في الذكرى الثامنة للحرب اليمنية.. الحوثيون يتحدثون عن شروطهم للسلام

في الذكرى الثامنة للحرب اليمنية.. الحوثيون يتحدثون عن شروطهم للسلام

26 مارس 2023
خلال مظاهرة سابقة لأنصار الحوثيين في صنعاء 24 فبراير (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

احتشد أنصار جماعة الحوثي في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية اليوم الأحد، في الذكرى الثامنة للتدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، فيما قال عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة إن طريق السلام يكون "بإنهاء العدوان والحصار، وإعادة الإعمار، وتعويض الأضرار".

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، في كلمة بمسيرة نظمتها الجماعة في صنعاء اليوم الأحد، متوجهاً للسعودية: "إذا كنت تريدين الانسحاب من العدوان على اليمن، فذلك متاح، أعلني انسحابك عن قتال شعبنا، كما عملت عدة دول انسحبت من التحالف".

وأضاف وفق كلمته التي نشرتها وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين: "نريد سلاماً حقيقياً لا سلاماً إعلامياً أو سلاماً من أجل الاستعراض الإعلامي، ونحن لم نضع شروطاً تعجيزية". وتابع: "قائد الثورة يؤكد دائماً أن الهدنة لا يمكن أن تستمر إلا مقابل الملف الإنساني بفك الحصار وتسليم الرواتب وإيقاف العدوان ورفع الحظر الجوي، وهي من الأشياء التي نطالب بها، ولا يعتبر ذلك إعجازاً".

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد هدد التحالف قائلاً: "قادمون في العام التاسع من الحرب بترسانةٍ صاروخيةٍ فتاكةٍ، بعيدة المدى بالمسيرات المتنوعة المتطورة، وبقدراتٍ بحرية وبريةٍ متميزة"، على حد تعبيره.

وأضاف في كلمة مطولة، بثتها وسائل إعلام الحوثي مساء السبت: "طريق السلام هو بإنهاء العدوان والحصار، وإنهاء الاحتلال، وبإعادة الإعمار، وتعويض الأضرار، وإكمال عملية تبادل الأسرى، وهذه محددات موضوعية وضرورية لتحقيق السلام العادل، لا بدَّ منها". 

وأضاف: "إذا كان تكتيك التحالف الاستمرار في الحرب والحصار وحالة ما بين الحرب والسلم فإن ذلك غير مقبول". واعتبر زعيم الحوثيين أن "إثارة الفتنة في الداخل واستهداف أمن البلد جزء من العدوان"، محذراً من أنه "إذا كان ذلك من خياراته (التحالف) فسنتعامل معها كحالة حرب". في إشارة لحالة الغضب الشعبي ضد الجماعة في مناطق سيطرتها.

إعادة الإعمار

وعقب التقارب السعودي الإيراني أصبح الحوثيون يتحدثون عن مرحلة ما بعد الحرب، وخاصة التركيز على جزئية إعادة الإعمار، ضمن ما أسموه طريق السلام، في الوقت الذي كان الحديث السياسي يتركز على شروط تمديد الهدنة المنتهية بتوسعة بنودها الحالية في فتح الموانئ والمطارات، بالإضافة إلى دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم من عائدات النفط اليمني الذي يصدر من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.

وقال عضو وفد الحوثيين التفاوضي عبد الملك العجري في تصريحات صحافية: "مثلما دفعت السعودية فاتورة الحرب، عليها أن تدفع فاتورة الخروج منها، وإصلاح الوضع، وجبر الضرر، وندعوها لتلقف الفرصة قبل أن تنتهي".

وأشار إلى أن زعيم الحوثيين "أكد أن طريق السلام استراتيجي وموضوعي وثابت، ومن بينه إعادة الإعمار ومعالجة الأضرار". وأضاف: "نراقب وندرك أن العدوان (التحالف) يستخدم تكتيك إبقاء اليمن في حالة من اللا سلم واللا حرب، بينما يؤجج صراعاً داخلياً، بهدف تخفيض سقف المطالب اليمنية العادلة، وهو ما لن يحصل عليه"، ولفت إلى أن "هذه الحالة لن تستمر، وفي حال عادت الحرب فستتغير القواعد، وستكون السعودية هدفاً استراتيجياً للعمليات"، على حد تعبيره وفق ما نقلت وسائل إعلام الحوثيين الرسمية.

العليمي يشيد بالعلاقات التاريخية بين اليمن والسعودية

من جهة أخرى، أشاد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، بالعلاقات التاريخية المتميزة بين اليمن والسعودية، مذكراً بالمحطات البارزة في مسار هذه العلاقات. 

وقال: "إن السعودية أكدت وحدة البلدين الشقيقين في مواجهة التحديات المشتركة، والدفاع عن الهوية العربية ومصالح الأمة، وأمن واستقرار المنطقة". وأوضح في تصريحات صحافية "أن عاصفة الحزم لتحالف دعم الشرعية أعادت الأمل للشعب اليمني، وللأمة العربية العزة والرفعة، وثقتها بالقدرة على ردع المشاريع التخريبية في المنطقة، وذكراها ستبقى يوماً خالداً في تاريخ شعبنا والأمة العربية جمعاء"، على حد تعبيره.

وفي 26 مارس/ آذار 2015، أعلنت السعودية قيادتها تحالفاً عسكرياً في اليمن، وبدأت بشن هجمات جوية، من أجل إعادة الشرعية في البلاد، بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

وتدخل اليمن عامها التاسع من الحرب، في ظل تحولات سياسية كبيرة في مسارات الصراع والنفوذ الميداني، بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران، حيث عمقت ثماني سنوات من الحرب حالة الانقسام والتفكك في طرفي الصراع، وأحدثت في صفوفهما جملة من التغيرات التي أثرت في حدة التصعيد بالقتال.

وتأتي ذكرى التدخل العسكري للتحالف هذا العام، في ظل توقف الطيران الحربي السعودي عن قصف الحوثيين منذ نحو عام، وبالمثل توقف الهجمات بالطيران المُسير من قبل الحوثيين، منذ الثاني من إبريل/ نيسان 2022، حيث أعلنت الهدنة الأممية التي ما زالت قائمة، رغم انتهائها، وبالتزامن مع تقارب بين السعودية وإيران.

وتمضي الأزمة اليمنية بلا أفق واضح للحل ينهي معاناة اليمنيين القاسية من الحرب، التي أودت بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، وانهيار كل مقومات المعيشة والاقتصاد الوطني، ووضعت أكثر من 17 مليون نسمة من السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وفق تقارير أممية.