استمع إلى الملخص
- دعا قاسم الحكومة اللبنانية لاتخاذ موقف حازم تجاه الخروقات الإسرائيلية في لبنان، مشددًا على استمرار المقاومة اللبنانية وقوتها، وضرورة فصل المسار السياسي عن وضع المقاومة.
- أكد قاسم على دور حزب الله وحركة أمل في انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للبنان، مشيرًا إلى أهمية مشاركة الحزب في الحياة السياسية اللبنانية ورفض محاولات إقصائه.
هنّأ الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم الفلسطينيين، اليوم السبت، على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إنه دليل على "صمود المقاومة" ضد إسرائيل، وذلك في أول تصريحاته منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، والذي سيدخل حيز التنفيذ صباح غد الأحد، داعياً في الوقت ذاته الحكومة اللبنانية إلى "الحزم" ضد خروقات الاحتلال المتكررة في البلاد.
وقال قاسم، في كلمة مصورة خلال الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر "غزة رمز المقاومة" الذي تستضيفه العاصمة الإيرانية طهران: "نبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته هذا الاتفاق، الذي يدلّ على ثبات المقاومة التي أخذت ما تريد ولم يستطع العدو أخذ ما يريد"، مؤكداً أنّ "التاريخ سيسجّل مكانة غزة في التضحيات في كسر مشروع العدو الإسرائيلي".
وفي المؤتمر، قال قاسم إن "المقاومين والشعب الفلسطيني أفشلوا مخطط إسرائيل الخطير، ومواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة". وأوضح أن الحزب "عطّل هدف إسرائيل بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس". وأكد الأمين العام للحزب أن "المقاومة في لبنان مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض ولتحرير فلسطين".
وعن الخروق الإسرائيلية في لبنان، قال قاسم: "صَبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون". واستدرك: "لكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، الاتفاق حصرا هو في جنوب نهر الليطاني".
وأكد قاسم أنه "لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة". وتستمرّ التجاوزات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مع اقتراب مهلة الستين يوماً على الانتهاء في 27 يناير/ كانون الثاني الحالي. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال زيارة إلى جنوب لبنان، أمس الجمعة، أنّ استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي مناطق في لبنان، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، يمثّلان انتهاكاً للقرار 1701، ويشكلان خطراً مستمراً على سلامة وأمن العاملين في يونيفيل، مشدداً على أن هذا الأمر يجب أن يتوقف.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف لإطلاق النار أنهى عدواناً إسرائيلياً استعر في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، وبموجبه تنسحب إسرائيل تدريجياً من الأراضي اللبنانية خلال 60 يوماً، وينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود في المنطقة الجنوبية. وينصّ الاتفاق على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب، بحلول 26 يناير/ كانون الثاني، ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في عام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
سياسياً، قال قاسم إن "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل (يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري) هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، العماد جوزاف عون". وأكد أنه "لا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته. وبعض البهلوانيات في إبراز إبعادنا عن المسرح، هي فُقاعات ستظهر لاحقا".
وبعد شغور تجاوز عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني، في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري، عون رئيساً للبلاد. وقبل انتخابه رئيساً، كان عون قائداً للجيش منذ 2017، وأصبح خامس قائد جيش في تاريخ لبنان يصل إلى رئاسة الجمهورية والرابع تواليا، والرئيس الـ14 للبلاد على العموم. وقاطع الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة نواب الثنائي الشيعي، الممثلون بكتلتي "الوفاء للمقاومة" (15 نائباً) التابعة لحزب الله، و"التنمية والتحرير" (15 نائباً) التابعة لحركة أمل والمتحالفة مع الحزب، معتبرين أن البعض يحاول إقصاءهم من الصورة السياسية في لبنان.