعض بأنها "غير أخلاقية"، مطالبين بوقفها فوراً، فيما اعتبر آخرون أنها فرصة للخروج من المخيم وحالة البؤس والفقر الذي تعيشه عائلاتهم داخل المخيم. يشار إلى أن البناء الأحمر داخل مخيم الهول يضم سجناء متهمين بارتكاب جرائم قتل وسرقة وعمليات سطو مسلح استهدفت المدنيين والعاملين في المنظمات الإغاثية داخل المخيم، إضافة إلى عناصر متهمة بالانتماء إلى تنظيم داعش تعذر نقلهم إلى سجن الصناعة في الحسكة.

وفي سياق متصل، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً بالقضاء على ما وصفه بـ"التنظيم الإرهابي على الحدود الجنوبية لتركيا". وقال أردوغان خلال مشاركته أمس السبت في المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية في ولاية مرسين جنوبي تركيا، إن بلاده مصممة على "منع تنفيذ سيناريوهات جديدة في سورية، إما من خلال نزع سلاح التنظيمات الإرهابية التي تحتل أراضي سورية، أو القضاء عليها". وأكد ان تركيا "لن تتهاون على الإطلاق تجاه التنظيم الإرهابي الذي يحتل ثلث مساحة سورية، وستتخذ قريباً خطوات لحل هذه المشكلة جذرياً". وأضاف أن التنظيم "لن يتمكن من إيجاد جهة يحتمي بها ويتغطرس من ورائها"، لأن مصالح وحسابات القوى التي يثق بها في المنطقة قد تغيرت، وفق تعبيره.

المساهمون