فعاليات شعبية وعشائرية في غزة تستنكر زيارة ويتكوف لـ"مصائد الموت"
استمع إلى الملخص
- نُظمت وقفة شعبية في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي، حيث رفع المشاركون لافتات تندد بالتجويع والحرب، وأكد رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر على ضرورة أن يقف ويتكوف على الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
- دعا مختار بيت حانون إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن الجرائم الإسرائيلية، مشيراً إلى أن زيارة ويتكوف تهدف لتجميل صورة المساعدات الأميركية، في ظل تفاقم أزمة الجوع في القطاع.
طالبت الفعاليات ويتكوف بزيارة خيام النازحين بدل "مصائد الموت"
العشائر أكدت رفضها للآلية الأميركية "الخطيرة" في توزيع المساعدات
مختار بيت حانون: ويتكوف يأتي لتجميل وجه المجاعة ونفي وجود أزمة
طالبت الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في قطاع غزة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بزيارة خيام النازحين ورؤية الواقع الإنساني الكارثي، بدلاً من زيارة مراكز المساعدات و"مصائد الموت" لتجميل صورتها أمام العالم. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمته الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في القطاع، اليوم الجمعة، بمناسبة زيارة ويتكوف لغزة، وتحدثت فيه عن تفاقم سوء الواقع المعيشي واستفحال المجاعة ونفاد مختلف المواد الغذائية والإمدادات الأساسية جراء الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.
كما نُظمت وقفة شعبية أمام خيمة الصحافيين في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي، غربي مدينة غزة، رفع المشاركون فيها لافتات كُتب عليها "كفى للتجويع"، "لا لطريقة المساعدات الأميركية"، "أوقفوا الحرب على غزة يا أحرار العالم"، "Stop The War".
وشدد رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة أبو سلمان المغني على ضرورة "وقوف ويتكوف على الأوضاع الإنسانية التي حلّت بقطاع غزة جراء تواصل العدوان والحصار والتجويع والقتل واستمرار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى نشر الفوضى" في القطاع المحاصر. وأوضح المغني، في كلمة له خلال الوقفة، أنّ اللجنة الأميركية الخاصة بتوزيع المواد الغذائية "توزع الكوبونات وهي مغمسة بالدم والذل، حيث يُقتل أو يستشهد قرابة 80 إلى 90 فلسطينياً يومياً، دفعتهم الحاجة إلى المجازفة والذهاب إلى مصائد الموت".
وشدد المغني على أنّ "مراكز المساعدات البعيدة لا تفي بالغرض، بفعل الخطورة العالية وشح المواد الغذائية، إلى جانب عدم قدرة كبار السن والأرامل والمعاقين على الوصول إليها، وهو ما يضاعف سوء واقعهم المعيشي في ظل تزايد حدة المجاعة"، مؤكداً أنّ آلية المساعدات الأميركية "لا توفر أدنى الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، في ظل تغول ظاهرة السرقة والسطو من اللصوص المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى على مدار الوقت لبثّ الفوضى التي تخدم مصلحته بالدرجة الأولى". وجدد المغني رفض العشائر القاطع لهذه الطريقة الخطيرة وغير المناسبة في توزيع المساعدات، داعياً ويتكوف إلى "الدخول إلى قطاع غزة ومعاينة الدمار وخيام النزوح المكدسة، ورؤية الجوع والإنهاك الذي بات يفتك بأجساد الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين".
بدوره، أوضح مختار بيت حانون أبو جهاد المصري أنّ الوقفة تأتي بالتزامن مع زيارة ويتكوف إلى مراكز المساعدات الأميركية في غزة، وذلك بعد فضيحة المجاعة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي وكان يرغب في أن تبقى في الظلام دون أن يعلم عنها أحرار العالم. وأضاف المصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "ويتكوف يأتي لتجميل وجه المجاعة ونفي وجود أزمة من خلال زيارة مراكز المساعدات وتصوير أنها تقدم الغذاء للفلسطينيين"، داعياً إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من جرائم قتل وهدم وحصار وتجويع على مرأى العالم، ضارباً بالقوانين الدولية عرض الحائط".
من ناحيته، أوضح عضو لجنة شؤون العشائر خليل أبو حسنين (83 عاماً)، أن الشعب الفلسطيني يعاصر النكبة منذ عام 1948، في ظل محاولات الاحتلال المتواصلة لاقتلاع وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بينما يواصل الآن سياسته ذاتها عبر الحرب التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحصار والتجويع والقتل المتواصل. وأشار أبو حسنين في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة، إلى أن زيارة المبعوث الأميركي تأتي في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي والقتل والتشريد والتجويع وسوء التغذية، داعياً إياه إلى "عدم الكيل بمكيالين والمساهمة في وقف القتل والتجويع والحصار وإدخال المساعدات وتوزيعها عبر المؤسسات الدولية".
وزار المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة. وتأتي هذه الزيارة التي قال البيت الأبيض إنها ستشمل تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتأمين خطة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع في القطاع المحاصر، والذي يتعرّض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة، بحسب "فرانس برس"، بعدما زار القطاع في يناير/ كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" بقي سارياً حتى 18 مارس/ آذار حين استأنف الاحتلال حرب الإبادة على غزة.