فشل تهجير مطلوبين للنظام السوري يعيد اتفاق درعا إلى المربع الأول

فشل تهجير مطلوبين للنظام السوري يعيد اتفاق درعا إلى المربع الأول

25 اغسطس 2021
النظام يطالب بتهجير شخصين مطلوبين له في درعا هما على رأس قائمة التهجير (Getty)
+ الخط -

وصلت صباح اليوم، الأربعاء، حافلة تقل 8 أشخاص مهجرين من درعا البلد، جنوبي سورية، نحو معبر أبو الزندين في مدينة الباب بريف حلب، بعد تهجيرهم إلى مناطق الشمال السوري بوساطة روسية.

وقال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأشخاص الثمانية الذين تم تهجيرهم، يوم أمس الثلاثاء، خرجوا بإرادتهم، وهم ثلاثة مدنيين، وخمسة شبان منشقين سابقاً عن قوات النظام، موضحاً أنّ ثلاثة فقط منهم من أبناء درعا البلد، وثلاثة من حمص واثنين آخرين من ريف دمشق.

وأضاف أنّ النظام يطالب بتهجير شخصيْن مطلوبيْن له في درعا هما على رأس قائمة التهجير، إلا أنهما لم يوافقا في اللحظات الأخيرة على التهجير يوم أمس، ما أدى إلى انهيار الاتفاق.

وتوقع الحوراني أن يتم استكمال التفاوض اليوم بين اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا والشرطة العسكرية الروسية، للتوصل إلى اتفاق.

في غضون ذلك، قال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام أعادت فرض الحصار مجدداً على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيمات اللاجئين عقب انهيار الاتفاق، يوم أمس.

قوات النظام أعادت فرض الحصار مجدداً على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيمات اللاجئين

وأشار المصلح إلى أنّ الشرطة العسكرية الروسية ومجموعة من "اللواء الثامن" المدعوم من روسيا انسحبت من حاجز السرايا، الفاصل بين الأحياء المحاصرة ودرعا المحطة، عقب فشل تطبيق الاتفاق، كما استهدفت قوات النظام تجمّعاً من المدنيين على المعبر، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين.

وكانت قوات تابعة للشرطة العسكرية الروسية قد دخلت، يوم أمس الثلاثاء، برفقة "الفيلق الخامس" إلى الأحياء المحاصرة في درعا البلد لفضّ الاشتباك بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة، وشبان وثوار درعا من جهة أخرى، وإيقاف القصف على الأحياء المحاصرة.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه نص على تهجير نحو عشرة مقاتلين إلى الشمال السوري، وإلحاق بقية المقاتلين الموجودين في الأحياء المحاصرة بدرعا البلد ضمن صفوف "اللواء الثامن"، وفتح معبر السرايا وإنهاء الحصار، دون الإشارة لمصير السلاح الفردي الذي كان سبباً لعدم الاتفاق طوال الأيام الماضية.

تصعيد في إدلب والحسكة

إلى ذلك، وفي شمال غرب سورية، شهدت مناطق في ريف حماة واللاذقية وإدلب، صباح اليوم الأربعاء، تصعيداً من جانب قوات النظام السوري والطيران الحربي الروسي.

وقال الناشط الإعلامي بلال بيوش، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي استهدف بالصواريخ الفراغية تلال كبانة بريف اللاذقية، كما قصفت قوات النظام من حواجزها قرية دوير الأكراد بريف حماة الغربي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وأصيب عناصر من قوات النظام السوري جراء القصف التركي على مواقع في خطوط التماس مع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الحسكة، شمال شرقي البلاد.

وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي عاود قصف مواقع تخضع لـ"قسد" في قرية أم الخير بناحية رأس العين في ريف الحسكة، حيث أصيب ثلاثة من عناصر قوات النظام السوري الموجودين في المنطقة إلى جانب "قسد".

وأضافت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن قصفا متبادلا بين الطرفين وقع على محور تل تمر لم تنجم عنه خسائر بشرية، فيما سبب القصف نزوح بعض العائلات من المنطقة. وتزامن ذلك، وفق المصادر، مع إزالة الجيش التركي جزءا من الجدار الحدودي في المنطقة المقابلة لبلدة القحطانية الخاضعة لـ"قسد".

وذكرت المصادر أنّ قصفاً تركياً طاول أيضاً مناطق في قريتي داودية وباب الفرج، وبلدتي تل الورد وباب الخير الشرقي في ناحية أبو راسين بريف الحسكة، وذلك بعيد ساعات من قصف مدفعي وصاروخي طاول قرية تل شاميران الآشورية الواقعة قرب الطريق الدولي حلب.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، اليوم، عن تحييد 9 من عناصر مليشيا "وحدات حماية الشعب" التي تقود "قسد"، في عمليات بمنطقتي "نبع السلام" و"درع الفرات"، شمالي سورية.

وقالت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيرة يرجح أنها تركية قصفت موقعاً في قرية بيلونية بناحية عفرين في ريف حلب الشمالي، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنه، كما لم تعرف طبيعة الموقع المستهدف، ويرجح أنه كان خاليا من عناصر "قسد".

من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية عن اعتقال "قسد" مجموعة من الأشخاص متهمين بالتعامل مع تنظيم "داعش" الإرهابي في بلدة الصور بريف دير الزور الشرقي. وذكرت المصادر أن المجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص، وجرى نقلهم بالتعاون مع قوات التحالف الدولي إلى قاعدة حقل العمر النفطي.

وقالت المصادر إن سبعة من أبناء بلدة الصور جرى اعتقالهم أيضا في ناحية رأس العين بريف الحسكة جراء محاولتهم الهرب إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري". وزعمت المصادر أن من بين الأشخاص عناصر متهمين بالانتماء إلى تنظيم "داعش" والعمل لصالحه في مناطق "قسد".

في الأثناء، أصيبت امرأة وطفلة جراء إلقاء قنبلة من مجهولين على منزل في بلدة الكشكية، شرق دير الزور، ولم تعلن أي جهة عن وقوفها وراء الهجوم وأسبابه.

إلى ذلك، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري اعتقلت مجموعة من التجار والعاملين في مجال الصرافة بعد مداهمة مجموعة من المتاجر والصرافات في بلدة معدان بريف الرقة الشرقي.

وفي شمال غرب البلاد، ساد هدوء متقطع، اليوم الأربعاء، تزامن مع تحليق مكثف من الطائرات الحربية الروسية فوق ريف اللاذقية، وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" قصفوا مواقع للنظام في محور بلدة ميزناز بريف حلب الغربي، فيما قصفت قوات النظام محيط بلدة معارة النعسان في ريف إدلب قرب الحدود الإدارية مع ريف محافظة حلب الغربي، ما أوقع أضراراً مادية.

اجتماع في غازي عنتاب التركية
إلى ذلك، بدأ "مجلس القبائل والعشائر السورية"، اليوم، في مدينة غازي عنتاب التركية عقد الاجتماع الأول لـ"الهيئة العامة" للمجلس بحضور ممثلين عن الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة وهيئة التفاوض السورية.

ويناقش الاجتماع العديد من الملفات المهمة في الجانب السوري، ويأتي قبيل ذكرى عملية "درع الفرات" التي شنتها المعارضة بالتعاون مع الجيش التركي ضد تنظيم "داعش" شمالي سورية.

وقال رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط في افتتاح الاجتماع إن القبائل والعشائر السورية كانت ولا تزال وستظل ركيزة من ركائز المحافظة على النسيج الاجتماعي السوري والصمود في مواجهة التحديات، وأضاف: "مستقبل سورية يحتاجكم، وسورية تحتاجكم متوحدين متضامنين خلف مطالب وحقوق هذا الشعب".

المساهمون