فيتو أميركي يفشل تبني مجلس الأمن قراراً بشأن وقف إطلاق النار في غزة

18 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 23:57 (توقيت القدس)
من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي، 22 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فشل مجلس الأمن في تبني قرار لوقف إطلاق النار في غزة بسبب الفيتو الأمريكي، حيث كان القرار يدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، الإفراج عن الرهائن، ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من مجاعة في غزة.

- عبرت دول عن استيائها من فشل المجلس، حيث انتقدت الولايات المتحدة حماس، وأكد السفير الصومالي على ضرورة التحرك الطارئ، ووصفت المندوبة البريطانية الوضع بأنه مجاعة بشرية الصنع.

- انتقد المندوبون الفرنسي والروسي الفيتو الأمريكي، مشيرين إلى شلل مجلس الأمن، ودعت حماس الدول الداعمة للقرار لمواصلة الضغط على إسرائيل.

المرة السادسة التي تستخدم فيها واشنطن حق الفيتو منذ بدء حرب غزة

جاء المشروع في سياق إصدار تقرير دولي يؤكد المجاعة في مدينة غزة

مندوب الجزائر لأهالي غزة: سامحونا لأن هذا المجلس لن ينقذ أطفالكم

فشل مجلس الأمن، مساء الخميس، في تبني مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو. وهذه هي المرة السادسة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.

ونص مشروع القرار على مطالبة مجلس الأمن "بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم في غزة، تحترمه جميع الأطراف"، كما ذكر "بمطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين" في غزة. وطالب مشروع القرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي برفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فوراً ودون قيد أو شرط، وضمان توزيعها بشكل آمن ودون عوائق على السكان المحتاجين إليها، ولا سيما من قِبل الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين.

وجاء المشروع في سياق إصدار تقرير دولي يؤكد حدوث المجاعة في غزة والتوقعات بامتدادها إلى مناطق أخرى، وهو ما أشار إليه المشروع الذي نص على أن مجلس الأمن "يعرب عن قلقه العميق إزاء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الذي يؤكد أن هناك مجاعة حالياً في محافظة غزة، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح وخانيونس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

 

المواقف الدولية

قال المندوب الجزائري، عمار بن جامع، بعد التصويت "أبدأ بياني اليوم في هذه الجلسة باعتذار لشعب فلسطين وتحديداً في غزة، إلى كل من انصب تركيزه اليوم على مجلسنا... سامحونا تحديداً أنتم في غزة حيث تأكلكم النيران ويخنقكم الركام. سامحونا لأن هذا المجلس لن يتمكن من إنقاذ أطفالكم، قتلت إسرائيل أكثر من عشرة آلاف طفل وأكثر من اثني عشر ألف امرأة... ولم يتمكن المجلس من حماية المسنين الذين قتلت إسرائيل أكثر من أربعة آلاف منهم، ولم يتمكن المجلس من الدفاع عن أطبائكم وممرضاتكم الذين قتلت إسرائيل أكثر من ألف وأربعمائة منهم".

وتابع "سامحونا لن يحكم التاريخ على خطاباتنا، بل على أعمالنا عندما سقطت المستشفيات والمدارس والبيوت هل تحركنا؟". وأضاف "إسرائيل تعتدي على وسيط ولا يحرك أحداً ساكناً، ومع كل مرة تفلت إسرائيل من العقاب تتبدد الإنسانية بحد ذاتها". وشدد على أن مجلس الأمن "فشل مرتين في منع الإبادة الجماعية والآن نحن على شفير الفشل للمرة الثالثة. على الكل أن يختار؛ إما أن يتحرك لوقف الإبادة الجماعية، أو يكون من المتواطئين فيها. لم يسبق لفلسطين أن استسلمت أبداً للإمبراطوريات... فلسطين للفلسطينيين".

أما الولايات المتحدة، فكررت على لسان ممثلتها في للجلسة، مورغان أورتاغوس، ادعاءات سابقة تشمل تحميل حماس المسؤولية عما يحدث، والادعاء بأن الحرب مستمرة لرفض حماس الهدنة، وأن إسرائيل قبلت بشروطها، وهي ادعاءات غير صحيحة، بما فيها مهاجمة إسرائيل لقطر التي كانت تتوسط في التوصل للهدنة واستهداف الفريق المفاوض.

من جهته، شدد السفير الصومالي للأمم المتحدة، أبو بكر عثمان، على أن الوضع في غزة يتطلب تحركاً طارئاً، لافتاً الانتباه إلى توسيع إسرائيل العمليات العسكرية في القطاع، وانتشار المجاعة. وشدد أن العالم يتطلع إلى مجلس الأمن للتحرك، "لكننا اليوم فشلنا في اعتماد القرار الذي يضمن الحقوق الأساسية لسكان غزة." ووصف عدم اعتماد القرار بالفشل الأخلاقي.

وقالت المندوبة البريطانية للأمم المتحدة، باربارا وودورد: "نحتاج اليوم إلى وقف إطلاق النار أكثر من أي وقت مضى، لكن توسع إسرائيل في عملياتها العسكرية يبعدنا عن التوصل لاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن إلى ديارهم وينهي المعاناة في غزة... نشهد مجاعة بشرية الصنع. صور الفلسطينيين الجوعى الذين قتلوا أثناء بحثهم عن المساعدات لا تغفل لها الأعين"، معبرة عن أسفها لعدم تبني مشروع القرار.

وأوضح المندوب الفرنسي أن مشروع القرار ركّز بالدرجة الأولى على الوضع الإنساني. ثم حذر من تجويع السكان المدنيين، وأدان "بشدة تمديد وتكثيف الهجوم الإسرائيلي على قلب غزة"، مؤكداً أنه لم يعد لها أي منطق عسكري.

أما السفير الروسي، فاسيلي نيبنزيا، فأعرب عن أسفه "أنه، وخلال الجلسة رقم عشرة آلاف لمجلس الأمن (منذ تأسيس الأمم المتحدة) نشهد مرة أخرى استخدام الولايات المتحدة حق النقض للمرة السابعة (منذ بدء الحرب على غزة) الأمر الذي حال مرة أخرى دون اتخاذ قرار كان من شأنه أن يساعد في وقف إراقة الدماء". ووجه انتقادات للولايات المتحدة، قائلاً "وراء هذه الأرقام رمزية مأساوية، فطالما لا تغير الولايات المتحدة منظورها في غزة، وطالما ينظر للدبلوماسية متعددة الأطراف على أنها عقبة، فلن نشهد انفراجة، وسيظل مجلس الأمن مشلولاً بسبب إرادة وفد واحد فقط".

من جانبها، ثمّنت حركة حماس موقف الدول العشر التي تقدّمت بمشروع القرار لمجلس الأمن، ودعتها وجميع الدول والهيئات الدولية إلى مواصلة الضغط على "حكومة مجرم الحرب نتنياهو لوقف عدوانه، ومنع استمرار جريمة الإبادة الجماعية الموثّقة أمميّاً، وضمان محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية".

المساهمون