استمع إلى الملخص
- دخلت خمس شاحنات مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لكن الأمم المتحدة وصفتها بأنها غير كافية، محذرة من مجاعة محتملة في القطاع.
- رحبت حماس بالبيان المشترك، داعية لخطوات عملية لردع الاحتلال، بينما اعتبر نتنياهو أن المطالبة بوقف العمليات تشجع على الهجمات ضد إسرائيل.
قادة الدول الثلاث في بيان: المعاناة الإنسانية في غزة لا تطاق
حماس رحبت بالبيان واعتبرته "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"
الاحتلال يكثف القصف والتهجير ضمن عملية "عربات جدعون"
حذّر الرئيس الفرنسي ورئيسا الوزراء البريطاني والكندي اليوم الاثنين من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. وجاء في بيان مشترك لإيمانويل ماكرون وكير ستارمر ومارك كارني "نحن مصمّمون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين
ونحن مستعدون للعمل مع آخرين لتحقيق هذه الغاية"، في إشارة إلى المؤتمر المقرّر عقده في يونيو/حزيران القادم في الأمم المتحدة "لإيجاد توافق دولي حول هذا الهدف".وأضافوا "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، مشيرين إلى أن "مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق" في القطاع الفلسطيني، الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي بالكامل منذ نحو ثلاثة أشهر ويمنع دخول الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى قطاع غزة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، بدء تنفيذ ضربات واسعة وتحريك قوات للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل قطاع غزة، ضمن المرحلة الافتتاحية لعملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون".
واعتبر ماكرون وستارمر وكارني أن الإعلان عن سماح دخول "الحد الأدنى من كمية الغذاء غير كاف على الإطلاق" وطالبوا "الحكومة الإسرائيلية بوقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح فوراً بدخول المساعدات الإنسانية"، منددين بـ"اللغة البغيضة التي استخدمها أعضاء الحكومة الإسرائيلية مؤخراً والتلويح بالتهجير القسري للمدنيين الذين يواجهون الدمار والخراب في غزة". ورأى القادة الثلاثة أن التصعيد الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية "غير متكافئ إطلاقاً". وحذروا بالقول "إذا لم تضع إسرائيل حداً لهجومها العسكري الجديد ولم ترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى رداً على ذلك" دون مزيد من التفاصيل. كذلك، هددوا باتخاذ "إجراءات محددة الأهداف" إذا لم تضع إسرائيل حداً "للمستوطنات غير القانونية التي تهدد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وفي وقت سابق اليوم، دخلت خمس شاحنات تحمل مساعدات تشمل طعام أطفال إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وفقاً للهيئة المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى غزة بجيش الاحتلال الإسرائيلي (كوجات). ووصفت الأمم المتحدة دخول المساعدات بأنه "تطور مرحب به" لكنها قالت إن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية. وكان خبراء الأمن الغذائي قد حذروا الأسبوع الماضي من حدوث مجاعة في غزة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر إن الشاحنات القليلة هي "قطرة في المحيط" مما هو مطلوب بشكل عاجل. وأضاف أن أربع شاحنات إضافية من الأمم المتحدة حصلت على تصريح بدخول غزة.
وحول مؤتمر 18 يونيو في نيويورك الذي سترأسه السعودية وفرنسا بشأن حل الدولتين، وعدوا "بالعمل مع السلطة الفلسطينية والشركاء الإقليميين وإسرائيل والولايات المتحدة للتوصل إلى توافق حول الترتيبات الواجب اتخاذها لمستقبل غزة، على أساس الخطة العربية"، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة بتاريخ 4 مارس/آذار الماضي "والتي ترسم مساراً سياسياً وأمنياً جديداً لقطاع غزة، وتمثل خريطة طريق جادة لمعالجة القضية، وإعادة الإعمار في إطار يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحفظ آفاق حل الدولتين سبيلاً وحيداً للسلام".
حماس: خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح
من جانبها، رحّبت حركة حماس بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، وقالت إنه "عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضدّ أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري". واعتبرت حماس في بيان "هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة الإرهابي نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها، وندعو إلى ترجمته بشكل عاجل إلى خطوات عملية فاعلة تردع الاحتلال، وتضع حدّاً للمأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بفعل آلة الحرب الصهيونية".
كذلك دعت الدول العربية والإسلامية، والاتحاد الأوروبي، وسائر دول العالم الحر، إلى "التحرّك العاجل واتخاذ مواقف حازمة وإجراءات ملموسة لوقف العدوان الصهيوني الهمجي، ولجم جرائم الاحتلال المتواصلة، والعمل الجاد على محاسبة هذا الكيان المارق، ومعاقبة قادته كمجرمي حرب، بما يضمن حماية المدنيين، ووضع حدّ لفاشية الاحتلال وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة".
في المقابل، ردّ نتنياهو على بيان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا، وزعم في بيان أنه "بالطلب من إسرائيل وضع حدّ لحرب دفاعية نخوضها من أجل بقائنا قبل القضاء على إرهابيي حماس عند حدودنا وبالمطالبة بدولة فلسطينية، يقدّم قادة لندن وأوتاوا وباريس جائزة كبرى لهجوم الإبادة الجماعية على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مع التشجيع على مزيد من هذه الفظائع"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
(فرانس برس، العربي الجديد)