فلسطينيون يتصدون لمستوطنين يحتلون حقل زيتون لإقامة بركة سباحة

فلسطينيون يتصدون لمستوطنين يحتلون حقل زيتون لإقامة بركة سباحة غرب سلفيت

10 أكتوبر 2020
معاناة مضاعفة يتكبدها قاطفو الزيتون في الأراضي القريبة من المستوطنات (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين اعتداءاتها على المزارعين خلال موسم الزيتون الفلسطيني، إذ اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مزارعاً وناشطاً فلسطينيين، خلال مشاركتهما مع عشرات المتضامنين في قطف ثمار الزيتون وحماية الأراضي الزراعية في بلدة "دير استيا" غرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأشار الناشط الفلسطيني نظام السلمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن مستوطنين من مستوطنة "ياكير" المقامة على أراضي "دير استيا" والبلدات والقرى المجاورة لها، أعادوا العمل مؤخراً في بناء بركة للسباحة كانوا قد أنشؤوها عنوة قبل نحو ثمانية سنوات في أرض المزارع عامر أبو حجلة، القريبة جداً من المستوطنة، بهدف تحويل المكان إلى منطقة للتنزه لهم، بالرغم من وجود قرار من محكمة إسرائيلية عام 2013 بوقف بنائها، إلا أن المستوطنين كانوا في كل فترة يداهمون المنطقة على غفلة ويعملون على استكمال البناء، ضاربين بقرارات المحكمة عرض الحائط.

وأضاف: "ما جرى اليوم أن أبو حجلة توجه إلى أرضه لمواجهة المستوطنين، يسانده في ذلك عشرات الناشطين ضمن حملة (فزعة 2020) التي تستهدف مساندة المزارعين الفلسطينيين في المناطق المحاذية للمستوطنات في قطف ثمار الزيتون لحمايتهم ومساعدتهم في عملية القطاف، فأجبرناهم على وقف عملهم وطردناهم من الأرض، قبل أن يتدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقلب الكفة لصالحهم، ويعتقل صاحب الأرض وناشطاً آخر".

أطلق نشطاء الأسبوع الماضي حملة "فزعة" لمساندة المزارعين الفلسطينيين في قطف ثمار الزيتون

 

وقال منسق حملة "فزعة" محمد الخطيب، لـ"العربي الجديد": "إن نشطاء الحملة حضروا منذ الصباح إلى بلدة دير استيا لمساندة المزارع أبو حجلة في قطف ثمار الزيتون، في أرضه التي تتعرض لمحاولة استيطانية شرسة للسيطرة عليها، عبر بناء بركة سباحة وقطع العديد من الأشجار المثمرة، حيث جوبهوا بقمع قوات الاحتلال وشرطته لهم، بعد توفير الحماية للمستوطنين".

وأطلق نشطاء الأسبوع الماضي حملة "فزعة" لمساندة المزارعين الفلسطينيين في قطف ثمار الزيتون، إذ تستمر ثلاثة أسابيع، وتسعى للوصول إلى الأراضي التي تتعرض للاعتداءات من الاحتلال والمستوطنين في كافة المحافظات الفلسطينية.

وشدد الخطيب على أن الحملة ترسل رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بـ"أننا نقاومكم بفزعتنا وتراثنا وموروثنا الثقافي الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا"، مؤكداً استمرار الحملة بالرغم من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، كما جرى في يومها الأول في بلدة حوارة جنوب نابلس، حيث أصيب ستة من أعضائها بجروح واختناق.

وكانت جرافات تابعة للاحتلال الإسرائيلي قد اقتلعت، نهاية يوليو/ تموز الماضي، أكثر من 200 شجرة زيتون، مزروعة في أراضي بلدة دير استيا، عمرها أكثر من 20 عاماً، ومزروعة على مساحة 14 دونماً.

وتبلغ مساحة أراضي دير استيا 36،500 دونم، 68% منها تقع في الأراضي المصنفة "ج"، التي يعتبر الاحتلال أن السيطرة له فيها، وهناك 11 ألف دونم مصنفة "محميات طبيعية"، من بينها منطقة "واد قانا"، ويعتبر الاحتلال أنه مسؤول عنها أيضاً، ويمنع الأهالي من زراعة الأشجار، أو بناء المنشآت والسقائف فيها، وقد اقتلع آلاف الأشجار منها، وهدم كثيراً من الأبنية، بالإضافة إلى هدم السلاسل الحجرية، وهو إجراء جديد، رغم أن الأهالي يملكون أوراقاً ثبوتية و"كواشين" بأراضيهم، قسم كبير منها يعود إلى  العهد العثماني.

 

وتصنف دير استيا ضمن القرى الثلاث الأكثر إنتاجاً للزيتون في فلسطين، وفيها مئات أشجار الحمضيات واللوزيات المزروعة بكثافة، خاصة في "واد قانا"، وفيها 12 ينبوع ماء جارٍ طوال العام، كما تقع فيها بلدة قديمة مساحتها 66 ألف متر، كما تصنف القرية من بلدات الكراسي الأربع والعشرين التي كانت تحكم فلسطين خلال العهد العثماني، وضمن 12 مساراً بيئياً في البلاد، وضمن "شبكة أجمل قرى فلسطين".

وضمن أطماع الاحتلال في دير استيا، فقد حفر بئراً ارتوازية لسرقة الماء من المنطقة، ويزود مستوطناته بأكثر من 280 مليون متر مكعب من الماء، بينما تعاني عدة قرى في محافظة سلفيت من شح المياه، رغم أن المنطقة تقع على أحد أكبر الأحواض المائية في فلسطين.

من جهته، قال منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية مراد شتيوي، في تصريح صحافي لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، اليوم، "إن إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي 130 منطقة عسكرية مغلقة في الضفة الغربية يؤثر على موسم قطف الزيتون ووصول المزارعين لأراضيهم"، مشيراً إلى أن المستوطنين ينفذون أعمال حرق وسرقة لثمار الزيتون بحماية جيش الاحتلال.

ودعا شتيوي إلى وجوب تنظيم أيام عمل تطوعي قرب الأراضي المهددة بالاستيطان لمساعدة المزارعين، وتوثيق اعتداءات المستوطنين لتقديمها للمؤسسات الدولية للمحاكمة.

بدوره، أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقريره الأسبوعي حول الاستيطان، بأن "قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال تأبى رغم الانتشار المتزايد لجائحة كورونا، إلا أن تحول هذا الموسم إلى ساحة مواجهات ساخنة بين المواطنين والمستوطنين، ويتزايد عامًا بعد آخر عدد الذين ينضمون منهم لمنظمات الإرهاب اليهودي، التي تتخذ من البؤر الاستيطانية بشكل خاص ملاذات آمنة بمعرفة وحماية قوات الاحتلال كمنظمات (تدفيع الثمن)، و(شبيبة التلال)، لتنفيذ ممارسات قمعية بحق الفلسطينيين وأراضيهم".

وبحسب التقرير، فقد "وجدت عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال الفرصة ملائمة للعبث، وإلحاق الأضرار بالفلسطينيين في موسم الزيتون، عبر إحراق الشجر، أو منع المزارعين من الوصول الى أراضيهم، أو من خلال الاعتداء عليهم، وسرقة ثمار الزيتون، ومن خلال إغراق أشجار الزيتون في مواقع أخرى بالمياه العادمة، أو من خلال تجريف أراضيهم، مستغلين غياب حملات التضامن الدولية التي كانت تنظم كل عام، بمشاركة المئات من المتطوعين الأجانب، الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى فلسطين، بسبب تبعات فيروس كورونا".

في سياق منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم السبت، سوق القطانين التاريخي والمُفضي إلى المسجد الأقصى المبارك، وشرعوا بأداء طقوس وشعائر تلمودية خاصة بعيد العرش اليهودي في آخر أيامه، بحراسات معززة من جنود وشرطة الاحتلال، مستغلين منع الحركة الذي فرضته سلطات الاحتلال بحجة تفشي فيروس "كورونا".

المساهمون