فرنسا تقترح انتشار "يونيفيل" في مواقع تحتلها إسرائيل جنوبي لبنان

13 فبراير 2025
بارو خلال مؤتمر باريس حول سورية، 13 فبراير 2025 (برتراند غواي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقترحت فرنسا نشر قوات حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل، وسط رفض إسرائيل الانسحاب من خمس نقاط حدودية، مما دفع لبنان للمطالبة بالانسحاب الكامل.
- وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل خلال 60 يومًا، لكن تم تمديد الموعد حتى 18 فبراير بشرط إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، مع رفض لبنان لبقاء الاحتلال في أي نقطة.
- شنت إسرائيل غارات على جنوب لبنان، مستهدفة مواقع حزب الله، مما رفع الخروقات إلى 930 منذ الاتفاق، وأسفر العدوان عن آلاف الشهداء والجرحى ونزوح مليون و400 ألف شخص.

اقترحت باريس انتشار يونيفيل بمن فيها جنود فرنسيون في المواقع

قال بارو إن غوتيريس "وافق" على المقترح الفرنسي

النقاط هي تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية

أعلنت باريس، اليوم الخميس، أنّها اقترحت أن ينتشر جنود من قوة حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل)، بمن فيها جنود فرنسيون، في مواقع ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتلّها في جنوب هذا البلد، وذلك لإتاحة "انسحاب كامل ونهائي" للاحتلال من لبنان.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال مؤتمر صحافي في باريس في ختام المؤتمر الدولي حول سورية، إنّ "وقف إطلاق النار جرى تمديده حتى 18 فبراير/ شباط الحالي، وهو التاريخ المتوقّع للانسحاب الإسرائيلي النهائي". لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل المماطلة في تنفيذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان في في الموعد المحدد، وعاد ليعلن، الخميس، رفضه الانسحاب الكامل ونيته البقاء في خمس نقاط حدودية في الجنوب اللبناني، فيما ردّ لبنان برفضه بقاء الاحتلال في أي نقطة، وطالب بتنفيذ الانسحاب الكامل في الموعد المتفق عليه. 

وأضاف بارو: "لقد عملنا على صوغ مقترح يمكن أن يلبّي التطلّعات الأمنية لإسرائيل التي تخطّط للبقاء لفترة أطول". وتابع: "لقد اقترحنا أن تحلّ قوات معيّنة من يونيفيل، بما في ذلك قوات فرنسية، في نقاط المراقبة تلك"، مشيراً إلى أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس "وافق" على المقترح الفرنسي. ولفت بارو إلى أنّ "الأمر يعود إلينا الآن لإقناع الإسرائيليين بأنّ هذا الحلّ يتيح تنفيذ انسحاب كامل ونهائي".

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كان على إسرائيل أن تنسحب من لبنان خلال مهلة ستين يوماً، بيد أنها تخلفت عن الالتزام بذلك وطالبت بتمديد بقائها في جنوب لبنان حتى 18 فبراير، الطلب الذي أيدته واشنطن ووافق عليه لبنان بشرط إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل الذين يُعرف منهم سبعة.

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في وقت سابق اليوم الخميس، أنّ "الأميركيين أبلغونني بأنّ الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 الشهر من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط. وقد أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك". وجاءت تصريحات بري بعد لقائه مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات الميدانية في الجنوب والخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار ولبنود القرار الأممي 1701.

بحسب المعلومات، فإن النقاط التي يريد جيش الاحتلال البقاء فيها هي تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية. ويجرى البحث عن حل لهذه المسألة عبر اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار في ظلّ رفض لبناني للطرح الإسرائيلي، وقد يكون الحل عبر انتشار قوات يونيفيل فيها إلى جانب الجيش اللبناني.

يأتي ذلك بينما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، الخميس، غارتين على منطقتين في جنوب لبنان، في خرقين جديدين لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة جوية بين بلدتي دير سريان ويحمر الشقيف في قضاء النبطية وعلى دفعتين". وأضافت الوكالة أنّ "الطيران الإسرائيلي شن غارة استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي ياطر وزبقين في قضاء مدينة صور".

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنّ "طائرات حربية لسلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية على مواقع عسكرية تابعة لحزب الله". وزعم أن هذه المواقع "احتوت على وسائل قتالية ومنصات صاروخية كانت تشكل تهديداً مباشراً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وحتى الساعة 21:30 (توقيت غرينتش)، لم يصدر تعقيب فوري من حزب الله اللبناني بشأن بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي. ورغم الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، زعم الجيش أنه "مصمم على الحفاظ على التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وذلك لمنع إعادة تموضع حزب الله وإعماره" وفق البيان نفسه. وبهاتين الغارتين، يرتفع إجمالي الخروقات الإسرائيلية منذ سريان الاتفاق قبل 80 يوماً إلى 930، ما خلف 73 شهيداً و265 جريحاً، وفق إحصاء لـ"الأناضول" استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن أربعة آلاف و104 شهداء و16 ألفاً و890 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

(فرانس برس، الأناضول العربي الجديد)

المساهمون