فيدان: تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سورية

04 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 19:15 (توقيت القدس)
فيدان خلال المقابلة مع "رويترز" في بروكسل، 4 إبريل 2025 (إيف هيرمان/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على عدم رغبة تركيا في مواجهة مع إسرائيل في سورية، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية تزعزع استقرار المنطقة، مع دعم الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات.
- من الجانب الإسرائيلي، أعرب مسؤولون عن قلقهم من التواجد العسكري التركي المتزايد في سورية، مؤكدين عدم رغبتهم في صراع مع تركيا، ومشيرين إلى وجود سبل للتعامل مع الوضع.
- تسعى تركيا لتعزيز وجودها العسكري في سورية بعد سقوط نظام الأسد، مع تفاهمات لإنشاء قواعد عسكرية تركية، وسط الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة على الجنوب السوري.

صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الجمعة، بأن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سورية، وذلك بعدما قوضت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية هناك قدرة الحكومة الجديدة على ردع التهديدات. وفي المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي كبير، أن إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سورية.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل، قال فيدان إن تصرفات إسرائيل في سورية تمهد الطريق لعدم استقرار إقليمي في المستقبل. وتُعد إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع حليفاً وثيقاً لتركيا. وذكر فيدان أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في دمشق ترغب في التوصل إلى "تفاهمات معينة" مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص.

وحول تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، أكد فيدان أن "الدبلوماسية ضرورية ولا نريد أن نرى أي هجوم على إيران"، فيما رحب بالجهود الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه اعتبر أن التوصل إلى اتفاق ليس سهلاً. ورداً على سؤال حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، قال: "يتعين أن يكون هناك عامل ردع لمنع استئناف الحرب".

من جهته، صرّح مسؤول إسرائيلي كبير، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سورية. وقال المسؤول للصحافيين، طالباً عدم الكشف عن هويته: "لا نسعى إلى صراع مع تركيا، ونأمل ألا تسعى تركيا إلى صراع معنا"، مضيفاً: "لكننا لا نريد أيضاً أن نرى تركيا تتمركز على حدودنا، وجميع السبل موجودة للتعامل مع هذا الأمر".

وتحول تعزيز الوجود العسكري التركي في سورية إلى أولوية لأنقرة، وذلك بعد التحولات التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خصوصاً مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية بفعل خشية حكومة بنيامين نتنياهو من نفوذ تركي يقوّض مساعيها في الحصول على مكاسب استراتيجية في جنوب سورية. وفي سياق تعزيز الوجود العسكري التركي في سورية، كشفت مصادر تركية رسمية لـ"العربي الجديد" أن هناك تفاهمات بين أنقرة والإدارة السورية الجديدة على إنشاء قواعد عسكرية تركية في سورية، من بينها قاعدة في مطار تي فور، وقاعدة في مطار منغ، موضحة أنه في الوقت الحالي، هناك وجود عسكري في مطار منغ، فيما العمل مستمر حاليا بالنسبة لمطار تي فور.

وكان موقع "ميدل إيست آي" قد ذكر، الثلاثاء الماضي، أن تركيا بصدد بناء قاعدة دفاع جوي في مطار "تي فور" العسكري في ريف حمص الشرقي بقلب البادية السورية، بهدف ضرب تنظيم "داعش" وردع الهجمات الجوية الإسرائيلية على سورية، بحسب مصادر وصفها الموقع بـ"المطلعة" التي أكدت أن خطط بناء الموقع قيد التنفيذ. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الخميس، إن إسرائيل قلقة من "الدور السلبي" الذي "تلعبه تركيا في سورية ولبنان ومناطق أخرى"، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي في باريس: "يبذلون قصارى جهدهم لجعل سورية محمية تركية. من الواضح أن هذه هي نيتهم".

ويأتي ذلك في ظل تمادي الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة في الاعتداءات، خصوصاً على الجنوب السوري، مستغلاً عدم قدرة دمشق على المواجهة العسكرية بسبب اختلال ميزان القوة لمصلحة تل أبيب. وشنت طائرات الاحتلال، ليل الأربعاء ـ الخميس، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية في وسط وجنوب سورية، أبرزها مطار حماة العسكري ومطار تي فور. ولا يملك الجيش السوري القدرة على تقويض القدرة الإسرائيلية على مواصلة القصف الجوي لأهداف عسكرية في أغلب المناطق السورية. وعبّرت تل أبيب بشكل واضح عن انزعاجها من الوجود العسكري التركي في سورية، ووجّه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان، أمس، رسالة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، مفادها "إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول إلى سورية وتهديد المصالح الأمنية الإسرائيلية، فستدفع ثمناً باهظاً". وأضاف: "نشاط سلاح الجو الإسرائيلي بالأمس (الخميس) ضد المطارات في تي فور وحماة ومنطقة دمشق هو رسالة واضحة وتحذير بأننا في المستقبل لن نسمح بالإضرار بأمن دولة إسرائيل".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون