فرنسا تعيد قاعدتها العسكرية قرب أبيدجان إلى ساحل العاج
استمع إلى الملخص
- تم رفع علم ساحل العاج في القاعدة التي أُعيدت تسميتها على اسم توما داكين وتارا، مما يعكس تطور العلاقات الدفاعية بين فرنسا وساحل العاج.
- تأتي هذه الخطوة في إطار إعادة تنظيم الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا، بعد انسحابها من دول الساحل مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر بسبب الانقلابات العسكرية.
أعادت فرنسا، اليوم الخميس، إلى ساحل العاج القاعدة العسكرية الكبيرة التي كانت تشغلها منذ حوالي خمسين عاماً قرب أبيدجان، في إطار عملية متّفق عليها بين البلدين، على عكس دول أفريقية أخرى طردت الجيش الفرنسي أخيراً. وتمّ تأكيد إعادة القاعدة التي تضم الكتيبة 43 للمشاة والبحرية في بور بويه، إلى ساحل العاج خلال حفل أُقيم بحضور وزيري دفاع البلدين تيني بيراهيما وتارا وسيباستيان لوكورنو.
ورُفع علم ساحل العاج في ساحة هذه القاعدة الاستراتيجية الواقعة بالقرب من مطار أبيدجان. ولهذه المناسبة، أعيدت تسميتها على اسم توما داكين وتارا أول رئيس أركان للجيش في ساحل العاج. وقال وزير دفاع ساحل العاج خلال الاحتفال: "هذا العمل يشكّل خطوة جديدة في علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين بلدينا".
من جانبه، قال لوكورنو إنّ "العالم يتغيّر ومن الواضح أنّ علاقتنا الدفاعية يجب أن تتطوّر"، مشيداً بلحظة "تاريخية" وبـ"العلاقة المبنية على الصداقة والمهنية العالية" بين البلدين. وأضاف أنّ "فرنسا تغيّر حضورها، ولكنها لا تختفي". وتتوّج هذه الخطوة التي أعلن عنها رئيس ساحل العاج الحسن وتارا في 31 ديسمبر/ كانون الأول، عملية بدأت قبل عامين بين البلدين، في وقت أعلنت فرنسا رغبتها في إعادة تنظيم وجودها العسكري في أفريقيا.
وفي مواجهة العسكريين الذين سيطروا على السلطة في عدد من دول الساحل، اضطرّ الجيش الفرنسي إلى المغادرة طوعاً أو بالقوة. وأعادت فرنسا قاعدة فايا العسكرية أواخر ديسمبر الماضي إلى الجيش التشادي، بعد أقلّ من شهر على الإعلان المفاجئ عن فسخ الاتفاقات العسكرية بين باريس ونجامينا.
وكانت تشاد، وهي بلد صحراوي كان محوراً أساسياً للانتشار الفرنسي في أفريقيا، آخر نقطة تمركز في منطقة الساحل لباريس التي فوجئت في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني بقرار السلطات التشادية فسخ اتفاقات الأمن والدفاع المبرمة بين الدولتين. وسحبت فرنسا بالفعل جنودها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، في أعقاب انقلابات عسكرية في تلك الدول الواقعة في غرب أفريقيا وتصاعد مشاعر العداء تجاه فرنسا.
(فرانس برس، العربي الجديد)