فون ديرلاين تزور الهند لتعزيز العلاقات الأوروبية مع نيودلهي

27 فبراير 2025
فون ديرلاين تضع إكليلاً من الزهور على نصب المهاتما غاندي، 27 فبراير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الهند لتعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، وسط تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، وناقشت مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعزيز الشراكة الاستراتيجية.
- ركزت الزيارة على اتفاقية التجارة الحرة، والتعاون في التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، وتسريع العمل على التقنيات النظيفة مثل المركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، في ظل التحولات الجيوسياسية.
- الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للهند، حيث بلغت التجارة بينهما 124 مليار يورو في 2023، وتسعى المفاوضات لتحسين الوصول إلى الأسواق الهندية وتكامل أكبر في الطاقة النظيفة.

وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى الهند في زيارة "غير مسبوقة" الخميس، بهدف توسيع العلاقات التجارية والدبلوماسية والتحوط ضد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. وستعقد فون ديرلاين وهيئة المفوّضين محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحكومته في نيودلهي خلال الزيارة التي تستمر يومين.

وكتبت رئيسة المفوضية في منشور على موقع إكس بعد وصولها إلى نيودلهي: "في عصر الصراعات والمنافسة الشديدة، تحتاج إلى أصدقاء موثوق بهم". وأضافت: "بالنسبة لأوروبا، الهند صديقة وحليف استراتيجي. سأناقش مع ناريندرا مودي كيفية نقل شراكتنا الاستراتيجية إلى المستوى التالي".

📍Touchdown in Delhi with my team of Commissioners.

In an era of conflicts and intense competition, you need trusted friends.

For Europe, India is such a friend and a strategic ally.

I’ll discuss with @narendramodi how to take our strategic partnership to the next level. pic.twitter.com/I8ypHtwfy8

— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 27, 2025

ويتوقع أن يركز الوفد الأوروبي في مباحثاته على التجارة مع أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني، وخفض الرسوم الجمركية وغيرها. وبدأت فون ديرلاين زيارتها بالتوجه إلى اللنصب التذكاري للمهاتما غاندي في نيودلهي، قبل لقاء وزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار. ومن المقرر أن تلتقي مودي الجمعة لبحث ملفات تتراوح من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة.

وقالت في مقابلة مع صحيفة تايمز أوف إنديا: "نهدف إلى تعزيز المناقشات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، وتوسيع التعاون في التقنيات الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وتسريع عملنا على التقنيات النظيفة مثل المركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر". وترافق غالبية مفوضي الاتحاد الأوروبي الـ26 فون ديرلاين في هذه الزيارة التي تصفها الهيئة التنفيذية للتكتل بأنها الأولى من نوعها إلى الدولة الجنوب آسيوية العملاقة والأولى خارج أوروبا منذ تولت الهيئة الجديدة السلطة في ديسمبر/ كانون الأول.

وتأتي الزيارة في وقت أحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحوّلا في شراكة بروكسل التقليدية مع واشنطن منددا بقوانين التكنولوجيا التي فرضها الاتحاد الأوروبي، ومهددا برسوم جمركية مشددة، ومقللا من شأن الحلفاء الأوروبيين عبر بدء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن حرب أوكرانيا استبعدت عنها كييف وبروكسل. ولطالما قاومت الدولة الآسيوية المقرّبة تاريخيا من روسيا، المزود التقليدي لها بالمعدات العسكرية، الضغوط الغربية للنأي بنفسها عن موسكو بعد غزو أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة "ستبعث رسالة مفادها أن أوروبا تعمل على دعم شركاء آخرين، بما في ذلك الهند، بقدر تركيزها على مهمة إعادة ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والهند".

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند، إذ بلغت قيمة تجارته في السلع 124 مليار يورو (130 مليار دولار) عام 2023، أي ما يعادل أكثر من 12% من إجمالي التجارة الهندية، وفقا للاتحاد الأوروبي. ويوفر توسّع السوق الهندية فرصا مهمة لقطاعات تتراوح من الدفاع إلى الزراعة والسيارات والطاقة النظيفة. لكنها لا تمثّل غير 2,2% من تجارة الاتحاد الأوروبي في السلع نظرا إلى أنها محمية برسوم جمركية كبيرة.

وأعيد إطلاق المفاوضات على اتفاق تجاري عام 2022، فيما أشار دبلوماسي أوروبي إلى أنها قد تحظى بدفع بفعل إصرار البيت الأبيض على فرض رسوم جمركية على أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء. وفي مقابلتها مع الصحيفة الهندية، أكدت فون ديرلاين: "نستعد الآن لجولة عاشرة من المفاوضات في بروكسل". وتابعت: "هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به على المستوى الفني، لكنني مقتنعة بأننا نستطيع عبور خط النهاية إذا التزمنا به".

ويرغب الاتحاد الأوروبي بوصول أكبر إلى السوق الهندية لمنتجاته من السيارات والمشروبات الروحية والنبيذ، وهي كلها مواضيع مثيرة للجدل في ظل وجود جماعات ضغط محلية قوية على الجانبين. وفي الوقت نفسه، تسعى نيودلهي إلى تكامل مع الاتحاد الأوروبي في مجالات تشمل الطاقة النظيفة والبنية الأساسية الحضرية وإدارة المياه.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية الخميس: "لديهم التكنولوجيا والكفاءة، ولدينا الحجم اللازم". ولعل أحد أكبر التحديات التي واجهتها نيودلهي في السنوات الأخيرة تمثّل بخلق ملايين فرص العمل الجديدة لشبابها والقوة العاملة الماهرة التي تشهد ازديادا سريعا. وتدعو الحكومة الهندية منذ سنوات أوروبا لتسريع عملية منح التأشيرات لأعمالها التجارية وطلابها.

(فرانس برس)

المساهمون