يشارك قائد المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ في قمة خاصة تستضيفها جاكرتا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأسبوع المقبل، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية التايلاندية اليوم السبت، في إطار أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الخارج منذ دبّر الانقلاب الذي أطاح بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي.
وأثار انقلاب الأول من فبراير/ شباط انتفاضة واسعة النطاق، إذ نزل مئات آلاف المحتجين إلى الشوارع للمطالبة بإعادة الديمقراطية، بينما أضرب الموظفون المدنيون عن العمل في محاولة لإضعاف السلطة العسكرية.
وسعى الجيش إلى إخماد الاحتجاجات المناهضة للانقلاب باستخدام القوة فقتل أكثر من 720 شخصا واعتقل نحو 3100 ناشط وصحافي ومعارض، بحسب مرصد محلي.
كما دان المجتمع الدولي المجموعة العسكرية لاستخدامها القوة بحق مدنيين عزل وفُرضت عقوبات مستهدفة كبرى شخصيات المؤسسة العسكرية وأفراد عائلاتهم وشركات مرتبطة بالجيش.
لكن قادة الدول الإقليمية سعوا إلى فتح خط اتصال مع النظام في ميانمار، لتؤكد وزارة الخارجية التايلاندية السبت أنه سيتم عقد قمة لقادة دول جنوب شرق آسيا في جاكرتا لمناقشة الوضع في ميانمار بمشاركة مين أونغ هلاينغ.
وقال المتحدث باسم الوزارة تاني سانغرات للصحافيين إن "عددا من القادة أكدوا حضورهم بمن فيهم مين أونغ هلاينغ".
ويتوقع أن تناقش قمة تكتل آسيان الذي يضم 10 دول والمرتقبة في 24 إبريل/ نيسان في جاكرتا الأزمة في ميانمار بعد الانقلاب.
وأثار الإعلان حفيظة الناشطين الذين لطالما ناشدوا قادة دول العالم بعدم الاعتراف بالمجلس العسكري الحاكم.
ويبرر الجيش بشكل دائم الانقلاب عبر الحديث عن تزوير واسع النطاق شهدته انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي فاز فيها حزب سو تشي بأغلبية ساحقة.
وأفاد بأنه سيعيد السلطة إلى حكومة مدنية بعد إجراء انتخابات في غضون نحو عام، رغم أنه مدد مؤخرا الإطار الزمني إلى عامين.
حملة أمنية في رأس السنة
ويذكر أن السبت أول أيام رأس السنة التقليدية في ميانمار، حيث زار المئات في رانغون معبد شويداغون للصلاة بينما سيّر الجيش دوريات في الشوارع.
وخيّمت الكآبة على احتفالات ثينغيان، التي تسبق رأس السنة البوذية، على عكس ما كان عليه الوضع في السنوات السابقة التي كان يشارك المحتفلون فيها بمعارك مائية في الشوارع.
بدلا من ذلك، وضع ناشطون طلاء أحمر اللون في رانغون للتذكير بالأحداث الدموية التي تشهدها البلاد، بينما ارتدى محتجون اللون الأحمر في أنحاء البلاد.
واندلعت أعمال عنف جديدة السبت في مدينة موغوك (وسط) حيث نفّذت السلطات حملة أمنية استهدفت المتظاهرين.
وعلى الرغم من خطر العنف، واصل متظاهرون التجمّع في أنحاء البلاد في تحد للمجلس العسكري، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن سو تشي.
كما أعرب بعض المتظاهرين، في رانغون ومدينة مونيوا (وسط)، عن تأييدهم لـ"حكومة الوحدة الوطنية"، وهي حكومة ظل شكّلها نواب تمت الإطاحة بهم وباتوا ينشطون سرا بهدف الإطاحة بحكم العسكر.
عفو
في الأثناء، أعلن عن الإفراج عن أكثر من 23 ألف سجين على مستوى البلاد، وفق ما أفاد به مسؤول عن أحد السجون فرانس برس السبت، كجزء من العفو السنوي الذي يصدر لمناسبة رأس السنة في ميانمار.
وقامت السلطات بخطوة مشابهة مرّتين منذ الانقلاب، كانت الأولى في منتصف فبراير، وسط مخاوف لدى بعض المجموعات الحقوقية من أن الهدف إفساح المجال للزج بمعارضي الجيش في السجون.
وأما المرة الثانية فكانت عشية عيد القوات المسلحة عندما تم الإفراج عن نحو 900 متظاهر معتقل.
لكن واصلت السجون الامتلاء.
ومنذ الانقلاب، اعتُقل أكثر من 3100 شخص، معظمهم متظاهرون وناشطون، بحسب رابطة مساعدة السجناء السياسيين.
ولم يتضح ما إذا كان من بين السجناء الذين أفرج عنهم السبت معتقلون احتجزوا على خلفية الانقلاب.
(فرانس برس)