فرنسا وألمانيا تطالبان إيران باستئناف المحادثات النووية.. وطهران ترد

فرنسا وألمانيا تطالبان إيران باستئناف المحادثات النووية... وطهران ترد

01 سبتمبر 2021
تتحدث تقارير عن أن إيران سرعت تخصيبها لليورانيوم (Getty)
+ الخط -

حثت فرنسا وألمانيا، اليوم الأربعاء، إيران على استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي بعد تقرير عن أن الأخيرة سرعت تخصيبها لليورانيوم إلى درجة تقترب من مستوى الأسلحة، في وقت ردت إيران بأنها لن تبدأ المحادثات قبل شهرين أو ثلاثة.

ودعا وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، اليوم الأربعاء، نظيره الإيراني للعودة الفورية للمحادثات النووية.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الأربعاء، أن لو دريان شدد على أهمية عودة إيران للمفاوضات النووية على الفور، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني المعين حديثا حسين أمير عبد اللهيان. وأضافت الوزارة "شدد الوزير على أهمية وضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات التي علقتها إيران منذ يونيو/حزيران".
وعبر لو دريان عن قلقه من كل الأنشطة النووية التي نفذتها إيران بمخالفة للاتفاق النووي الموقع في 2015 مع قوى عالمية.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الألمانية "نناشد إيران بقوة العودة إلى طاولة المفاوضات بشكل بناء وفي أسرع وقت ممكن. نحن مستعدون للقيام بذلك، لكن الإطار الزمني لن يكون مفتوحاً إلى أجل غير مسمى".

في المقابل، قالت إيران إن المحادثات التي بدأت في إبريل/نيسان في فيينا لمحاولة إعادة تحريك الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني قد لا تُستأنف قبل شهرين أو ثلاثة.
وصرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة بثها التلفزيون الإيراني، وأوردتها وكالة "فرانس برس"، بأنه "لا نحاول الهرب من طاولة المفاوضات، والحكومة (…) تعتبر أن التفاوض الحقيقي هو عملية تنتج عنها نتائج ملموسة تسمح بضمان مصالح وحقوق الأمة الإيرانية".
وأضاف أن "الطرف الآخر يعلم جيداً أن عملية تستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر ضرورية لتشكيل الحكومة الجديدة واتخاذ أي قرار"، مؤكداً مع ذلك أن المباحثات في فيينا هي "إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال السياسة الخارجية وأجندة الحكومة".
وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد أبدت، الشهر الماضي، قلقها البالغ إزاء تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت أن إيران أنتجت لأول مرة معدن يورانيوم مخصب بدرجة نقاء انشطاري تصل إلى 20% ورفعت الطاقة الإنتاجية لليورانيوم المخصب إلى 60%.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قد أشار، السبت، إلى أن مفاوضات فيينا كانت محور الاتصال الهاتفي الذي أجراه مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة الماضي، قائلاً إن المسؤول الأوروبي دعا إلى الإسراع في استئناف هذه المفاوضات. 
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "تحديد الموعد النهائي لاستئناف المفاوضات يتوقف على المشاورات الجارية بين مختلف الأطراف"، لافتاً إلى أن هذه المفاوضات "ليست بهدف الوصول إلى نص جديد" للاتفاق النووي "بل التأكد من تنفيذ الاتفاق النووي من قبل أميركا بالكامل". 
وعزا عدم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا غير المباشرة مع واشنطن إلى "التعنت والسلوك غير المنطقي لأميركا والغرب"، رابطاً إحياء الاتفاق النووي بـ"تغيير هذا السلوك"، وقال إنه "تتم متابعة إحياء الاتفاق النووي بعيدا عن قضايا المنطقة".
والأحد الماضي، أصدر الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي مرسوماً بتعيين وزير المواصلات السابق محمد إسلامي رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، خلفاً لعلي أكبر صالحي.

وحصل إسلامي، البالغ من العمر 62 عاماً، على شهادة هندسة الطرق والبناء من جامعة "ديتروت" في ولاية ميشيغان الأميركية، قبل أن يكمل الدراسة في مرحلة الماجستير في التخصص نفسه في جامعة "أوهايو" الأميركية، كما حصل على درجة الدكتوراه في إدارة الملاحة الجوية من جامعة "رويال رودز" الكندية.
وشغل إسلامي منصب وزير الطرق وبناء المدن في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني الثانية، ومناصب أخرى خلال العقود الماضية، مثل منصب نائب رئيس منظمة الصناعات الدفاعية الكبرى للشؤون الهندسية والمشاريع التنموية، والمدير التنفيذي السابق لشركة صناعة الطائرات، ونائب رئيس منظمة الصناعات الجوفضائية، ونائب وزير الدفاع للشؤون الصناعية والبحثية، فضلا عن رئاسة مؤسسة الصناعات الدفاعية للتعليم والبحوث.
ولا تُعرف عن إسلامي مواقف مشددة، وهو مقرب من الإصلاحيين والتيار "المعتدل" الذي كان ينتمي إليه الرئيس السابق حسن روحاني.
ويحمل تعيينه في هذا المنصب رسائل معينة، في وقت ما زال الملف النووي الإيراني يشكل أحد أكبر عناوين التوترات بين طهران والعواصم الغربية وبالذات واشنطن، خاصة بعد خطوات نووية تصعيدية اتخذتها إيران خلال الشهور الماضية، لإجبار الجانب الأميركي على إلغاء العقوبات.
وخاضت إيران والولايات المتحدة منذ إبريل/نيسان الماضي، ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، قبل أن تتوقف هذه المفاوضات خلال يونيو/حزيران الماضي بطلب من طهران بحجة فترة انتقال السلطة التنفيذية الإيرانية، ولذلك لم يتحدد بعد موعد الجولة السابعة.
وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.


(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون