فشل التصويت على عزل نواب المعارضة الموالين للصين في برلمان تايوان
استمع إلى الملخص
- رفض الناخبون في تايبيه حملة سحب الثقة ضد نواب المعارضة، حيث نجا جميع النواب الـ24 من حزب كومينتانغ، مما يمثل انتكاسة للحزب الحاكم ويعكس سوء تقدير سياسي.
- تتهم وسائل الإعلام الصينية وليام لاي بالسعي لتحقيق استقلال تايوان على حساب الديمقراطية، بينما تواصل بكين ضغوطها العسكرية وتلتزم واشنطن بالدفاع عن تايوان.
قالت وسائل إعلام صينية، اليوم الأحد، إنّ النتائج العكسية للحملة الشرسة التي شنّها الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان، والتي جرى الترويج لها وسيلة لاستئصال "القوى الموالية للصين" وحماية الديمقراطية في الجزيرة، تكشف عن "التعب العام" المتزايد من الخطاب "المعادي للصين" كاستراتيجية شاملة. جاء ذلك في سياق تعليقها على فشل التصويت على عزل نواب المعارضة الموالين للصين في برلمان تايوان.
ورفض الناخبون في تايبيه، أمس السبت، بشدة حملة سحب الثقة الجماعية التي استهدفت نواب المعارضة في المجلس التشريعي التايواني، مما يمثّل انتكاسة كبيرة للزعيم التايواني وليام لاي تشينغ تي، وحزبه الديمقراطي التقدمي الحاكم، بينما يمنح حزب كومينتانغ فرصة في تعزيز حضوره وتأثيره في المشهد السياسي بالجزيرة. فقد نجا جميع النواب الـ24 من حزب كومينتانغ المؤيد لبكين الذين واجهوا تصويتاً على سحب الثقة منهم، في ما وصفه محللون بأنه سوء تقدير سياسي خطير من جانب الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم وجماعات المجتمع المدني التابعة له.
وبلغت نسبة المشاركة في التصويت السبت ما يقرب من 60%، وهي نسبة مرتفعة بشكل ملحوظ بالنسبة للتصويت على سحب الثقة. وبموجب قانون الانتخابات في تايوان، فإنّ المشرعين الذين ينجحون في اجتياز محاولة سحب الثقة منهم، يتمتعون بالحماية من مواجهة محاولة أخرى خلال الفترة المتبقية من ولايتهم التشريعية، والتي تنتهي في عام 2028.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، اليوم الأحد، إنّ "نتيجة التصويت تعكس رفض الرأي العام السائد في تايوان لنهج لاي تشينغ تي، المناهض للسلام والديمقراطية، وتعطشه للديكتاتورية واستقلال تايوان، وطموحه السافر لإطلاق تطهير سياسي واجتماعي في الجزيرة"، مشيرة إلى أنّ "مواطني تايوان يدركون هذا الأمر بوضوح، وإرادة الشعب لا تتزعزع"، وفق قولها. وأضافت الصحيفة الصينية "كل ما يفكر فيه لاي ويقوله ويفعله يخدم حلمه باستقلال تايوان؛ ولتحقيق هذه الغاية، يدوس على الأنظمة الديمقراطية، ويقيّد أفكار الناس، ويحدّ من التبادلات عبر المضيق، ويخلق مواجهة، بل ويذهب إلى حدّ بيع جزيرة تايوان لتحقيق مكاسب شخصية، والاعتماد على القوات الأجنبية للسعي إلى الاستقلال، متجاهلاً تماماً مصالح تايوان ورفاهية السكان".
هذا ويحوز حزب كومينتانغ على 52 مقعداً من أصل 113 مقعداً في المجلس التشريعي لتايوان. وتشكّل المعارضة، إلى جانب حزب الشعب التايواني الأصغر حجماً الذي يمتلك ثمانية مقاعد واثنين من المشرعين المستقلين، أغلبية هشة ولكنها فعّالة في المجلس. وقد اتهم الحزب لاي تشينغ تي باستخدام النظام القضائي لاضطهاد أعضاء الحزب وملاحقتهم، في حين حثّ رئيس تايوان الحزب على عدم تسييس القضية في النظام القضائي.
يُشار إلى أنّ بكين التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، قد كثفت الضغوط العسكرية على الجزيرة منذ تولّي تشينغ تي منصبه في مايو/ أيار من العام الماضي، وقد أعلنت مراراً أنها ستعمل على استعادتها، حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة. كما دأبت على تحذير واشنطن من التدخل في شؤون الجزيرة التي لا تعترف معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بها دولةً مستقلة. ومع ذلك، عارضت واشنطن سابقاً أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن، وأبدت التزامها بالدفاع عن الجزيرة، إذ تُعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة إلى تايوان.