قائد أركان جيش الاحتلال الجديد يتسلّم منصبه رافعاً راية الحرب

05 مارس 2025
الدمار في قطاع غزة، حي النصيرات في 3 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تولى إيال زامير منصب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، متعهداً بتكثيف الجهود العسكرية ضد حماس في غزة والعمل على تحرير المحتجزين الإسرائيليين، مع دعوة لتجنيد اليهود الحريديم لتوزيع عبء الدفاع.

- يخطط زامير لعملية برية واسعة في غزة، مع زيادة الضغط العسكري على حماس لتقصير مدة القتال وإجبارها على إبرام صفقة للإفراج عن المحتجزين، مع التركيز على احتلال مناطق والاحتفاظ بها بشكل متواصل.

- تتضمن الأهداف المحتملة استهداف الأنفاق ومراكز القيادة ومواقع تصنيع الأسلحة التابعة لحماس، مع التركيز على التحديات المتمثلة في العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للمدرعات.

يخطط زامير لعملية برية واسعة في غزة وزيادة الضغط العسكري على حماس

والاه: يسعى زامير لنهج أكثر عدوانية مع السعي لتقصير مدة القتال

تتضمن خطط زامير تنفيذ عدوان بري واسع تشارك فيه عدة فرق للجيش

تسلّم رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، اليوم الأربعاء، مهامه رسمياً، خلفاً لهرتسي هليفي المستقيل على خلفية إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورافعاً راية الحرب الشديدة والقتال المكثّف. إذ اعتبر، خلال مراسم تقلده منصبه، أن دولة الاحتلال تخوض "حرباً وجودية"، وأن حركة حماس لم تُهزم بعد. كما تعهّد بالعمل بجد للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون في غزة. ودعا زامير إلى تجنيد اليهود الحريديم من أجل "توزيع عادل لتقاسم عبء الدفاع عن دولة إسرائيل".

وقال رئيس هيئة الأركان الـ24 للجيش، مخاطباً مختلف وحدات جيش الاحتلال "أنتم، الجنود النظاميون والدائمون والاحتياطيون، العبء الأكبر ملقى على كاهلكم. أنتم رأس السهم الصهيوني والمدافعون عن الشعب اليهودي.. جميعنا معاً ملتزمون بمهمة واحدة مشتركة ومقدّسة، حماية الدولة، وتحقيق النصر في المعركة، وحسم المواجهة... وأدرك المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقي. هذه المهمة ليست كغيرها من المهام، إنها لحظة اختبار تاريخية".

وكان زامير قد أعلن عند اختياره للمنصب في فبراير/شباط الماضي، أن عام 2025 سيكون عام حرب: "في الحرب، نهض الجيش الإسرائيلي من عمق الهاوية. الأعداء على جميع الجبهات قد هُزموا، وزعماؤهم مدفونون تحت الأنقاض، لكن المعركة لم تنته بعد والتحديات لا تزال أمامنا. عام 2025 سيستمر كعام قتال". وقد تعكس هذه الكلمات توجهاته، كما سيكون مكلّفاً بإعادة بناء الجيش بعد إخفاقات السابع من أكتوبر.

وحذّر زامير منذ سنوات من تقليص حجم القوات القتالية، وكان له موقف واضح ضد مفهوم "الجيش الصغير والذكي" الذي وجّه الجيش الإسرائيلي خلال العقد الأخير. وفي حفل إنهاء خدمته كنائب لرئيس الأركان عام 2021، حذر قائلاً: "قد نواجه حرباً شديدة ومتعددة الجبهات. في رأيي، الجيش الإسرائيلي موجود على حافة الحد الأدنى من حجم القوات المطلوبة لمواجهة التهديدات المعقدة".

في غضون ذلك، أفاد موقع والاه العبري، اليوم الأربعاء، بأن زامير يخطط لعملية برية واسعة في غزة، وزيادة الضغط العسكري على حركة حماس. وأوضح الموقع أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقد، قبل بضعة أسابيع، تقييماً للوضع في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، بمشاركة وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان المنتهية ولايته هرتسي هليفي، وعدد من القادة العسكريين، انضم إليه إيال زامير كجزء من عملية الانتقال لتوليه منصب رئيس الأركان. وقدم قادة المنطقة الجنوبية خلال الاجتماع خططاً للحرب بمراحلها المختلفة.

ووفقاً لمصادر أمنية، لم يسمّها الموقع، أبدى زامير، الذي شغل سابقاً منصب قيادة المنطقة الجنوبية وعدة مناصب أخرى، رأيه بشأن الأسلوب الحالي، وأوضح أن القتال تحت قيادته سيختلف. وتشير التقديرات إلى أن زامير يعتزم تبنّي نهج أكثر عدوانية، مع السعي لتقصير مدة القتال وزيادة الضغط على حماس لإجبارها على إبرام صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

واعتمد الجيش في قتاله البري في فترة هليفي، في ظل حرب الإبادة، على أسلوب قتال يشمل مناورات برية من الشمال إلى الجنوب، مع دمج عمليات دهم واقتحام لمخيّمات اللاجئين، وبلدات ومدن في القطاع، ومن ثم الانسحاب. وتشير مصادر عسكرية وأمنية إلى أن زامير يسعى لتنفيذ عدوان بري واسع النطاق، تشارك فيه عدة فرق لاحتلال مناطق والاحتفاظ بها بشكل متواصل.

وسترافق المناورة البرية نيران كثيفة من الجو والأرض، علماً أن جيش الاحتلال استلم كميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ والقنابل منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. كما أشار الموقع العبري إلى أن الوضع الأمني على حدود لبنان وسورية وفي الضفة الغربية المحتلة، يسمح بتخصيص قوات كبيرة للعدوان على غزة. وحسب التقديرات، قد يكون الجيش بحاجة إلى استدعاء قوات احتياط. في المقابل، أوضح مسؤولون عسكريون، أن "استدعاء الاحتياط لفترة طويلة سيشكّل تحدياً كبيراً".

ومن بين الأهداف المحتملة في حال عودة جيش الاحتلال إلى القتال المكثّف، وفقاً للموقع العبري، استهداف الأنفاق التي تضررت سابقاً من الغارات الجوية وأعيد تأهيلها من حماس والجهاد الإسلامي، وتدمير مراكز قيادة جديدة أنشأتها حماس بعد تضرر المراكز السابقة في عمليات الجيش الإسرائيلي والأسلحة والمعدات العسكرية، حيث يرى الاحتلال أن حماس تبنّت نموذج حرب العصابات، بحيث يحمل المقاتلون أسلحتهم بشكل مستمر.

كما قد يستهدف جيش الاحتلال مواقع تصنيع الأسلحة، ويرى أن حماس تعمل على إعادة بناء منشآت تصنيع العبوات الناسفة، والصواريخ، والقذائف، وقذائف الهاون التي دمّرها الجيش الإسرائيلي. وتحذّر تقديرات في جيش الاحتلال، من أن التحدي الرئيسي في أي مناورة واسعة سيكون التعامل مع العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للمدرعات. كما أن احتمالية تجدد القتال تثير قلقاً كبيراً بشأن مصير المحتجزين، ليس فقط بسبب حالتهم الصحية، ولكن أيضاً لأن معظمهم على الأرجح محتجزون في أنفاق تحت الأرض. وفي ظل الدمار الواسع في قطاع غزة، تثار تساؤلات حول ما الذي تبقّى لتدميره.