فصائل المعارضة السورية: 20 كيلومتراً تفصلنا عن بوابة دمشق

07 ديسمبر 2024
مقاتلون من المعارضة السورية في حماة، 6 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مناطق وسط وجنوب سوريا معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، مما أدى إلى انسحاب قوات النظام من مناطق واسعة في الريف الغربي لدمشق والمحافظات الجنوبية مثل السويداء ودرعا والقنيطرة، وسيطرة المعارضة على مواقع استراتيجية.
- في السويداء، سيطرت المعارضة على القطع العسكرية وأمنت انشقاق مئات الجنود، وتجري مفاوضات لتسليم مطار خلخلة العسكري.
- في حمص، بدأت المعارضة عمليات للسيطرة على مواقع النظام، مع تقدم في الأحياء الشمالية، ودعا قائد هيئة تحرير الشام للتركيز على تحرير دمشق.

يشهد وسط وجنوب سورية منذ يوم أمس الجمعة وحتى اليوم السبت معارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، الأمر الذي أدى لانسحاب الأخيرة من مناطق واسعة من الريف الغربي للعاصمة دمشق، والمحافظات الجنوبية وقرى وبلدات جديدة في حمص. ففي المحافظات الجنوبية (السويداء- درعا – القنيطرة)، أعلنت غرفة عمليات الجنوب بسط سيطرة فصائل المعارضة على كامل المنطقة بشكل شبه تام مع وجود نقاط عسكرية قليلة تجري فيها عمليات تفاوض لانسحاب عناصرها وتسليمها لفصائل المعارضة.

كما صرحت غرفة العمليات أن 20 كيلومتراً تفصل فصائلها عن البوابة الجنوبية للعاصمة دمشق بعد السيطرة على مدينة الصنمين والفرقة التاسعة بريف درعا إثر انسحاب عناصره، وانسحاب اللواء 90 من القنيطرة، إلى دمشق، إضافة لانسحابات متوالية بين القنيطرة ودمشق مثل قطنا وعرطوز، وسعسع حيث تم تحرير العديد من السجناء من فرع سعسع، وعلى أطراف دمشق الغربية مثل كناكر وزاكية والكسوة، ما يعني تطويق العاصمة من الجهتين الجنوبية والغربية.

وكان تجمع أحرار حوران عرض ظهر اليوم السبت، شريطاً مصوّراً يظهر انسحاب أرتال قوات النظام على طريق الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا، متوجّهة إلى العاصمة دمشق.

أما في السويداء، فقد استطاعت فصائل عمليات معركة الحسم وهي تحالف من فصائل المحافظة المحلية السيطرة على كامل القطع والثكنات والحواجز العسكرية في المحافظة وتأمين مئات الجنود المنشقين من جيش النظام إلى محافظاتهم، فيما لا تزال غرفة العمليات تجري مفاوضات لتسليم مطار خلخلة العسكري شمالي المحافظة وترحيل العناصر إلى دمشق، وقد أعطتهم الفصائل مهلة 24 ساعة لتسليمه وإخلائه قبل بدء اقتحامه عسكرياً.

كما رصد "العربي الجديد"، على موقع شبكة الراصد المحلية في السويداء، مقاطع مصورة وصوراً من داخل القطع العسكرية والثكنات التي حررتها الفصائل، ومقاطع وصوراً لجنود منشقين يستضيفهم الأهالي في بيوتهم ويقدمون لهم الطعام ويؤمنون طريق سفرهم إلى محافظاتهم.

وقال الناشط عمر الشامي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المجموعات المحلية في ريف دمشق الغربي تمكنت ظهر اليوم السبت من السيطرة على بلدات كناكر وسعسع وزاكية وفرع سعسع (فرع 221) ومزرعة بيت جن، وتل الحمر، واللواء 121 والفرقة السابعة وتل الشيخ، والسيطرة بالكامل على طريق دمشق - القنيطرة بعد انسحاب قوات النظام منها باتجاه منطقة المزة في الطرف الغربي من العاصمة دمشق. وأكد أن قوات النظام تركت العشرات من الدبابات والمدافع خلفها مع مستودعات للأسلحة والصواريخ.

قوات النظام تركت العشرات من الدبابات والمدافع خلفها مع مستودعات للأسلحة والصواريخ

وأشار الشامي، إلى أن المجموعات المحلية تمكنت من دخول فرع سعسع وتحرير السجناء بالكامل، موضحاً أن المجموعات المحلية لا تزال تتقدم في الريف الغربي من العاصمة دمشق لدفع قوات النظام للانسحاب منه باتجاه مركز العاصمة.

كما قالت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، إن فصائل في مدينة جرمانا تنتظر "ساعة الصفر" للتحرك بالتنسيق مع غرف العمليات العسكرية في سورية للإطباق على مقار النظام الأكثر حصانة في دمشق العاصمة لإعلان التحرير الكامل -كما قالت الفصائل.

وعلى جبهة مخيم الركبان بدأ "جيش سوريا الحرة" شريك قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التحرك اليوم السبت ضمن غرفة عمليات تهدف لفك الحصار عن مخيم الركبان، الذي يمنع النظام عنه دخول الطعام والشراب والدواء منذ أشهر، فيما توجهت فصائل أخرى منه باتجاه بادية حمص للضغط على قوات النظام هناك، واستطاعت السيطرة على جبل غراب في ريف حمص، كما بدأت عملاً عسكرياً للسيطرة على مواقع النظام في تدمر.

وبالتزامن مع تحركات "جيش سوريا الحرة" في بادية حمص، أكدت مصادر من محافظة حمص، انسحاب قوات النظام من مدينتي السخنة والفرقلس في ريف حمص، وبداية الانسحاب من مطار التيفور وهو أكبر قاعدة عسكرية شرقي تدمر.

وفي مدينة حمص التي تشهد معارك منذ يومين، دخلت إدارة العمليات العسكرية إلى حي القصور داخل مدينة حمص، وسط اشتباكات عنيفة بين فصائل "ردع العدوان" وقوات النظام، في حين أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة، سيطرتها على آخر المدن والبلدات على تخوم حمص المدينة من الجهة الشمالية، بالتزامن مع تحرك فصائل مدينة الرستن لمهاجمة الجيش لتسهيل مهام الفصائل المتقدمة.

الجولاني: دمشق تنتظركم

من جانبه، قال قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني في خطاب لمقاتلي المعارضة إن "دمشق تنتظركم". وأضاف الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلاً من لقبه العسكري، في بيان بعنوان "إلى إخواني الثوار الأحرار" نشرته قيادة الفصائل على تطبيق تليغرام، "وإني أعزم عليكم ألا تهدروا رصاصة واحدة إلا في صدور أعدائكم، فدمشق تنتظركم".

المساهمون