استمع إلى الملخص
- دعا جو بايدن الأميركيين إلى الأمل والتفاؤل في آخر يوم له كرئيس، مستذكرًا نضال مارتن لوثر كينغ جونيور، ومؤكدًا على أهمية الأمل في تحقيق التغيير خلال زيارته لكنيسة تاريخية.
- هنأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ترامب بعودته، مشيدًا بالتحالف التاريخي بين البلدين، مع التركيز على تعزيز الشراكة ومخاوف من تأثير سياسات ترامب على أوكرانيا.
قبل ساعات من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يأتي محملاً بالكثير من التهديدات التي أطلقها، سواء تجاه الداخل الأميركي أو دول العالم بما فيه أوروبا الحليف التقليدي لأميركا، خرج بابا الفاتيكان ليعبر عن قلقه من خطط ترامب بشأن تشديد إجراءات الهجرة، فيما دعا الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الأميركيين إلى "الحفاظ على الإيمان بأيام أفضل مقبلة"، أما رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، الذي كان هدفاً لانتقادات إيلون ماسك، حليف ترامب، فحاول إبداء شيء من الثقة بالإدارة الأميركية الجديدة متكئاً على ما سماه بـ"التحالف التاريخي" بين واشنطن ولندن.
وانتقد بابا الفاتيكان فرنسيس خطط ترامب بشأن تشديد إجراءات الهجرة عندما يعود إلى البيت الأبيض، وقال في مقابلة مع برنامج "تشي تيمبو تشي فا" الإيطالي على قناة "نوفا"، أذيعت أمس الأحد، عندما سُئل عن خطط ترامب لترحيل المهاجرين غير القانونيين، بمجرد عودته إلى منصبه، إنه لم يتحدث مع ترامب منذ فترة ولايته الأولى، ولكن إذا كان صحيحاً أنه يريد طرد المهاجرين غير القانونيين "فسيكون ذلك عاراً، لأنه يجعل الفقراء والمحرومين يدفعون ثمن اختلال التوازن الاجتماعي"، وأضاف بابا الفاتيكان (88 عاماً): "هذا لا يصلح. هذه ليست الطريقة لحل الأمور".
وتعتبر العلاقة بين فرنسيس وترامب متوترة. وكان فرنسيس قد قال عن ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي،: "كلاهما ضد الحياة، كلاهما يطرد المهاجرين ويقتل الأطفال"، في إشارة إلى دعم هاريس لحق المرأة في اختيار الإجهاض. وبحسب التقارير الأميركية، من المتوقع أن يوقع ترامب مجموعة من الأوامر التنفيذية منذ اليوم الأول، مع تركيز خاص على تدابير مناهضة للهجرة.
من جهته، اختار جو بايدن التوجه إلى ولاية كارولاينا الجنوبية، أمس الأحد، في آخر يوم له بصفته رئيساً للولايات المتحدة، وحض من هناك الأميركيين على "الحفاظ على الإيمان بأيام أفضل مُقبلة" أثناء احتفاله بالعيد الوطني لتكريم رمز الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور. وبعدما وعد بأنه "لن يذهب إلى أي مكان"، قال بايدن للمصلين إن أميركا "يجب أن تظل ملتزمة ويجب أن نحافظ دائماً على الإيمان بيوم أفضل مقبل". والاثنين هو يوم عطلة وطنية أميركية لتكريم مارتن لوثر كينغ جونيور، الحائز جائزة نوبل للسلام، والذي دعا إلى مقاومة غير عنيفة في كفاح الأميركيين السود من أجل المساواة في الحقوق واغتيل عام 1968.
وفي آخر رحلة رسمية لهما، أمضى جو وجيل بايدن يومهما في مدينة تشارلستون التاريخية في ولاية كارولاينا الجنوبية التي عانت العبودية والتمييز العنصري، وفي عام 2015 وقعت فيها مذبحة عنصرية مروعة بحق مرتادي كنيسة من السود. وقد حُكم على الجاني، وهو من العنصريين البيض، بالإعدام. وذهب الرئيس الديمقراطي، وهو كاثوليكي متدين، إلى الكنيسة المعمدانية التبشيرية الملكية البروتستانتية لحضور قداس، وقال "في كل مرة أقضي فيها وقتا في كنيسة للسود، أفكر في شيء واحد: كلمة الأمل".
وقال بايدن: "اعتاد والدي أن يقول إن الخطيئة الكبرى هي إساءة استخدام السلطة"، من دون أن يذكر اسم دونالد ترامب. وتابع "الإيمان يعلمنا أن أميركا التي نحلم بها هي دائما أقرب مما نعتقد"، وختم كلمته وسط تصفيق الحاضرين في الكنيسة قائلا "فلنحافظ على الإيمان بأيام أفضل!". وكانت ولاية كارولاينا الجنوبية ومجتمعها الأميركي من أصل أفريقي حاسمة بالنسبة إلى بايدن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020.
وإلى لندن، حيث قدّم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس الأحد، "أحر التهاني" لترامب بمناسبة عودته إلى البيت الأبيض، مشيداً بـ"الأسس الثابتة" للتحالف "التاريخي" بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وقال زعيم حكومة حزب العمال البريطاني في بيان: "سنواصل البناء على الأسس الثابتة لتحالفنا التاريخي، من أجل التصدي معا للتحديات العالمية التي نواجهها والارتقاء بشراكتنا إلى المستوى التالي، مع التركيز على الفرص المشتركة للنمو".
وقال ستارمر: "مع المودة القديمة والروابط التاريخية التي تربط الرئيس ترامب بالمملكة المتحدة، أعلم أن هذه الصداقة العميقة ستدوم"، وأشار ستارمر في بيانه إلى أن لندن وواشنطن دافعتا تاريخياً "معاً عن العالم ضد الطغيان". وترغب لندن خصوصاً في إعادة إطلاق المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة، وقد ذكر ستارمر هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز وبوليتيكو أنه "أوضح" لترامب رغبته في هذا الصدد. وعلى غرار حلفائها الأوروبيين، تشعر المملكة المتحدة بقلق أيضاً من عواقب عودة ترامب إلى البيت الأبيض على مستقبل أوكرانيا، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي المنتخب إنه يريد إنهاء الحرب في هذا البلد سريعاً.
وينتمي ستارمر إلى حزب العمال (يسار وسط)، الذي يُعتبر تاريخياً أقرب إلى الحزب الديمقراطي ووصل إلى رئاسة الحكومة البريطانية في تموز/يوليو. ويحاول حزب العمال التقرب من الجمهوريين وترامب وطي صفحة الانتقادات التي تعرض لها بعض وزرائه خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي الأولى في منصبه، كانوا في المعارضة وقتها. وفي الأشهر الأخيرة، أصبح رئيس الحكومة البريطانية أيضاً هدفاً للملياردير الأميركي إيلون ماسك، حليف ترامب المقرب.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)