فضيحة تسريبات "سيغنال" تطيح مستشار الأمن القومي لترامب ونائبه
استمع إلى الملخص
- فقد والتز تأييد الرئيس وكبار مستشاريه بعد واقعة "سيغنال"، وتم تهميشه في مناقشات رئيسية مثل المحادثات مع إيران واتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا.
- تراجعت مكانة والتز بعد تقرير صادم وضغوط من شخصيات يمينية متطرفة، مما أدى إلى إقالته وفقدان ثقته لدى الرئيس.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إقالة مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، على خلفية قضية تسريب معلومات عسكرية حساسة عبر مجموعة دردشة على تطبيق "سيغنال"، فيما عيّنه في الوقت نفسه سفيراً جديداً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وقال ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشل": "عمل مايك والتز بجد لوضع مصالح أمتنا في المقام الأول، وأنا على يقين بأنه سيفعل الشيء نفسه في منصبه الجديد". كما كشف ترامب عن تعيين وزير الخارجية ماركو روبيو قائماً بأعمال مستشار الأمن القومي، مشيراً إلى أن روبيو سيواصل في الوقت نفسه أداء مهامه وزيراً للخارجية.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من الجدل الذي أثاره تسريب خطط عسكرية أميركية بشأن الضربات في اليمن، وذلك عقب انضمام صحافي عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال، كان يشارك فيها والتز ومسؤولون أمنيون كبار، وتداولوا من خلالها تفاصيل حساسة عن توقيت ونوعية الضربات العسكرية.
وكانت شبكة "سي بي إس" قد كشفت، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن والتز، ونائبه أليكس وونغ، سيغادران منصبيهما اليوم الخميس، في أول استقالتين بارزتين خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي، فيما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" المزيد من التفاصيل عن الواقعة، نقلاً عن مسؤولين، لم تذكر أسماءهم، في الإدارة، وقالت إن والتز فقد تأييد الرئيس وكبار مستشاريه بعد واقعة "سيغنال" التي أصبحت أولى المضايقات الكبرى للإدارة، وأنه رفض إقالته فوراً، لكنه عبّر سراً عن إحباطه من مستشاره، وأن "والتز كان يخطط للسفر إلى ميشيغان يوم الثلاثاء لحضور تجمع للرئيس بمناسبة مرور 100 يوم على توليه المنصب، لكن ترامب طلب منه عدم الحضور".
وأوضحت المصادر أن والتز تم تهميشه أخيراً خلال المناقشات لاتخاذ قرارات رئيسية، وتحديداً بدء المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن مبعوث ترامب في هذه المفاوضات ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو كان لهما دور أكبر في النقاشات، وأن الأخير كان يقضي معظم وقته في البيت الأبيض أخيراً.
وخضع والتز في مارس/ آذار الماضي للتدقيق بعد إنشاء مجموعة دردشة على تطبيق "سيغنال" تضم كبار مسؤولي الأمن القومي ووزير الدفاع الأميركي ونائب الرئيس الأميركي، وضم والتز إليها عن طريق الخطأ رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبرغ، وشارك كبار مسؤولي الإدارة تفاصيل وتوقيت الضربات الأميركية على الحوثيين في اليمن، وأنواع الأسلحة المستخدمة. وقد نشر الصحافي لاحقاً تفاصيل ما تمت مناقشته في المجموعة، بما في ذلك موعد الهجوم الأميركي على الحوثيين وتفاصيل المناقشات، بعدما ردت الإدارة بأنه لم تتم مشاركة أي معلومات سرية، رغم نشر توقيت الضربات وموعدها.
وطبقاً لشبكة "سي بي إس"، ناقش مسؤولو البيت الأبيض إمكانية استقالة والتز آنذاك. ودافع ترامب حينها عن مستشاره، وقال إنه لم تتم مشاركة معلومات سرية، وإنه "تعلّم الدرس". أما نائب مستشار الأمن القومي وونغ، فقد شغل من قبل منصب نائب الممثل الخاص لكوريا الشمالية في إدارة ترامب الأولى، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ.
وشغل والتز، الجندى السابق بالقوات الخاصة الأميركية، عضوية مجلس النواب الأميركي من 2019 حتى 2025، وكان أحد أقوى الداعمين لترامب طوال فترة وجوده بالكونغرس، وتراجعت مكانته الأسابيع الماضية بعد أن تسبب تقرير صحيفة ذات أتلانتك في صدمة في العاصمة واشنطن. ودافع ترامب عنه وعبر عن ثقته التامة به، وأبلغه أنه سيحتفظ بمنصبه. وقالت وول ستريت جورنال: "استمر ترامب رغم ذلك في سؤال حلفائه الشخصيين في البيت الأبيض وناديه الخاص في فلوريدا عن آرائهم، في إشارة إلى أنه كان يفكر في بدائل آنذاك".
وشهد شهر إبريل/ نيسان الماضي إقالة ترامب مجموعة من مسؤولي مجلس الأمن القومي بعد أن أقنعت لورا لومر (واحدة من أكبر اليمينيين المتطرفين والمؤمنين بنظرية المؤامرة كما تصفها الصحف) ترامب بأن مستشاره والتز وظف مساعدين يضرون بأجندته الرئاسية، ما أدى إلى إقالة أربعة موظفين على الأقل آنذاك. واعتبرت هذه الواقعة أنها تمثل "مؤشراً على فقدان والتز نفوذه لدى الرئيس وعدم قدرته على السيطرة على فريقه".
وطبقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، كان ترامب وكبار مسؤوليه، بمن فيهم رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، يشعرون بالإحباط من والتز حتى قبل فضيحة سيغنال، وأنه وظف مساعدين لم يجذبوا القاعدة المؤيدة للرئيس، وواجهوا صعوبة في نقل أولوياته للأمن القومي على شاشات القنوات والصحف، كذلك فإنه كان يتبنى آراء أكثر تشدداً بشأن أوكرانيا وإيران في تعارض أيديولوجي مع ترامب، ورجحت مصادر أنه قد يفقد موظفون آخرون عينهم والتز في مجلس الأمن القومي وظائفهم.