عبر رئيس أركان الجيش الجزائري عن قلق بلاده من جملة تطورات أمنية تشهدها مناطق حدودية لدول الجوار، خاصة مالي والنيجر، حيث تتصاعد في الفترة الأخيرة الهجمات المسلحة ضد الجيش المالي شمالي البلاد قرب الحدود مع الجزائر، وعمليات قتل ومواجهات في مناطق وسط وشمالي النيجر القريبة أيضاً من الحدود.
وقال الفريق السعيد شنقريحة إن "ما يعيشه محيطنا الجغرافي برمته، من أحداث ومستجدات متلاحقة، وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية المديدة، يشكل باعثاً أساسياً من بواعث زيادة الحيطة، ومضاعفة الحذر وتكثيف كل موجبات اليقظة"، لكنه شدد على أن قوات الجيش والأمن متحكمة بشكل كامل في تأمين البلاد، وأضاف: "تيقنوا أن حالة عدم الاستقرار، التي يشهدها محيطنا القريب والبعيد، لن تشكل أبداً أي خطر على سلامة ترابنا الوطني".
وحث المسؤول العسكري الوحدات الميدانية للجيش العاملة على الحدود، على تعزيز عمليات المراقبة المستمرة لنطاق السيادة الوطنية، حيث يتعين كذلك التصدي لكافة التهديدات الإرهابية والإجرامية، وحذر مما وصفها بـ"محاولة المجموعات الإجرامية استغلال التضاريس الجغرافية لهذه الناحية لتحقيق مآربها الخطيرة على بلادنا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً"، مضيفاً أن "الشراذم الإجرامية بشتى شبكاتها وجيوبها وأذنابها، لاسيما تلك التي تحاول التسلل عبر الحدود، تسعى لأن تجعل منها ملاذاً آمناً لتحقيق أغراضها المعادية، ذات الآثار الخطيرة على البلاد".
وتتخوف الجزائر من عودة المجموعات الإرهابية إلى النشاط قرب الحدود الجزائرية، بعد التصاعد اللافت للعنف والنشاط الإرهابي في مناطق شمالي مالي والنيجر، وبعد بروز تنظيم "داعش" في المنطقة حيث يخوض صراعاً مفتوحاً مع تنظيمات القاعدة للسيطرة على مناطق النفوذ والممرات الصحراوية، كما أن مجموع التقارير والتقديرات الأمنية تؤكد أن الجماعات المسلحة ما زالت تحاول استهداف مدن حدودية في الجزائر، حيث كانت منطقة تيمياوين الحدودية بولاية تمنراست أقصى جنوبي الجزائر قد شهدت تفجيراً انتحارياً بواسطة سيارة مفخخة استهدف ثكنة عسكرية وسط المدينة.
ويجري قائد الجيش منذ فترة سلسلة زيارات ميدانية للمناطق العسكرية ووحدات الجيش، خاصة في الجنوب وعلى الحدود، لإسنادها المادي والمعنوي والوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش المرابطة على الحدود، مشدداً على ضرورة "صد وإفشال أي محاولة، يمكنها أن تهدد سلامة بلادنا الترابية، وتمس بسيادتها الوطنية".
وسمح تعزيز التواجد العسكري الجزائري في مناطق الحدود، وتشديد الرقابة على الممرات الصحراوية، بإحباط تسلل عدد من المسلحين كانوا عائدين من مالي والنيجر، بعضهم كان قد أفرج عنهم ضمن الصفقة الفرنسية مع تنظيم أنصار الدين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما ساعد ذلك على استسلام عدد آخر من المسلحين الناشطين في الساحل والصحراء لقوات الجيش والكشف عن مخابئ أسلحة.