استمع إلى الملخص
- أشرف رئيس أركان الجيش، الفريق أوّل السعيد شنقريحة، على التنصيب الرسمي، مشددًا على أهمية الجاهزية العسكرية لمواجهة التحديات الجيوسياسية والتهديدات الإقليمية.
- التغييرات في الجيش الجزائري تشمل تعيينات جديدة في جهاز الأمن الخارجي والقوات البرية، وسط تأكيدات بأن هذه التحركات طبيعية وتأتي في إطار التداول على المناصب.
عيّن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بصفته وزير الدفاع، قائدًا جديدًا للحرس الجمهوري بالإنابة، خلفًا للفريق أوّل علي بن علي، في سياق سلسلة تغييرات يجريها الرئيس تبون على أكبر المناصب العسكريّة في الجيش، منذ مباشرته ولايته الرئاسيّة الثانية في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأشرف رئيس أركان الجيش والوزير المنتدب للدفاع (منصب جديد ألحق له في التشكيل الحكومي الجديد)، الفريق أوّل السعيد شنقريحة، السبت، على التنصيب الرسميّ لقائد الحرس الجمهوري بالإنابة اللواء طاهر عيّاد، خلفًا للفريق أوّل علي بن علي، والّذي تقرّرت إحالته إلى التقاعد، وهو قرار كان متوقّعًا منذ فترة بالنظر إلى تقدّم الفريق بن علي في العمر (84 عامًا). وحثّ قائد الجيش كوادر الحرس الجمهوريّ، على "العمل مع القائد الجديد تجسيدًا للقواعد والنظم العسكريّة السارية، والحفاظ على الجاهزيّة التامّة، وفقًا للتحوّلات الجيوسياسيّة الّتي يعرفها العالم والتهديدات العديدة في محيطنا الإقليميّ، التي تشكّل تحدّيات كبيرة تفرض علينا مزيدًا من الحرص واليقظة، والاستمرار في التحضير القتاليّ"، على حد قوله.
ويعدّ الفريق علي بن عليّ، وهو شقيق العقيد لطفي (أحد أبرز قادة ثورة التحرير الجزائريّة)، آخر قياديّ في الجيش من الجيل الّذي شارك في ثورة التحرير، ويحمل صفة "مجاهد"، وظلّ يقود جهاز الحرس الجمهوريّ منذ عام 2015، في الولاية الأخيرة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. ويتولّى جهاز الحرس الجمهوري، الحماية والدفاع عن مقرّ رئاسة الجمهوريّة وملحقاتها والإقامات الرسميّة، وتأمين المقارّ السياديّة والرئاسيّة، ومهامّ المرافقة والتشريفات لرئيس الجمهوريّة والسلطات السامية للدولة والشخصيّات الأجنبيّة من ضيوف الجزائر، بالإضافة إلى فرق الخيّالة والأوركسترا العسكريّة.
ويعدّ هذا التغيير في مربّع قيادات الصفّ الأوّل للجيش، الثالث من نوعه منذ مباشرة الرئيس تبون ولايته الرئاسيّة الثانية، حيث كان تبون قد أجرى تغييرًا نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عيّن بموجبه قائدًا جديدًا لجهاز الأمن الخارجيّ، أحد أفرع جهاز الاستخبارات الجزائريّة، العميد موساوي رشدي فتحي، خلفًا للواء جبّار مهنى، وفي نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، عيّن اللواء مصطفى إسماعيل قائدًا للقوّات البرّيّة، الّتي تعدّ العماد المركزيّ للجيش الجزائريّ، خلفًا للواء عمّار اعثامنيّة.
وفي وقت سابق كان قائد الجيش الجزائريّ شنقريحة قد أكّد أنّ هذه التغييرات في الجيش، طبيعيّة وتأتي في إطار التداول على الوظائف والمناصب بمختلف مستوياتها، مكذّبًا ما وصفها "بالأصوات الناعقة والأبواق الّتي تعطي" مع كلّ تغيير يحدث تأويلات وتحليلات خاطئة ومجانبة للحقيقة بل ومغرضة، هدفها إثارة الشكّ والبلبلة في أوساط الرأي العامّ الوطنيّ، من خلال بثّ هذه الأخبار المزيّفة والكاذبة"، على حد تعبيره.