"في غزة محرقة"... شعارات احتجاجية باللغة العبرية على حائط البراق
استمع إلى الملخص
- عبّر حاخام "الحائط الغربي" عن استيائه من الحادثة، واصفاً إياها بأنها تمس بقدسية المكان، وطالب بإزالة الكتابات دون الإضرار بالأحجار الأثرية.
- اعتقلت الشرطة شخصاً من القدس بشبهة تورطه في الحادثة، وأُطلق سراحه بشروط مقيّدة، بينما دان رئيس بلدية القدس الحادثة مؤكداً على ضرورة الحفاظ على قدسية الأماكن.
في سابقة غير مألوفة منذ اندلاع الحرب، تكشّفت، صباح اليوم الاثنين، شعارات احتجاجية ضد الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة؛ وقد خُطّت على جدران حائط البراق أو ما يُعرف إسرائيلياً باسم "الحائط الغربي" أو اصطلاحاً باسم "المبكى"، والذي يمتد من الحائط الغربي للمسجد الأقصى وصولاً إلى باب المغاربة جنوباً وانتهاءً بالمدرسة التكنزية شمالاً، وفي ساحته حيث يُصلي اليهود منذ احتلال القدس، كانت حارة المغاربة التي دمّرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إبان النكسة عام 1967.
الشعارات التي خُطّت بالطلاء، كتبت باللغة العبرية وتضمنت جملاً مثل "في غزة محرقة"، وقد وجدت على الجزء الجنوبي من الحائط، مقابل "عزرات يسرائيل" وهي المساحة المخصصة لصلاة اليهود من دون تفرقة جندرية (أي بمشاركة النساء والرجال اليهود).
وإثر تكشف الشعارات فتحت شرطة الاحتلال تحقيقاً في الواقعة؛ فيما عبّر حاخام "الحائط الغربي"، والأماكن المقدسة، شموئيل رافينوفيتش، عن "أسفه"، منتقداً بشدة ما وصفه بـ"الفعل الخطير"، الذي جرى بحسبه "من خلال الهزء الخطير بقدسية المكان".
وقال الحاخام، في تصريح نقله عنه موقع واينت العبري، إن "المكان المقدس ليس محلاً للتعبير عن الاحتجاج، فللأخير محله، ويصبح الأمر خطراً بأضعاف مضاعفة عندما يحدث في أكثر مكان مقدّس بالنسبة للشعب اليهودي كله". وطالب الحاخام الشرطة بفتح تحقيق في الحادثة، والعثور على من سماهم "المجرمين المسؤولين عن انتهاك القدسية ومحاكمتهم". ومن المتوقع بحسب الموقع أن يوجّه الحاخام الجهات المهنية المعنية في كيفية تنظيف وإزالة الكتابات بطريقة لا تمسّ بالأحجار الأثرية للحائط.
من جهتها، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن الشرطة اعتقلت شخصاً (27 عاماً) من القدس، بشبهة تورطه في "انتهاك قدسية الحائط". وإثر التحقيق معه أطلق سراحه بشروط مقيّدة. وتبين من التحقيق أن الموقوف خطّ شعاراً مماثلاً على حائط الكنيس الأكبر بمدينة القدس، وأضاف إليه عبارة "كُل ما يُنشر كذب"، على ما يبدو في إشارة منه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي توغل في نشر الأكاذيب ونفي الحقائق حول استخدام إسرائيل التجويع أداة حرب.
في المقابل، دان رئيس بلدية الاحتلال بمدينة القدس، موشيه ليون، الحادثة التي وصفها بـ"الخطيرة"، مشدداً على أنه "لم يكن ولن يكون هناك محل للمس بالرموز القومية والروحانية للشعب اليهودي على أي خلفية كانت". واعتبر أن "الاحتجاج لا يبرر إهانة القدسية والمس بمشاعر ملايين اليهود في البلاد والعالم"، آملاً من الشرطة الإسرائيلية "العمل بحزم للعثور على المجرمين ومحاكمتهم"، وزاعماً أن "القدس ستواصل الحفاظ على قدسيّتها وحرمة جميع الأماكن المقدسة لجميع الديانات".
ولئن كانت هذه المرّة الأولى التي تُخط فيها شعارات كهذه على حائط البراق منذ اندلاع الحرب، إلا أنه سبق أن كُتبت شعارات على أجزاء من الحائط؛ ففي عام 2019 رُشت شعارات غرافيتي على ما يُسمى بـ"الحائط الصغير" وهو الجزء المكشوف من الحائط الغربي ويقع في الحي الإسلامي. وفي السابق، خُطّت أيضاً شعارات على "الحائط الغربي" ذاته، وتطلب الأمر خبراء متخصصين من أجل إزالة الألوان من دون المس بالطبقات الحجرية القديمة.
يُذكر أن الحائط الغربي الملاصق للأقصى، بُني بطريقة فريدة في عهد هيرودس، والجزء المكشوف منه في الساحة التي كانت حارة المغاربة، يبلغ طوله 53 متراً فقط، لكن في الواقع، هناك أربعة جدران تحيط بجميع أرجاء الحرم القدسي؛ حيث تلتصق الحجارة بعضها ببعض بسبب ثقل وزنها، الذي يراوح بين عشرات إلى مئات الأطنان.