فصائل عراقية: سنبقى على جاهزيتنا حتى انسحاب القوات الأميركية

الفصائل المسلحة بالعراق: سنبقى على جاهزيتنا حتى تنفيذ اتفاق انسحاب القوات الأميركية

28 يوليو 2021
مليشيا عراقية مسلحة: المقاومة ستبقى على جاهزيتها لحين الانسحاب الحقيقيّ (Getty)
+ الخط -

أكدت فصائل مسلحة عراقية حليفة لإيران، تطلق على نفسها اسم "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، أنها ستبقى على جاهزيتها، لحين تنفيذ اتفاق انسحاب القوات الأميركية من العراق، مشككة في جدية الحكومتين العراقية والأميركية بشأن الانسحاب.

ووفقا لبيان أصدرته الفصائل، فإن "الحوار بين الحكومة الحالية والإدارة الأميركيّة التي خرجت ببيان حمّالِ وجوهٍ، وغير صريحٍ، بل يحمل كثيراً من الإبهام، ولا توجد فيه مفردة الانسحاب إطلاقاً".

وأوضح البيان: "تابعنا عن كَثَبٍ كلَّ المقدِّماتِ والمُخرجات لهذا الحوار، ولدينا قناعةٌ كبيرة بوجود تلاعب بالمصطلحات والعناوين فقط للمماطلة وإطالة أمد الهيمنة والوجود الأميركيّ الذي فقد شرعيّة وجوده أصلاً بعد قرار مجلس النواب العراقي التاريخي عام 2020، والذي كان تنفيذه من أول تعهدات الحكومة".

وشددت: "إن كان المقصود انسحاباً حقيقياً، فلا بد أن يشمل جميع القوات الأجنبيّة، وتحويل كل المعسكرات الواقعة تحت سلطة الاحتلال بالكامل إلى سلطة العراقيّين، مع كل التجهيزات القتالية الموجودة في هذه القواعد، وإنهاء وجود كل الطيران العسكريّ الأجنبيّ في الأجواء العراقيّة بصنوفه كافة، وبأي شكل من الأشكال".

وأضافت أن "مطالب المقاومة العراقية ثابتة وواضحة لتحقيق السيادة، وتحرير العراق من الاحتلال تحريراً كاملاً، ورفض كل الذرائع للتغطية على هزيمته وإبقائه بصورة أخرى"، مشيراً إلى "عدم حاجة العراق إلى أيّة قوات أجنبيّة بأي شكل من الأشكال".

واعتبرت أن "هناك ثغرات في بيان الخارجيتين العراقية والأميركية، أبرزها أن العلاقة الأمنية ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباريّ، وهذا يعني أن "الموضوع لا يتعدى الإعلان المخادع لإبقاء الاحتلال، ولكن بتغيير عنوانه فقط"، مؤكدة أنه "في هذه الحال لن يتغير موقف المقاومة الرافض لوجود أي نوع من أنواع الاحتلال بأشكاله كافة".

وأشارت إلى أن "مخرجات الحوار أغفلت سهواً أو عمداً أي حديث عن احتلال الولايات المتحدة للأجواء العراقية وانتهاك سيادته مراراً وتكراراً، مع ملاحظة أن جميع جرائم الاحتلال الأميركي منذ 2014 حتى الآن تمت عن طريق الجوّ، فإذا ما ظلت الأجواء العراقية خاضعة للهيمنة الأميركية، وبقي الطيران الأميركي يجول دون رقيب، فلا معنى للإعلان عن سحب القوّات مع بقائهم(الأميركيين) محتلّين لأجواء العراق".

وتساءلت أنه "في حال تم نهاية العام رحيل جميع القوّات الأجنبية من الأراضي العراقية وإخلاء جميع القواعد منها، فمن الذي سيثبت هذا الإخلاء؟ وهل سيسمح لِلِجانٍ برلمانيّةٍ نزيهةٍ بأن تدخل إلى هذه القواعد من دون إنذار مسبق لتفتيشها وإثبات خلوها من القوّات الأميركيّة؟ أو ستظل هذه القواعد مغلقة ومحميّة؟".

وأكدت أن "المقاومة ستبقى على جاهزيتها الكاملة لحين الانسحاب الحقيقيّ، وسيكون لها إجراؤها وموقفها الذي لن تتردد فيه إذا كان انسحاباً شكليّاً، وأن أي طيران أجنبي في الأجواء العراقيّة سيعدّ معادياً، وسيتم التعامل معه بما يجعل الندم على بقائهم أقلّ ما ينتابهم على كذبهم وخداعهم".

موقف الفصائل يبدو مختلفا عن مواقفها المتشددة السابقة، وفق ما فسره مراقبون، الذين أكدوا أن الفصائل اختارت طريق التهدئة.

وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، في تغريدة علق فيها على البيان: "يبدو أن إيران اختارت التهدئة بدلا من استهداف المصالح الأميركية (في إشارة الى الفصائل الحليفة لإيران)".

في الأثناء، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن العراق ما زال بحاجة إلى التحالف الدولي، وقال رسول في تصريح متلفز، إن "العراق يحتاج إلى تبادل الخبرات من التحالف الدولي، لكن لسنا بحاجة لأية قوات قتالية أجنبية في العراق".

وأضاف أن "المعركة مع ما تبقى من داعش، هي معركة استخبارية، ونعمل على استكمال قدرات القوات المسلحة العراقية، وأن علاقة العراق مع التحالف ستكون مبنية على ثلاثة ملفات، تتعلق بالشراكة في موضوع مقاتلة الإرهاب، ودعم القوات العراقية بالتدريب والتجهيز والتسليح، فضلاً عن الجهد الاستخباري".

المساهمون