قادة أوروبا بعد قمة ترامب وبوتين: للضغط على روسيا وتقديم ضمانات لأوكرانيا

16 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17 أغسطس 2025 - 07:57 (توقيت القدس)
تظاهرة مؤيدة لأوكرانيا تزامناً مع قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، 15 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد القادة الأوروبيون أن أوكرانيا هي من تقرر بشأن انضمامها للاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو، مع استعدادهم لمواصلة الضغط على روسيا عبر العقوبات الاقتصادية لتحقيق سلام عادل ودائم.

- أطلع الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي والقادة الأوروبيين على نتائج قمته مع بوتين، حيث لم تسفر عن وقف إطلاق نار في أوكرانيا، وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية على أهمية الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

- دعا المستشار الألماني لاجتماع أوروبي لمناقشة عملية السلام، بينما شدد ماكرون على ضرورة الضغط على روسيا، ورحبت المجر بنتائج القمة، وأكدت التشيك أن بوتين يسعى لإضعاف وحدة الغرب.

ترامب اتصل بزيلينسكي وميرز وماكرون وستارمر وفون ديرلاين وروته

ألمانيا تتبنى نهجاً حذراً بعد قمة ترامب وبوتين

انتهت قمة ألاسكا دون إعلان اتفاق بشأن أوكرانيا

أكد قادة أوروبيون، اليوم السبت، أنّ موسكو "لا يمكن أن تتمتّع" بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي، غداة قمة ألاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين

. وأضافوا في بيان، وقّعته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز وقادة أوروبيون آخرون: "سيكون على أوكرانيا اتخاذ القرارات المتعلّقة بأراضيها".

وأبدى القادة استعدادهم "لمواصلة الضغط" على روسيا من خلال العقوبات، وقال البيان: "سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم". كما أكد البيان استعداد القادة للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامب وبوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، وقالوا: "نحن (...) مستعدون للعمل مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي نحو قمة ثلاثية، بدعم من أوروبا".

وأطلع ترامب، في وقت سابق السبت، زيلينسكي وقادة أوروبيين على نتائج قمته مع بوتين، حسب ما أفادت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية. وقالت المتحدثة إنّ الاتصال الذي شاركت فيه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، دام "أكثر من ساعة بقليل".

وأجرى ترامب "مكالمة مطوّلة" مع زيلينسكي أثناء عودته إلى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية، بعد القمة مع بوتين في ألاسكا، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت. وقالت ليفيت للصحافيين على متن "إير فورس وان"، إنّ ترامب تحدث أيضاً مع قادة حلف شمال الأطلسي. وعاد ترامب إلى واشنطن، بعد اجتماعه مع بوتين في ولاية ألاسكا شمالي الولايات المتحدة. وهبطت طائرته الرئاسية، إير فورس وان، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت في قاعدة أندروز الجوية العسكرية المشتركة بالقرب من العاصمة الأميركية، طبقاً لما ذكره صحافيون مرافقون له، وكان ترامب قد تحدث مع بوتين في أنكوريج بشأن الحرب في أوكرانيا، واختتمت القمة بدون أي تصريحات علنية في ما يتعلق بوقف إطلاق نار محتمل.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع قوله إنّ مكالمة ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، دامت لأكثر من ساعة، فيما مكالمته مع زيلينسكي استمرت لمدة ساعة. وكان على الخط أيضاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحسب الموقع، وبعد ذلك، انضمّ قادة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وبولندا، وروته، وفون ديرلاين، لمدة نصف ساعة أخرى. وقال المصدر المطلع على المكالمة بين ترامب وزيلينسكي وقادة الناتو إنّ "المكالمة لم تكن سهلة".

وبعيد انتهاء قمة ألاسكا، بدأت قراءات دولية بالبروز لا سيّما أن المؤتمر الصحافي للرئيسين، الذي جاء بعد ثلاث ساعات من انطلاق المحادثات، لم يقدم أي جديد بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم إشارتهما إلى نقاط توافق بينهما وتبادل إشارات المودة. وفي حين وصف ترامب الاجتماع بأنه كان "مثمراً" دون تفاصيل، وتحدث بوتين أيضاً بكلمات عامة خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي استمر 12 دقيقة فقط.

فون ديرلاين: حماية المصالح الأوروبية والأوكرانية

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في منشور على منصة إكس، السبت، إن الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا وأوروبا "ضرورية" لأي اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، وكتبت فون ديرلاين: "يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع زيلينسكي والولايات المتحدة للتوصل إلى سلام عادل ودائم. الضمانات الأمنية القوية التي تحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية".

ميرز يدعو لاجتماع أوروبي

بدوره أطلع المستشار الألماني فريدريش ميرز مجلس الوزراء الألماني على نتائج قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين، حسب ما ذكرت مصادر حكومية في برلين اليوم السبت. وبحسب المصادر، دعا ميرز الشركاء الأوروبيين إلى عقد اجتماع للمناقشة والاتفاق على خط مشترك بشأن الخطوات التالية في عملية السلام من أجل أوكرانيا. وأطلع ميرتس بعد ذلك مجلس الوزراء الألماني على النتائج.

كما رحب ميرز بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق سلام دائم، وقال في منشور على منصة إكس: "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على تضامننا الراسخ بينما نعمل من أجل تحقيق سلام يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا".

ماكرون يدعو إلى مواصلة الضغط على روسيا

ومن جهته، قال ماكرون في بيان، السبت، إنه من الضروري مواصلة دعم أوكرانيا والضغط على روسيا، وكتب ماكرون في منشور على منصة إكس أنه وقادة أوروبا الآخرين يعتقدون أن هذا أمر ضروري ما دام الغزو الروسي لأوكرانيا مستمر، ولم يُحقَّق سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا. وأضاف أن الأوروبيين يتفقون على أن السلام القوي يجب أن تصاحبه ضمانات أمنية راسخة.

وأضاف أنه من أجل تحقيق تقدم ملموس، يجب أن يكون هناك اجتماع جديد لتحالف الإرادة قريباً. ويضم التحالف نحو 30 دولة تدعم أوكرانيا وتقوده المملكة المتحدة وفرنسا. كما قال ماكرون إنه يجب تعلم الدروس من الأعوام الثلاثين الماضية و"بشكل خاص من ميل روسيا الراسخ لعدم احترام التزاماتها".

ستارمر: تقدم مهم

فيما رحّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر باستعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا في إطار أي اتفاق لوقف الحرب، وقال في بيان: "هذا تقدم مهم، وسيكون حاسماً في ردع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن العودة للمطالبة بالمزيد"، وأكد أن "جهود" ترامب "تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى" من إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ستارمر: "مع إحراز تقدّم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء المزيد من المناقشات" التي تشمل الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مؤكداً أنّه "لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه".

ميلوني: هناك بارقة أمل

بدورها، أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، السبت، بنتائج قمة ألاسكا، وقالت في بيان: "ظهرت أخيراً بارقة أمل لمناقشة السلام في أوكرانيا... إيطاليا تقوم بدورها، إلى جانب حلفائها الغربيين".

حكومة ألمانيا تتبنى نهجاً حذراً بعد قمة ترامب وبوتين

وقالت الحكومة الألمانية إنها تتبنى نهجاً حذراً في أعقاب القمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا. وأفادت مصادر حكومية في برلين بأنه يجري إطلاع المستشار فريدريش ميرز على التطورات، بينما يحافظ فريقه على اتصال نشط مع الحلفاء الدوليين. وأبدى دبلوماسي ألماني سابق رفيع المستوى خيبة أمله في قمة ألاسكا، وكتب الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفغانغ إشينجر، على منصة إكس: "لم يُحرَز أي تقدم حقيقي 1 - 0 لبوتين بوضوح تام. لا عقوبات جديدة. بالنسبة للأوكرانيين: لا شيء. بالنسبة لأوروبا: خيبة أمل بالغة"، مضيفاً أن بوتين حظي باستقبال حافل من ترامب، بينما لم يحصل ترامب على أي شيء، وذكر إشينجر أن المحادثات لم تسفر، كما كان يُخشَى، عن أي وقف لإطلاق النار أو سلام.

بدورها، اعتبرت السياسية من حزب الخضر الألماني المعارض، سارة ناني، أن قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين زادت من حالة الغموض في أوروبا. وقالت خبيرة شؤون السياسة الداخلية في الكتلة البرلمانية لحزب الخضر في تصريحات لمحطة "آيه آر دي" الألمانية إن ترامب لا يريد استخدام سطوته من أجل السلام في أوروبا، وأضافت ناني: "الساعات القليلة الماضية أوضحت ذلك تماماً، ويجب أن يكون ذلك بمثابة إشارة تحذير لبقية الغرب"، مضيفة أن الفائز في هذه القمة كان بوتين الذي قد يواصل عرقلة الغرب، مشيرة إلى أن القمة قد تُثير الكثير من عدم اليقين والاضطراب في أوروبا، وقالت ناني: "أعتقد أن الوقت قد حان الوقت لأن تدرك أوروبا هذا: علينا إيجاد حلول ناجعة حتى لو لم يشارك الأمريكيون فيها".

النرويج: يجب زيادة الضغط على روسيا

بدوره، قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، السبت، عقب قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين، إنّ روسيا يجب أن تواجه المزيد من الضغوط بسبب الحرب في أوكرانيا، وأضاف للصحافيين في أوسلو "يجب أن نواصل الضغط على روسيا، بل ونزيده لنبعث برسالة واضحة بأن عليها أن تدفع الثمن (لغزوها أوكرانيا)".

التشيك: بوتين لا يسعى إلى السلام

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوخوفا، السبت، إن المحادثات بين ترامب وبوتين في ألاسكا أظهرت أن الأخير لا يسعى إلى السلام ويريد إضعاف وحدة الغرب. وكتبت على منصة إكس: "لم تحقق محادثات ترامب وبوتين في ألاسكا تقدماً كبيراً نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها أكدت أن بوتين لا يسعى إلى السلام، بل هي فرصة لإضعاف وحدة الغرب ونشر دعايته"، مضيفة أنه يتعين على الغرب مواصلة دعم أوكرانيا.

المجر: العالم أكثر أماناً الآن

وبعيداً عن الإجماع الأوروبي، رحّب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، القيادي الأوروبي الأقرب إلى موسكو، السبت بقمة ألاسكا، وكتب على منصة إكس غداة انعقاد القمة: "لسنوات، شهدنا أكبر قوتين نوويتين تُفككان إطار تعاونهما وتتبادلان رسائل عدائية. لقد انتهى هذا الآن. اليوم، العالم أكثر أماناً مما كان بالأمس".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ بوتين وترامب وصفا اجتماعهما في ألاسكا بأنه إيجابي للغاية، وأضاف أنّ المحادثات سمحت للرئيسَين بالبقاء واثقين في بحثهما المشترك عن حلول، وعلى الرغم من عدم الإعلان عن نتائج ملموسة للقمة خلال مؤتمر صحافي مشترك، قال إنه جرى الإدلاء ببيانات شاملة، وكان هذا هو السبب في عدم السماح للصحافيين بتوجيه أسئلة.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)