فرنسا تصوّت غداً الأحد في انتخابات تشريعية حاسمة لماكرون

فرنسا تصوّت غداً الأحد في انتخابات تشريعية حاسمة لماكرون

11 يونيو 2022
يبدأ التصويت اعتباراً من السبت في عدة مناطق فرنسية (Getty)
+ الخط -

يسود الترقب في فرنسا السبت عشية الدورة الأولى من انتخابات تشريعية، ستحسم مصير الغالبية المطلقة التي يحظى بها الرئيس إيمانويل ماكرون في الجمعية الوطنية.

وعلى هذه الأغلبية المطلقة أو النسبية، سيتوقف مصير مشاريع الإصلاح الجذرية التي يعتزم الرئيس الفرنسي، بعد إعادة انتخابه في 24 إبريل/نيسان، القيام بها خلال ولايته الثانية، ولا سيما في ما يتعلق بالمعاشات التقاعدية.

ودعي الناخبون الفرنسيون البالغ عددهم 48 مليوناً إلى تجديد كل مقاعد الجمعية الوطنية، أي 577 نائبًا، في هذه الانتخابات التي تجرى على دورتين، الأحد وفي 19 يونيو/حزيران.

ويبدأ التصويت اعتبارا من السبت في عدة مناطق فرنسية ما وراء البحار، خصوصا غوادلوب والمارتينيك. ومن المتوقع ظهور النتائج مساء الأحد مع بقية فرنسا.

وفي بولينيزيا الفرنسية وفي الدوائر الإحدى عشرة للفرنسيين المقيمين في الخارج، جرت الدورة الأولى بالفعل في الرابع والخامس من يونيو، وأدت إلى استبعاد مدو لرئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، حليف ماكرون.

وانتهت الحملة التي لم تجتذب كثيرا الفرنسيين منتصف ليل الجمعة. وبذلك لم يعد يحق للمرشحين التحدث في وسائل الإعلام أو التنقل، كما يحظر نشر استطلاعات الرأي.

وأشارت استطلاعات رأي لنوايا التصويت نُشرت نتائجها الجمعة إلى أن ائتلاف "معا!"، الذي يضم ماكرون وحلفاءه الوسطيين، يواجه منافسة قوية من ائتلاف أحزاب يسارية بقيادة جان لوك ميلانشون.

وسيحل حزب اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان في المركز الثالث، متقدما بفارق كبير عن اليمين التقليدي الذي من المحتمل أن يفقد مكانته كأول تكتل معارض في الجمعية.

وبالنسبة للتوقعات بشأن المقاعد في الدورة الثانية، رجحت استطلاعات الرأي تقدما لماكرون وحلفائه الذين يأتون في الطليعة، لكن من دون حسم حصولهم على الغالبية المطلقة من 289 نائبا.

لكن خطر الامتناع عن التصويت يزداد: فمن المرجح أن تسجل الدورة الأولى رقماً قياسياً جديداً لجهة المقاطعة بنسبة تراوح بين 52% و56% (مقابل 51,3% في 2017)، وفقاً لمعهد إيبسوس سوبرا ستيريا.

قلق

دعا الرئيس الفرنسي في نهاية الحملة الانتخابية الفرنسيين إلى منحه "أغلبية ساحقة وواضحة" في هذه الانتخابات التشريعية.

وعلى غرار الانتخابات الرئاسية، قدم نفسه على أنه حصن ضد "التطرف" الذي يجسده في نظره اليسار الراديكالي لميلانشون واليمين المتطرف لمارين لوبان، والذي يرادف برأيه "الفوضى" بالنسبة لفرنسا.

أثبت ميلانشون (70 عاماً)، السياسي المخضرم الذي حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية، أنه خصم ماكرون الرئيسي، متقدماً على لوبان، المرشحة النهائية في الانتخابات الرئاسية. وهو يتزعم تحالفا غير مسبوق يضم الاشتراكيين والشيوعيين والخضر بالاضافة إلى حزبه "فرنسا المتمردة".

ويطمح ميلانشون إلى الحصول على الغالبية خلال الانتخابات التشريعية، ما سيمكنه من فرض تشارك السلطة مع الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون الذي سيعينه رئيساً للحكومة.

وفي مرسيليا (جنوب)، قال مساء الجمعة خلال خطابه الأخير: "إذا شكلنا الأغلبية، فالمرشح سيكون اسمه جان لوك ميلانشون"، إلا أن الخبراء لا يرجحون هذا السيناريو.

ويقترح تحالفه برنامجا اقتصاديا يقضي بضخ 250 مليار يورو في الاقتصاد (مقابل 267 مليارًا من العائدات)، بما في ذلك 125 مليارًا من المساعدات والدعم وإعادة توزيع الثروة.

وتجرى الانتخابات في مناخ يسوده القلق بين الفرنسيين إزاء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وتفخر الحكومة الفرنسية بأن البلاد سجلت أدنى معدل تضخم (5.2 بالمائة في مايو/أيار على أساس سنوي) في أوروبا.

ووعدت الحكومة، التي دعمت بالفعل الاقتصاد بقوة منذ جائحة كوفيد، بوضع تدابير اخرى من شأنها حماية القوة الشرائية للفرنسيين فوراً بعد الانتخابات، لكن مصير الحكومة التي عُيّنت في منتصف مايو معلق إلى حين صدور نتائج الانتخابات التشريعية، التي ترشح فيها العديد من أعضاء الحكومة وبينهم رئيسة الوزراء إليزابيث بورن. وستؤدي هزيمة بورن إلى إجراء تعديل وزاري كبير.

(فرانس برس)