فرنسا تُدين عنف المستوطنين وتدعو لـ"إجراءات حاسمة" في الضفة
استمع إلى الملخص
- أكدت فرنسا معارضتها الشديدة للنشاط الاستيطاني وفرضت 59 عقوبة فردية على المستوطنين المتطرفين، داعية لإنهاء العنف ضد المدنيين الفلسطينيين.
- تزايدت الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 986 فلسطينياً وإصابة الآلاف، وسط أوضاع إنسانية كارثية.
أدانت فرنسا، اليوم الخميس، الهجمات المتكررة التي يشنّها المستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بـ"اتخاذ إجراءات حاسمة" لوقف عنفهم، بعد يوم من استشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة سبعة آخرين، جراء اعتداءات المستوطنين على بلدة كفر مالك، شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
وجاء في البيان: "فرنسا تُدين الهجمات المتكررة التي يشنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية"، مشيرة إلى أنه "خلال الأيام القليلة الماضية، قُتل أربعة فلسطينيين في بلدتي كفر مالك قرب رام الله، وصوريف قرب الخليل (جنوب الضفة)". وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الأربعاء "ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة سبعة آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك".
وفي السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني (لم تُسمّه) أن "مستوطنين وصلوا إلى قرية كفر مالك قرب رام الله، وأحرقوا مباني ومركبات، واعتدوا على الأهالي وخطّوا شعارات على الجدران، ما أسفر عن إصابة عشرة فلسطينيين جراء رشقهم بالحجارة". كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في 19 يونيو/ حزيران الجاري، باستشهاد أحد الفلسطينيين وإصابة آخر برصاص مستوطنين اقتحموا بلدة صوريف بمحافظة الخليل.
ودعت الخارجية الفرنسية حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون"، مؤكدة "إدانتها المتجددة النشاط الاستيطاني ومعارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال ضمّ الأراضي الفلسطينية". وأضاف البيان: "على المستوى الوطني، اعتمدت فرنسا 59 عقوبة فردية على المستوطنين المتطرفين الذين مارسوا العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية".
ولقي هجوم المستوطنين في كفر مالك تنديداً واسعاً من الجانب الفلسطيني، كما انضم إلى الإدانات ساسة إسرائيليون، من بينهم زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يئير غولان، الذي وصف ما حدث في القرية بأنه "مجزرة يهودية عنيفة". وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية فلسطينية)، فقد ارتكب المستوطنون الإسرائيليون 415 اعتداءً في الضفة الغربية المحتلة خلال مايو/ أيار الماضي، شملت هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وعمليات إعدام ميدانية، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، إضافة إلى إغلاق طرق وحواجز تعمّق تجزئة الجغرافيا الفلسطينية.
ومنذ بداية حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعّدت قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 986 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17,500، بحسب معطيات فلسطينية. وخلفت الحرب المستمرة على قطاع غزة أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وأوضاع إنسانية كارثية تُنذر بمجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
(الأناضول)