قادة "حماس" يلتقون خامنئي لأول مرة منذ اغتيال هنية

08 فبراير 2025
لقاء بين خامنئي ووفد من "حماس" في طهران، 8 فبراير 2025 (مكتب خامنئي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار رئيس المجلس القيادي لحركة حماس، محمد إسماعيل درويش، طهران مع وفد من قيادات الحركة، حيث التقوا بالمرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك بعد اغتيال إسماعيل هنية في إيران، كجزء من جولة إقليمية شملت القاهرة وأنقرة.
- أكد خامنئي على رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى عدم جدوى المفاوضات السابقة، واعتبر القضية الفلسطينية أساسية لإيران، مؤكدًا على حتمية انتصار فلسطين.
- شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على قدرة إيران على مواجهة العقوبات الأميركية، ودعا رئيس البرلمان الإيراني إلى التفاوض مع جميع الدول باستثناء أميركا، بينما أكد وزير الخارجية على سياسة خارجية شاملة.

أجرى رئيس المجلس القيادي لحركة حماس محمد إسماعيل درويش والوفد المرافق له، اليوم السبت، لقاءً ومباحثات مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وفق الموقع الإعلامي لمكتب القيادة الإيرانية.

ووصل درويش صباح اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران برفقة وفد يضم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة خليل الحية، ورئيس المكتب السياسي للحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، والقياديين محمد نصر وعزت الرشق. وهذه هي الزيارة الأولى للوفد القيادي لحركة حماس إلى طهران بعد اغتيال رئيس مكتبها السابق الشهيد إسماعيل هنية في مقر إقامته شمالي العاصمة الإيرانية في 31 مايو/ أيار الماضي، عندما كان يشارك في حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وقال خامنئي خلال اللقاء مع قادة "حماس": "انتصرتم على الكيان الصهيوني وأميركا، ومنعتموهم من تحقيق أهدافهم بلطف من الله"، مضيفاً أن أهالي غزة تحوّلوا إلى "أسوة" لكلّ محبي المقاومة، مشيداً بفريق "حماس" المفاوض، قائلاً إن "الاتفاق يمثل إنجازاً عظيماً، واليوم من واجب جميع العالم الإسلامي، وداعمي المقاومة مساعدة سكان غزة لتخفيف آلامهم ومعاناتهم".

كما أشاد المرشد الإيراني بالعمل الإعلامي والدعائي لحركة حماس، قائلاً إن "هذا الأداء كان ممتازاً ويجب أن يستمر"، ومؤكداً أن "مسألة الدفاع عن فلسطين وشعبها ليست محلّ تساؤل في أذهان الشعب الإيراني"، مشدداً على أن "القضية الفلسطينية أصبحت قضية أساسية لنا، وانتصار فلسطين موضوع حتمي وقطعي".

وكان المجلس القيادي لـ"حماس" قد بدأ جولة إقليمية أخيراً، زار فيها القاهرة ثم أنقرة، وأجرى مباحثات مع قادة البلدين، قبل أن يحل اليوم السبت ضيفاً على إيران. ويأتي استقبال إيران قادة "حماس" بعد يوم من حسم المرشد الإيراني مسالة التفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة، معلناً رفضه قائلاً إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة "ليس ذكياً ولا مشرفاً ولا حكيماً"، وإن المفاوضات مع الولايات المتحدة "لن تحل مشاكل إيران".

وأكد خامنئي، وفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، أن "التفاوض مع أميركا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، يجب ألا يوهمونا بأن الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن تحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أميركا، والتجربة الماضية أثبتت هذا الأمر".

وفي السياق، أشار المرشد الإيراني إلى انسحاب الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات ماراثونية استغرقت أكثر من عشر سنوات.

بزشكيان: لن نتراجع

واليوم السبت، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمة له في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، أن بلاده لن تتراجع أمام العقوبات الأميركية، قائلاً إن بلاده قادرة على أن تصبح "أكثر دول المنطقة ازدهاراً، ولدينا طاقات كبيرة وبإمكاننا تغيير الوضع الراهن". وأضاف بزشكيان أن "الأعداء يتصورون أننا سنموت جائعين بسبب العقوبات، لكن الأمر ليس هكذا ونحن قادرون على الوصول إلى القمة".

وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني فيما راجت مطالب على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية من ناشطين باستقالته بعد إعلان المرشد الإيراني رفضه التفاوض مع أميركا. في غضون ذلك، دعا رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف الرئيس الإيراني إلى المضي قدماً في ظل إعلان المرشد الإيراني رفض التفاوض مع أميركا، قائلاً في لقاء مع قادة الحرس الثوري الإيراني: "إننا سنتفاوض مع جميع الدول باستثناء أميركا حسب توجيهات قائد الثورة"، محذراً من سماهم "جبهة الثورة" من "إحداث قطبية بشأن التفاوض"، وموضحاً أن المذكرة التي وقع عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب شأن إيران "تعني نزع السلاح عن إيران".

في غضون ذلك، أصدر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، رسالة تعقيباً على تصريحات خامنئي أمس الجمعة، قال فيها عراقجي إن هذه التصريحات "كانت ولا تزال تمثل دليلاً لجميع مسؤولي النظام، خاصة الجهاز الدبلوماسي"، مؤكداً أن الخارجية الإيرانية ستوظف جميع القدرات والطاقات لأجل "المضي قدماً بسياسة خارجية شاملة، ونشطة، ومؤثرة لأجل تأمين مصالح البلاد، وأمنها القومي، وزيادة قدراتها ومكانتها عبر التعامل السياسي والدبلوماسي". وشدد وزير خارجية إيران على أن الخارجية الإيرانية "تتحرك وفق المبادئ الثلاث: العزة والحكمة والمصلحة".