فصائل غزة ترفض الابتزاز والحصار ولا تقبل بالإغلاق والتجويع

فصائل غزة ترفض الابتزاز والحصار ولا تقبل بالإغلاق والتجويع

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
21 اغسطس 2021
+ الخط -

أكدت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم السبت، أنها لن تقبل بابتزاز قطاع غزة واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على سكانه، للعام الخامس عشر على التوالي، عبر الإغلاق والتجويع والتضييق على مختلف مناحي الحياة بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وشارك آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، في مهرجان جماهيري حاشد دعت إليه الفصائل في مخيمات العودة شرقي مدينة غزة، في الذكرى الثانية والخمسين لإحراق المسجد الأقصى، ورفضاً لاستمرار الحصار الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات وهتافات وطنية تؤكد على أحقية الفلسطينيين في المسجد الأقصى ورفض كل المحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع فيه، بالإضافة إلى المطالبة بإنهاء حصار غزة والتأكيد على حقهم في العيش بحرية وكرامة.
ورغم محاولات ضبط الميدان من قبل الأجهزة الأمنية والعناصر المحسوبة على الفصائل الفلسطينية من قبل حركة "حماس"، إلا أن المئات من الشبان نجحوا في الوصول إلى السياج الفاصل ورشقوا الجنود بالحجارة من مسافة قريبة، ما تسبب في وقوع إصابات من بينها حالتان حرجتان وأخرى لصحافي.
وعمد جنود وقناصة الاحتلال المتمركزون على الشريط الحدودي من داخل الأراضي المحتلة عام 1948 إلى إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع تجاه الشبان المدنيين الذين اقتربوا من الحدود من داخل القطاع، تزامناً مع حركة للآليات والمركبات الخاصة بجيش الاحتلال.
في الأثناء، حمّل عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، جميل مزهر، في كلمته عن القوى والفصائل، الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة الفلسطينيين بالإغلاق والتجويع والحصار، مشدداً على أن غزة لا تقبل الابتزاز ولم يعد ممكناً استمرار هذا الوضع.

وقال مزهر إنه "لم يعد ممكناً الاستمرار في الهدوء مقابل عدوان اقتصادي ومعيشي وحياتي مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعبر تساوق من المجتمع الدولي"، مشدداً على أن "معركة سيف القدس جسدت صورة مشرقة لوحدة شعبنا، وإصراراً على التمسك باستراتيجية التحرير والعودة".
وأضاف القيادي في "الجبهة الشعبية" أن "غزة ستحاصر من يحاصرها، ولن تسمح ببقاء العدوان الاقتصادي والمعيشي والحياتي الذي يقوم به الاحتلال"، مشيراً إلى أن "زمن الاستفراد بأي بقعة من بقاع الوطن قد انتهى، وأن أي اعتداء على بقعة من فلسطين يمنح المقاومة في غزة الحق بالرد".
وتعتبر هذه الفعالية الأولى التي تنظمها الفصائل الفلسطينية قرب الحدود منذ توقف مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار قبل قرابة العامين، إذ شهدت مشاركة حاشدة وغير مسبوقة من الجماهير التي توافدت بعشرات الآلاف إلى مخيم العودة شرقي مدينة غزة.
وتزامنت هذه الفعالية مع تدخّل الوسطاء القطريين والمصريين لاحتواء التصعيد في القطاع، وهو ما تكلل بالوصول إلى اتفاق يمكّن اللجنة القطرية من نقل المنحة المالية عبر الأمم المتحدة، اعتباراً من الشهر المقبل، وصرفها لصالح 100 ألف أسرة فقيرة، بواقع 100 دولار أميركي.
من جانبه، قال نائب رئيس حركة "حماس" في غزة وعضو مكتبها السياسي، خليل الحية، إن "الاحتلال الإسرائيلي لا يتراجع عن سياساته التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني إلا عبر الضغط بشتى الأدوات المتعددة، بدءاً من الكلمة وانتهاء بالصاروخ والمقاومة".
وأضاف الحية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الفلسطينيين اليوم يواجهون الاحتلال مواجهة شاملة بكل الأدوات المتاحة لانتزاع الحقوق"، مشدداً على أن "المقاومة ستبقى تلاحق الاحتلال وتهزمه في معركة الاستيطان والحصار كما هزمته في العدوان الأخير على غزة".
وبحسب القيادي في "حماس"، فإن "المواجهة الشاملة ضد الاحتلال تستهدف رفض وجوده في كل الأراضي الفلسطينية، وتؤكد على رفض الحصار المفروض على غزة وكسر الطوق المفروض على القدس وسكانها، وتكبيل يده في ملفي الاستيطان والاعتقال الإداري".

من جانبه، أكد رئيس الدائرة السياسية في "حركة الجهاد الإسلامي"، محمد الهندي، على أن "المشاركة الجماهيرية الواسعة في ذكرى إحراق المسجد الأقصى تعكس تمسّك الفلسطينيين بكامل التراب وتعكس الإصرار على طرد الاحتلال من كامل فلسطين".
وقال الهندي، لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الفلسطينية تعرف كيف تفك حصار غزة وتتصدى للعدوان من خلال الطريق والمسار الذي تسلكه"، داعياً الأطراف التي تتباكى على الأقصى وغزة إلى لجم الاحتلال ووقف عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن نية الفصائل استئناف الضغط الشعبي على الاحتلال، عبر إعادة الأدوات "الخشنة" التي كانت تستخدمها خلال مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في مارس/آذار 2018، عبر تفعيل البالونات الحارقة والمتفجرة بالإضافة للإرباك الليلي، إلا أن التحرك القطري نجح في حلحلة أهم المشاكل التي كانت تعترض طريق الهدوء، وهو ملف المنحة المالية للأسر الفقيرة.