قائد في شرطة الاحتلال يتجاهل جرائم ضد الفلسطينيين طمعاً بترقية

02 يناير 2025
عناصر من شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، 15 سبتمبر 2024 (سعيد قاق/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتُقل قائد الوحدة المركزية في الضفة الغربية، أفشاي معلم، بتهم تجاهل جرائم إرهاب يهودي وسعيه للترقية من وزير الأمن القومي، بالإضافة إلى محاولات تلقي رشوة لمساعدة زوجته الغارقة في الديون.
- التحقيقات كشفت عن محادثات سرية تشير إلى تجاهل معلم لمعلومات أمنية حساسة، وتورطه في محاولات نقل معلومات سرية لمكتب بن غفير، مما أدى إلى تحقيقات مع مفوض مصلحة السجون.
- رغم التهم، يرفض بن غفير تعيين قائد جديد لمنطقة طبريا، متمسكًا بتخصيص المنصب لمعَلم، مما يثير تساؤلات حول مستقبله في الشرطة.

تجاهل قائد في شرطة الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الفلسطينيين مقابل انتشال زوجته الغارقة في الديون بسبب معاهد للتجميل والعناية تديرها. وقالت صحيفة هآرتس العبرية، مساء أمس الأربعاء، إنّ قائد الوحدة المركزية (اليمار) في الضفة الغربية المحتلة أفشاي معلم اعتُقل في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للاشتباه في تجاهله معلومات بشأن إرهاب يهودي من أجل الحصول على ترقية من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، كما أنه مشتبه به في ارتكاب مخالفات تتعلق بعدم منع جرائم ومحاولة تلقي رشوة.
 
وذكرت "هآرتس" أنّ شخصاً عرض نقل آلاف الشواكل لزوجة أفشاي معلم، التي تدير مؤسسة تعاني من الإفلاس، مقابل أن يساعده مستغلاً منصبه في الشرطة. ووفقاً للتحقيقات، وصلت إلى أفشاي معلم، في إطار هذه العلاقة، معلومات عن مخطط جريمة تتعلق بمسألة أمنية لكنه تجاهل ذلك، وفي نهاية المطاف لم تتم الصفقة بين أفشاي معلم وذلك الشخص.

وبدأت التحقيقات حول القائد في شرطة الاحتلال حين اكتشف أفراد قسم التحقيق مع الشرطة "ماحش"، أثناء تنصتهم على محادثاته في إطار تحقيق سرّي ضده، بحسب القناة 13 الإسرائيلية. وتمتلك زوجة أفشاي معلم مراكز تجميل وعناية، وفي السنوات الأخيرة تراكمت عليها ديون بملايين الشواكل. ووصلت تسجيلات لمحادثات من العام الماضي إلى "ماحش" يتحدّث فيها أفشاي معلم عن أزمة زوجته المالية، ويقول في أحد التسجيلات لمحدثه: "أخي، نحن في وضع مالي سيئ للغاية، كنا عند محام لتقديم طلب إفلاس. لقد ورطتني (زوجتي) مالياً. هل تصدق أنني في انهيار؟ اذكر مبلغ ستة ملايين شيكل. أحتاج إلى إغلاق فروع". ونقل "ماحش" أخيراً جميع مواد التحقيق إلى قسم الانضباط في الشرطة للنظر في إمكانية فصله أو تعليق عمله.

وكان أفشاي معلم يخضع للتحقيق بسبب تجاهله المعلومات الاستخباراتية التي تلقاها من القسم اليهودي في جهاز الأمن العام (الشاباك) حول نشطاء اليمين المتطرّف وجرائم الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، وذلك لإرضاء بن غفير ونيل رتبة أعلى، كما يُشتبه في أنه نقل معلومات سرية إلى مكتب بن غفير. وفي هذه القضية تم التحقيق أيضاً مع مفوّض مصلحة السجون كوبي يعقوبي للاشتباه في عرقلته سير العدالة وخيانة الأمانة، بعدما أبلغ أفشاي معلم بالتحقيق السرّي الذي يجريه "ماحش" ضده، وتم تسجيل ذلك خلال التنصت على معلم. ومن جهته عقّب المحامي إفرايم دماري، الذي يمثل أفشاي معلم، بأنّ ما نشرته الصحيفة هو "ادعاءات كاذبة".

في غضون ذلك، يرفض بن غفير تعيين قائد لمنطقة طبريا في شرطة الاحتلال برتبة عميد لأنه يتمسّك بتخصيص المنصب لأفشاي معلم، الذي لا يزال مستقبله في الشرطة غير واضح. وفي الوقت الحالي، يشغل المنصب قائم بالأعمال برتبة عقيد فيما تُعتبر المنطقة مهددة بشكل خاص، حالياً، لأسباب تتعلق بالتوترات على الحدود السورية وفي الجولان السوري المحتل، إلى جانب استمرار الجريمة في المنطقة.