استمع إلى الملخص
- يُعتبر سجن حماة المدني تحت إشراف وزارة العدل والداخلية، ويعاني من ظروف إنسانية سيئة، بينما يُشرف على سجن صيدنايا العسكري وزارة الدفاع ويشتهر بالإخفاء القسري.
- سيطرت المعارضة أيضًا على الفروع الأمنية في حماة، لكن مصير العديد من المعتقلين السياسيين لا يزال غير واضح بعد انسحاب قوات النظام.
أعلن الناطق باسم غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" المقدم حسن عبد الغني، اليوم الخميس، عن دخول القوات التابعة للمعارضة السورية إلى سجن حماة المركزي، بعد السيطرة على المدينة عقب عملية عسكرية موسعة. وبينما لم تعلن إدارة العمليات العسكرية بشكل رسمي عن إطلاق سراح سجناء من سجن حماة المركزي، إلا أن ناشطين نشروا صوراً تظهر خروج معتقلين من السجن الذي يضم نحو ثلاثة آلاف سجين.
وقال رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" المحامي فهد الموسى إنه "حتى الآن، هناك حوالي ثلاثة آلاف سجين في سجن حماة، أغلبهم من المعتقلين جنائياً"، معرباً عن اعتقاده أن السجناء السياسيين في سجن حماة جرى نقلهم إلى الفروع الأمنية في دمشق، وصيدنايا، والسجون السرية. وأضاف الموسى لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن المسؤولين في إدارة العمليات العسكرية لديهم وعي كاف حول التعامل مع الوضع، ذلك أنه من الخطأ إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء في مثل هذا الظرف، خاصة أولئك المدانين بجرائم خطيرة كجرائم القتل والاغتصاب. أما في ما يتعلق بالجرائم البسيطة، فيجرى النظر في أمرها بعناية كي لا يشكل السجناء عبئًا إضافيًا". وأضاف: "لا أعتقد أن هناك سجناء سياسيين في السجون المركزية العادية حاليًا، حيث أُخرج معظمهم منها".
من جهته، قال دياب سرية، أحد مؤسسي "رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا"، وهو معتقل سابق، لـ"العربي الجديد"، إن "سجن حماة المركزي هو سجن مدني، وليس سجنًا عسكريًا، ولا توجد فيه عمليات إخفاء قسري كبيرة. تشرف عليه وزارة العدل ووزارة الداخلية، على عكس سجن صيدنايا الذي يُعتبر سجنًا للإخفاء القسري، وتشرف عليه وزارة الدفاع والقضاء العسكري". وأضاف: "المعتقلون ليسوا جميعًا مجرمين، بل هناك أيضًا معتقلون سياسيون. أما الرقم المتداول، فلم نتمكن من التحقق من دقته، وقد يكون العدد أقل من ثلاثة آلاف. كان هناك حوالي 80 معتقلًا من سجن صيدنايا نُقلوا إلى سجن حماة المركزي. حاليًا، هذه هي المعلومات المتوفرة لدينا عن السجن".
ويقع سجن حماة المركزي على المحور الشرقي للمدينة بالقرب من طريق حماة - السلمية. وقد نقل إلى السجن العديد من المعتقلين بتهمة التعامل مع "الجيش الحر" في عام 2015، وشهد السجن العديد من الإضرابات والاحتجاجات من قبل المعتقلين بسبب الظروف القاسية للاعتقال فيه، ومن أبرز تلك الاحتجاجات، الإضراب الذي شهده في مايو/ أيار عام 2016. ووفق تقارير حقوقية سابقة، يعاني السجن، كغيره من سجون النظام السوري، من أوضاع إنسانية سيئة وظروف اعتقال لاإنسانية، بسبب التعذيب المتكرر للسجناء فيه وسوء المعاملة، حيث أصبح التعذيب طريقة ممنهجة لدى النظام السوري لمعاملة السجناء وقتلهم تحت التعذيب.
ويضم السجن كل أنواع المعتقلين، بمن فيهم السياسيون والجنائيون والموقوفون بشكل مؤقت. وكان يُحَوَّل إلى السجن المعتقلون الذين في طريقهم للإفراج عنهم أو السياسيون الذين عليهم أحكام طويلة، لذلك لا يخضع السجن لتشديد كبير على غرار سجون النظام الأخرى التي لا أحد يعرف ماذا يجري داخل جدرانها وفي أقبيتها، حيث يموت المعتقلون هناك بالعشرات. وفق حديث سابق لرامز أبو الجود لـ"العربي الجديد"، وهو صحافي سوري، أكد أن المعتقلين في سجن حماة محتجزون من دون تهم محددة.
وإضافة الى سجن حماة المركزي، سيطر مقاتلو المعارضة على الفروع الأمنية في المحافظة، مثل الأمن العسكري وأمن الدولة، التي تضم العديد من المعتقلين السياسيين، لكن لم يتضح ما اذا كان هؤلاء ما زالوا في أقبية تلك الفروع أم جرى نقلهم خلال فرار قوات النظام من المدينة.