قافلة برية تضم آلاف المتطوعين تنطلق الاثنين من تونس لكسر حصار غزة

08 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 16:39 (توقيت القدس)
نشطاء جزائريون يشاركون في قافلة الصمود التي ستتجه إلى غزة، 8 يونيو 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلاق قافلة الصمود المغاربية: بدأت قافلة برية مغاربية تضم 1500 متطوع من تونس والجزائر وليبيا بهدف كسر الحصار عن غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مروراً بليبيا ومصر وصولاً إلى معبر رفح، مع انضمام مشاركات دولية أخرى.

- الدعم الشعبي والمنظمات المشاركة: تحظى القافلة بدعم من منظمات تونسية مثل الاتحاد العام التونسي للشغل ونقابة الصحافيين، وتشارك فيها نشطاء من الجزائر وليبيا، وتهدف إلى توعية الشعوب العربية بأهمية كسر الحصار عن غزة.

- التحديات والمخاوف: تواجه القافلة صعوبات في الحصول على التراخيص لدخول مصر وسيناء، ومخاوف من التدخل الإسرائيلي. تقترب سفينة "مادلين" من غزة لكسر الحصار البحري، وسط مخاوف من منعها.

القافلة تنطلق من مدينة بن قردان (جنوبا) نحو غزة مرورا بليبيا ومصر

القافلة ستسلك الطريق الساحلي الليبي إلى القاهرة ومنها لمعبر رفح

تشارك في القافلة شخصيات نقابية وسياسية إلى جانب حقوقيين وأطباء

أعلنت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، السبت، أن قافلة برية مغاربية تضمّ آلاف المتطوعين ستنطلق، الاثنين، باتجاه قطاع غزة من أجل المطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية، وكسر الحصار، وإدخال المساعدات. وانضم للقافلة نحو 1500 مشارك، من بينهم جزائريون وليبيون، والآلاف من المتطوّعين الذين سيرافقون القافلة إلى حدود معبر رأس جدير.

وأكّد ناشطون ومنسقو قافلة الصمود، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد، أن قافلة الصمود التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات العالقة في معبر رفح "قد تنجح فيما عجزت عنه الحكومات الصامتة، وهي قافلة شعبية مواطنية عربية ستعقبها قوافل الصمود 2 و3".

وقال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والمتحدث الرسمي باسم قافلة الصمود، وائل نوار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ قافلة الصمود ستنطلق حوالى الساعة السادسة صباحاً من شارع محمد الخامس، مروراً بعدد من المحافظات التونسية كسوسة وصفاقس وقابس ومدنين وبن قردان، وصولاً إلى معبر رأس جدير ثم ليبيا، إذ سيجري اتّباع الشريط الساحليّ، مضيفاً أن القافلة ستضم 1500 مشارك، من بينهم 100 مشارك جزائري، من ضمنهم شخصيات وطنية سيصلون مساء اليوم، وسيجري استقبالهم في محافظة باجة شمالي تونس، مشيراً إلى أن المشاركة التونسية تضمّ نقابيين ونشطاء ومواطنين.

وأضاف نوار أنه سيجري المكوث في ليبيا أربعة أيام، ثم ستنطلق القافلة إلى معبر السلوم ثم القاهرة ثم رفح، مؤكداً أن هناك مشاركات من جميع أنحاء العالم ستلتحق بالقافلة في رفح ثم غزة، لكسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية الموجودة في رفح، ومبيناً أن "هناك طواقم طبية وفرقاً من الدفاع المدني، وكل ما قد يحتاجه أهلنا في غزة". وبحسب نوار، فإن السير نحو غزة سيكون ضمن قافلة الصمود البرية، وأيضاً جواً، إذ سيصل مشاركون من شتى البلدان إلى مصر، وبحراً ضمن أسطول بحري عبر سفينة مادلين التي تضم عدة نشطاء من العالم، والتي تقترب حالياً من غزة.

وتابع أن "هناك صعوبات، ومنها التأشيرة الخاصّة بالدخول إلى مصر، ثم إلى سيناء ورفح، اللتين تتطلبان تراخيص أمنية خاصة، وللأسف لم يجرِ الحصول عليهما إلى حدّ الآن، رغم الوعود المصرية والتفاعل الإيجابي مع القافلة"، مؤكداً أنهم يتوقعون كل شيء من الجانب الإسرائيلي. وبين أنهم "يستبعدون التدخل المباشر لاستهداف القافلة على الأراضي الليبية أو المصرية، لكنّ الكيان الإسرائيلي قد يستخدم شركاءه لخلق صعوبات وإشكالات تعيق القافلة"، مشيراً إلى أنهم تمرنوا من خلال ورشات تدريب على مواجهة صعوبات عدّة أملاً في تذليلها قدر الإمكان، وأشار إلى أنهم ليسوا مجرد قافلة إغاثية، بل تظاهرة شعبية عربية داعمة للقضية الفلسطينية، وسيكون لها دور توعوي وتعبوي كبير لكسر الحصار.

وقال نبيل الشنوفي، أحد منسقي قافلة الصمود، في كلمة له، إن ثلاث دول مغاربية، وهي تونس والجزائر وليبيا، ستشارك في القافلة، و"هذا مهم جداً"، مؤكداً أن عدد المسجلين بلغ نحو 7500 شخص، و"كان العدد كبيراً جداً، لكن جرى الاقتصار على ألف مشارك تونسي فحسب، إلى جانب جزائريين وليبيين، ليصل العدد إلى نحو 1500 تقريباً، مبيناً أنه "جرى تخصيص 100 سيارة حالياً سترافق القافلة إلى جانب سيارات إسعاف عدّة"، وأشار إلى أنهم تلقوا اتصالاً من السفارة المصرية والتقوا السفير المصري بتونس، ووعدهم برفع الأمر الخاص بالتراخيص اللازمة إلى السلطات المصرية.

وأكّد غسان هنشيري، أحد أعضاء القافلة، في كلمة له، أن التضامن مع قافلة الصمود واسع، وأن "هناك مساعدات من فئات شعبية عدّة، ويأملون أن يرافقهم الناس إلى الحدود الليبية في مسيرة شعبية مواطنية ضخمة، مبيناً أنها البداية عبر قافلة الصمود 1، لكن ستليها قوافل أخرى عدّة كقافلتَي الصمود 2 و3، إلى أن يُكسر الحصار عن غزة، وبالتالي هي خطوة أولية لكسر الحصار"، وبين أن منطقة مدنين جنوبي تونس ستحتضن تظاهرة كبرى، لأنها ستكون نقطة اختتام المسيرة المنطلقة من تونس نحو الأراضي الليبية.

وترى عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وإحدى المشاركات في قافلة الصمود، جواهر شنة، في كلمة لها، أن "تونس تعيش لحظة تاريخية في مسيرة برية نحو غزة، بمشاركة من الجزائر وليبيا"، مبينة أن "حلم القافلة تحول إلى حقيقة، وأن الهدف هو كسر الحصار عن غزة، وليس مجرد نقل مساعدات إنسانية"، وذكرت أن "السير عبر البر هو الهدف، لأن على الشعوب العربية أن تعي أن غزة قريبة، وأنه يمكن الوصول إليها".

وقال مواطن من الجزائر يدعى مهند، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه قدم خصيصاً من الجزائر للمشاركة في قافلة الصمود، موضحاً أن "هذا التحرّك كان يجب أن يكون منذ فترة طويلة، وأنه لا بد من المشاركة في ظل العدوان على غزة والاعتداءات الغاشمة"، مشيراً إلى أنه يأمل أن يكون العدد كبيراً، لأنه كلما كثرت المشاركة كلما كان التأثير أفضل، وبين أن "الحكومات المطبّعة وحتى غير المطبعة صامتة، ولذلك كان لا بدّ من حراك جماهيري، ويأمل أن تنجح هذه القافلة بما عجزت عنه الحكومات".

وأكدت المتطوعة من الهلال الأحمر التونسي، سماح بن يونس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مشاركتهم ضمن قافلة الصمود ستكون من خلال تقديم الإسعافات الأولية والمساعدات اللازمة للمشاركين، مبينة أن هناك تكويناً لبعض المشاركين للتدرب على مواجهة الكوارث، وستكون المرافقة إلى حدود رأس جدير، ثم سيكون هناك متطوعون آخرون لمرافقة القافلة التي يُأمل نجاحها في مهمتها هذه.

وأعربت منظمات تونسية عن دعمها للقافلة والمشاركة فيها، وأبرزها الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية)، ونقابة الصحافيين التونسيين (مستقلة)، والهيئة الوطنية للمحامين بتونس، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وعمادة الأطباء التونسية، والمنظمة التونسية للأطباء الشبان.

في السياق، انطلق ناشطون جزائريون من وسط العاصمة الجزائرية نحو تونس، إذ سيلتحقون بقافلة الصمود التونسية، ومنها يتوجهون إلى ليبيا ومصر، قبل أن تتوجه إلى معبر رفح، وتجمّع النشطاء القادمون من عدد من مناطق الجزائر في مقرّ هيئة للتأهيل السياسي، وسط العاصمة الجزائرية، استعداداً لانطلاق القافلة براً على متن حافلات إلى تونس.

وقال مروان بوقطاية، أحد القيادات المبادرة بهذه القافلة، لـ"العربي الجديد": "قافلتنا تضم حوالى 200 ناشط من الداعمين لغزة، نتوجه اليوم إلى تونس، إذ من المتوقع أن نصل الليلة"، مضيفاً "قمنا بكل الترتيبات اللازمة، ونسقنا مع الجهات المعنية في الدول التي تمرّ عبرها القافلة، ولدينا بعض الحلول لتوقعات ومصاعب قد تعترضنا، ونأمل أن يتحقق الهدف منها"، مشيراً إلى أنه "شاء القدر أن تنطلق هذه القافلة التي يشارك فيها نشطاء من تونس وليبيا وأيضاً من الجزائر، أرض الثورة والثوار، دعماً للصامدين في قطاع غزة".

وقال رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، يحيى صاري، اليوم الأحد، في بيان إعلان انطلاق القافلة، إنّ "هذه القافلة ترفع صوتها عالياً وتشارك كل أحرار العالم في المطالبة بكسر الحصار الغاشم الآثم عن أهلنا في غزة، وتعبر عن موقف الجزائر المنادي في كل المنابر العالمية برفع الحصار وحماية أهلنا في غزة من العدوان الوحشي"، ووصف صاري القافلة الجزائرية بأنها جزء من "الحراك الشعبي الدولي الإنساني الذي خرج براً وبحراً وجواً، معلناً رفضه للممارسات الإجرامية التي تطاول أهلنا في غزة، ونخاطب أهلنا في غزة لنقول لهم لستم وحدكم، نحن نقاسمكم الآلام والأوجاع، كما أنها قافلة تضامنية وصورة مصغّرة ورمزية وممثلة للإرادة الصلبة القوية الواسعة في العالم التي تضيق الخناق في كل مكان على المحتل الغاشم".

يأتي هذا فيما تقترب سفينة أسطول الحرية "مادلين" من الوصول إلى قطاع غزة في ختام رحلتها التي انطلقت من إيطاليا في 1 يونيو/ حزيران الحالي، وسط مخاوف تساور طاقمها المكون من 12 ناشطاً مدافعاً عن حقوق الإنسان من تعرضها لاعتداء إسرائيلي ومنعها من أداء مهمتها في كسر الحصار عن القطاع المحاصر الذي يرزح تحت وطأة المجاعة والإبادة الجماعية منذ أكثر من 20 شهراً. والأربعاء، قالت هيئة البث العبرية إن إسرائيل قررت منع سفينة مادلين من الاقتراب أو الرسو في سواحل القطاع. وبحسب الهيئة، كان هناك توجّه أولي بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة ما دامت لا تشكل تهديداً أمنياً، إلا أن القرار تغيّر لاحقاً "لمنع خلق سابقة قد تتكرر".