فعاليات ضدّ التطبيع تتواصل للأسبوع الثالث في الضفة

فعاليات ضدّ التطبيع تتواصل للأسبوع الثالث في الضفة والمسجد الأقصى مغلق أمام الفلسطينيين

02 أكتوبر 2020
من مسيرة كفر قدوم اليوم (Getty)
+ الخط -
أصيب خمسة عشر فلسطينياً بالرصاص المعدني، والاختناق، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمال الضفة المحتلة، التي خرجت إحياءً للذكرى العشرين لاندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، ورفضا للتطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما نفذ الفلسطينيون فعاليات أخرى ضد الاستيطان.
وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي لـ"العربي الجديد": "إن المسيرة انطلقت كالعادة بعد الصلاة مباشرة نحو الطريق المغلق الذي يسيطر عليه المستوطنون، حيث دارت مواجهات عنيفة في المكان، بعد أن أطلق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص المطاطي والمسيل للدموع تجاه المتظاهرين، ما أدى لإصابة خمسة بالرصاص وعشرة بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عولجوا جميعهم ميدانياً، كما أعلن الاحتلال عن إصابة جندي بحجر في رأسه".
وأوضح شتيوي أن الاحتلال كثف من وجوده في المنطقة، قبل انطلاق المسيرة، واعتلى قناصة الاحتلال أسطح البنايات المجاورة، وانتشر الجنود في الحقول القريبة، لكن يقظة المشاركين أفشلت كمائن الاحتلال.
وللأسبوع الثالث على التوالي، يرفع المشاركون لافتات وصوراً ترفض خطوة التطبيع مع الاحتلال التي أقدمت عليها دولتا البحرين والإمارات، وتعقيباً على ذلك، شدد شتيوي على أن التطبيع العربي رسالة للاحتلال بأن يمضي في مخططاته الاستيطانية، "لذا نحن نرد على الطرفين بمواصلة النضال بكافة أشكاله حتى دحر المحتل عن أرضنا".
ولفت شتيوي إلى أن "المسيرة تخرج اليوم أيضاً لتحيي الذكرى العشرين على اندلاع الانتفاضة الثانية المجيدة، التي انطلقت شرارتها بعد اقتحام رئيس حكومة الاحتلال المجرم شارون لساحات المسجد الأقصى المبارك، ما يؤكد أن المقدسات خط أحمر لن نقبل بتجاوزه".
في هذا الوقت، أدى الفلسطينيون صلاة الجمعة على أراضي خلة حسان في بلدة بديا غرب سلفيت شمال الضفة الغربية، وهي منطقة مهددة بالمصادرة لصالح إقامة بؤرة استيطانية في الموقع.

وطالب المشاركون بتوحيد الجهود لمقاومة مخططات الاحتلال، لا سيما مع قيام الاحتلال بتجريف جزء من الموقع قبل نحو أسبوعين، ومنع أصحاب الأراضي من الوصول إليها.
يشار إلى أن خلة حسان تعرضت لعدة محاولات تزوير صفقات بيع من قبل شركات استيطانية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتم كشف هذه الصفقات عبر شكاوى رفعت من قبل المواطنين، وتم استرجاع أكثر من مائة دونم، بينما تحاول الشركات الاستيطانية استباق المسار القانوني في المحاكم الإسرائيلية والاستيلاء على ما تبقى من أراضي خلة حسان التي تربط التجمعات السكنية الفلسطينية مع بعضها البعض.
كما أدى الأهالي صلاة الجمعة على المدخل الغربي لقرية حارس في محافظة سلفيت، حيث يغلقه الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات ببوابة حديدية، ويمنع الفلسطينيين من المرور عبره، ومن الوصول إلى الأراضي القريبة منه.
وتأتي فعالية إقامة صلاة الجمعة على مدخل حارس تلبيةً لدعوة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، "رفضاً للتطبيع والمشروع العنصري من حكومة الاحتلال بقرار الضم"، وفق الدعوة المعلنة.
وأكد الناشط في مقاومة الاستيطان نظمي السلمان أن المشاركة الأسبوعية في هذه الفعالية تأتي للتأكيد على حق الفلسطينيين في أرضهم وأنه لا تنازل عنه أبداً، وقال: "ندرك جميعاً خطورة ما ينوي الاحتلال تنفيذه، من خلال قطع الصلة كلياً بين المواطنين وأراضيهم، تمهيداً للسيطرة عليها كلياً".
من جانب آخر، أدى عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة، في الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عزبة شوفة جنوب شرقي طولكرم شمال الضفة الغربية، تلبية لدعوة مديرية الأوقاف والشؤون الدينية، وفصائل العمل الوطني، وهيئة مقاومة الجدار والفعاليات الشعبية في طولكرم، وذلك للتصدي لاعتداءات الاحتلال عليها، لصالح إقامة منطقة صناعية استيطانية، ورفضًا لقانون الاستيلاء على الأراضي في مناطق شوفة وجبارة والراس.
في سياق آخر، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعدما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين.

كما دهس مستوطن بشكل متعمد، مساء اليوم، قطيعا من الأغنام يعود للمواطن علي العواودة، في خربة خلة النياص التابعة لبلدة السموع، والواقعة بين قريتي سوسيا والسيميا، جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، ما أدى لنفوق 10 رؤوس منها، وفق تصريحات لمنسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور. 

عزل البلدة القديمة
وفي القدس المحتلة، ووسط إجراءات من العزل والحصار للبلدة القديمة في المدينة للجمعة الثانية على التوالي، أدى نحو ألف مصلٍ من سكان البلدة  صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، تزامناً مع وجود مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد.

وقال مسؤول في الأوقاف الإسلامية في القدس (فضل عدم ذكر اسمه) في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "نحو ألف مصلٍ فقط أدوا صلاة الجمعة في الأقصى"، مشيراً إلى أنّ إجراءات الاحتلال وقيوده المشددة على دخول المصلين من خارج البلدة القديمة كانت السبب الرئيس في هذا العدد القليل جداً من المصلين.