فصائل تعلن تشكيل "حرس وطني" في محافظة السويداء بقيادة الهجري

23 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 21:00 (توقيت القدس)
حكمت الهجري وسط عدد من أنصاره في السويداء، 28 ديسمبر 2024 (علي حاج سليمان/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت مجموعة من الفصائل في السويداء اندماجها تحت اسم "الحرس الوطني" بقيادة الشيخ حكمت الهجري، بهدف مواجهة العصابات السلفية وضبط السلاح العشوائي، في ظل فراغ أمني بعد سقوط نظام الأسد.
- يواجه "الحرس الوطني" تحديات في توحيد الفصائل، حيث تتحفظ بعض الفصائل مثل "حركة رجال الكرامة" على الانضمام، ولا يضم التشكيل "المجلس العسكري" بقيادة العقيد المنشق طارق الشوفي.
- اتهم سليمان عبد الباقي أنصار الشيخ الهجري بمهاجمة منزله وخطف والده، ودعا الشيخ للابتعاد عن السياسة، محملاً إياه مسؤولية المآسي في السويداء.

أعلنت مجموعة فصائل محلية في السويداء بالجنوب السوري، اليوم السبت، اندماجها تحت اسم "الحرس الوطني" في خطوة تهدف إلى توحيد صفوفها تحت قيادة الشيخ حكمت الهجري، وسط تقارير عن خلافات بين الفصائل، ورفض بعضها الانضمام للتشكيل الجديد. وجاء الإعلان في بيان صدر على صفحة في "فيسبوك" أنشأت قبل ساعات باسم "الحرس الوطني المكتب الإعلامي"، وأكد البيان توحيدَ الجهود في مواجهة ما وصفها بـ"العصابات السلفية المقيتة"، قائلاً إنّ هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من الإيمان "بوحدة الهدف والمصير" و"سيراً على خطى الأسلاف في الدفاع عن الهوية".

وأعلن القائمون على الخطوة الالتزام المطلق بقرارات الرئاسة الروحية الممثلة بالشيخ الهجري، واعتباره "الممثل الشرعي والمخول بتمثيل الطائفة الدرزية في الجبل (التسمية الأخرى للسويداء)". ووفق البيان، بلغ عدد الفصائل المنضمة للتشكيل الجديد ثلاثين فصيلاً وقوة محلية. ونقلت صفحة "السويداء 24" المحلية عن مصدر في قيادة "الحرس الوطني" زعمه بأنه "بعد سقوط نظام الأسد، وجدت السويداء نفسها أمام فراغ أمني كبير، في ظل انتشار للفصائل المسلحة المتعدّدة وانتشار كبير للسلاح العشوائي، وتجنباً للوقوع في الفوضى فرض هذا الواقع الحاجة إلى تشكيل الحرس الوطني كإطار منظم يوحّد القوى المحلية ويضبط السلاح".

وبرر المصدر ذاته الأسباب وراء هذه الخطوة بالقول إنها تهدف إلى "ملء الفراغ الأمني لضمان عدم انزلاق المنطقة إلى الفوضى بعد غياب الأجهزة الرسمية، وتوحيد الصفوف من خلال جمع الفصائل المحلية تحت قيادة واحدة بدل التشتت والتنافس، وضبط السلاح لمنع أي حالة الفوضى تنتج عن انتشار السلاح العشوائي، إضافة إلى حماية المجتمع والدفاع عن الأهالي والقرى في وجه أي اعتداءات". وقال إن من بين المهام الرئيسية للحرس الوطني "مكافحة الإرهاب والتصدي لأي تنظيمات متطرفة تحاول التمدد نحو السويداء، خصوصاً فلول تنظيم داعش والتنظيمات المشابهة"، إضافة إلى "التنسيق الإقليمي والدولي والتعاون مع التحالف الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية"، وفق زعمه.

 واعتبر أن "الحرس الوطني" سيكون "مؤسسة عسكرية محلية، وقوة منظمة ‏يشترك بها كل أبناء الجبل لحماية السويداء وللمشاركة في الحرب على الإرهاب جنباً إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين"، دون توضيح من هم هؤلاء الشركاء، وكيف سيجري هذا التعاون. وأصدرت بعض الفصائل المحلية في محافظة السويداء خلال الأيام الماضية بيانات تُعلن الاندماج ضمن "جيش موحد"، بهدف "تشكيل قوّة منظّمة موحدة في المحافظة".

 وذكر مصدر محلي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الجهود تواجه صعوبات، مع تحفظ الفصائل الرئيسية على الاندماج في التشكيل الجديد بسبب عدم اتضاح طبيعته، فضلاً عن تصدر قيادته من جانب ضباط ممن خدموا في جيش النظام السوري السابق". ولفت إلى أن أبرز المتحفظين فصيل "حركة رجال الكرامة" وهي أكبر التشكيلات العسكرية في المحافظة بقيادة يحيى الحجار، التي تقول إنها تؤيد أي جهد لتوحيد الفصائل، لكنها تحتاج إلى توضيحات كافية عن طبيعة التشكيل الجديد وآلية عمله قبل اتخاذ قرارٍ بشأن الانضمام إليه أو لا.

وأوضح المصدر أن الشيخ الهجري كان يعتمد على التشكيل السابق المسمى "مجلس السويداء العسكري" بقيادة العقيد المنشق عن جيش النظام السابق طارق الشوفي، لكن خلافات نشبت بين الطرفين كما يبدو، تطورت إلى خطف مسلحين للشوفي قبل أن تتدخل بعض الفصائل لتأمين الإفراج عنه. ولفت إلى أن التشكيل الجديد لا يشارك فيه "المجلس العسكري" بقيادة الشوفي. وكانت "الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية" بقيادة الشيخ الهجري أعلنت الشهر الماضي تشكيل "اللجنة القانونية العليا" و"لجان للإدارة المحلية" في السويداء، كما أعلنت مطلع الشهر الحالي تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة وتعيين قائد للأمن الداخلي.

اتهام أنصار الهجري بمهاجمة منزل قائد فصيل

من جهة أخرى، اتهم قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، سليمان عبد الباقي، المعارض للهجري في محافظة السويداء أنصار الأخير بمهاجمة منزله في السويداء وخطف والده وإشهار السلاح على أمه وشقيقاته. وقال عبد الباقي في منشور له اليوم السبت على "فيسبوك" إن المهاجمين سرقوا محتويات منزله قبل محاولة إحراقه مرات عدّة لكنهم فشلوا في ذلك، فعمدوا إلى سرقة السيارات من المنزل، والآلاف من أشتال الأشجار، ومحتويات محلاته التجارية.

واتهم عبد الباقي الفصائل في السويداء بسرقة المعونات التي يدخلها الهلال الأحمر السوري والمنظمات الإنسانية إلى السويداء متوعداً بمحاسبة كل هؤلاء. وحثّ عبد الباقي الشيخ الهجري على الالتزام بالدين وترك السياسة لأنّ المحافظة لم تشهد كل هذه المآسي في تاريخها والسبب ما يقوم به من تحريض وما يتسبّب فيه من فشل على حساب دماء الناس، وفق تعبيره.

المساهمون