فريق تفاوض من المستقلين يبحث حل أزمة الانسداد السياسي في العراق

فريق تفاوض من المستقلين يبحث الخروج من أزمة الانسداد السياسي بالعراق

21 مايو 2022
الأزمة السياسية تراوح مكانها بالعراق (صباح عرار/ فرانس برس)
+ الخط -

شكّل عدد من النواب المستقلين في البرلمان العراقي، الذين طرحوا الأسبوع الفائت مبادرة للخروج من الانسداد السياسي، فريقاً تفاوضياً استعداداً لبدء حواراتهم مع طرفي الأزمة؛ تحالف "إنقاذ وطن"، الذي يضم "التيار الصدري" وحلفاءه، و"الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى توصف بأنها حليفة لإيران، مؤكدين أن مبادرتهم هي "الأصلح" لإنهاء الأزمة.

وأطلق عدد من النواب المستقلين في البرلمان العراقي، الأحد الماضي، مبادرتهم التي تعد الأولى المطروحة من خارج طرفي الأزمة السياسية المتواصلة في البلاد منذ أكثر من ستة أشهر، عقب إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتضمنت المبادرة سبع نقاط رئيسة، قالوا إنها تهدف إلى إنهاء أزمة تشكيل الحكومة.

وقال النائب عن كتلة المستقلين حسين عرب "طرحنا مبادرة حقيقية لحلّ أزمة الانسداد السياسي"، مبيناً في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية أنه "إذا كانت مبادرات الإطار والتيار وغيرها من المبادرات شكلية فسيتضح ذلك من خلال عدم استجابتهما لمبادرتنا، وإذا كانت مبادراتهما حقيقية ووطنية فسوف تحظى مبادرتنا بالقبول لديهما".

وأكد أن "مبادرة المستقلين وضعت لترضي الطرفين، ولذلك نسعى ألا تكون هناك حكومة أغلبية سياسية، ولا حكومة توافقية، وإنما نسعى لتشكيل حكومة أغلبية وطنية شاملة، ومن يرغب بالاشتراك فيها فليفعل ومن يرغب بالذهاب إلى المعارضة فله ذلك"، مشيرا إلى أن "كتلة المستقلين حددت أسماء الفريق التفاوضي من النواب، وسنذهب إلى أطراف الأزمة، وسنتفاوض معهم على أسس وطنية، لتذليل الانسداد وفق معايير أساسية نتلمس من خلالها إيجاد حل للأزمة السياسية".

التيار الصدري، الذي أعلن زعيمه مقتدى الصدر، أخيراً تحوله إلى ما وصفه بـ"المعارضة الوطنية"، لمدة 30 يوماً، لم يبد أي تفاؤل بنجاح مبادرة المستقلين، والتي عدّها "فارغة المحتوى". وقال نائب عن التيار، لـ"العربي الجديد" إن "المستقلين لم ينجحوا في استغلال الفرصة التي منحها لهم الصدر بتشكيل الحكومة، ومن الواضح أنهم متفرقون، وأنهم لم يستطيعوا تشكيل تكتل موحد".

وأكد النائب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "يد التيار الصدري مفتوحة للجميع، وأننا لا نعترض على مبادرة المستقلين، وأي مبادرة للخروج من الأزمة السياسية، شرط أن تكون مبادرة وطنية تعتمد مبدأ تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وعدم قبول الفاسدين فيها"، معتبراً أن "مبادرة المستقلين لا جديد فيها، وأن فرص نجاحها ضعيفة".

"أما الإطار التنسيقي" فأكّد من جهته أهمية استمرار طرح المبادرات، للخروج من الأزمة. وقالت المتحدثة باسم "تحالف النصر" المنضوي ضمن "الإطار"، آيات المظفر، "يجب على جميع الكتل السياسية المساهمة الحقيقية والجادة في إنهاء حالة الانسداد السياسي، من خلال الاستمرار بطرح المبادرات الموضوعية والجلوس على طاولة الحوار المباشر"، مؤكدة في تصريح صحافي أن "سياسة الذهاب في تحالفات غير متوازنة، واعتماد أسلوب كسر الإرادات لن يجديا نفعا، ولن ينتج حكومة قوية قادرة على تحقيق مصالح المواطنين".

يشار الى أن من بين بنود مبادرة المستقلين أنه يحق لرئيس الحكومة في أن يكون مستقلاً بقراراته مع برنامج كامل لمحاربة الفساد وإصلاح الخدمات، فضلاً عن برنامج حكومي يتضمن إنهاء المظاهر المسلحة كافة وتطبيق القانون على الجميع.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ومنذ أكثر من أسبوعين، عرض تحالف "الإطار التنسيقي" مبادرة تضمنت عدة نقاط، من بينها طرح النواب المستقلين والمدنيين مرشحهم لرئاسة الحكومة، لكن بشرط موافقة "كتلة المكون الأكبر" عليه. وردّ الصدر بعد ساعات، بأن دعا النواب المستقلين الى تسمية مرشحهم للحكومة عبر تحالفه (إنقاذ وطن)، في خطوات اعتبرت أنها سباق بين طرفي الأزمة يهدف إلى كسب أصوات النواب المستقلين لتغليب كفتهم في البرلمان.

إلا أن القوى المدنية والنواب المستقلين البالغ عددهم 48 نائباً أخفقوا في التوصل إلى اتفاق لتشكيل جبهة موحدة بينهم وتبني أي من المبادرتين المطروحتين.

المساهمون