فرنسا تحاكم "أمير المتشددين الفرنسيين" في سورية

فرنسا تحاكم "أمير المتشددين الفرنسيين" في سورية

13 سبتمبر 2021
جلسة المحاكمة الجديدة هي للنطق بالحكم النهائي (فرانس أنفو)
+ الخط -

بدأت محاكمة المتشدد الفرنسي تايلر فيلوس في باريس، اليوم الإثنين، وهو المسؤول التنفيذي في تنظيم "داعش" في سورية، وأحد أبرز المتشددين الفرنسيين المشتبه بتورطهم في هجمات 2015-2016 في فرنسا وبلجيكا.

وجلسة المحاكمة الجديدة هي للنطق بالحكم النهائي بعد سنة على محاكمته الأولى عام 2020، حيث أدانته محكمة الجنايات بجميع التهم الموجهة إليه، لكنها اختارت عدم النطق بأقصى عقوبة، وهي السجن المؤبد، لمنحه فرصة لـ"التطور"، معتبرة أنه بدأ يشكك في تعصبه وما فعله. ومن المقرر صدور الحكم في 21 سبتمبر/أيلول الحالي.

ويحاكم فيلوس، أول متشدد فرنسي يحاكم على الأراضي الفرنسية، على الجرائم التي ارتكبت بين عامي 2013 و2015 أثناء إقامته في سورية، وتتزامن محاكمته مع محاكمة اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، التي استهدف مسرح بتاكلان وستاد دوفرانس وعدداً من الحانات.

وصل فيلوس إلى سورية نهاية عام 2012، حيث كان قد بدأ يظهر سلوكاً متشدداً عندما اعتنق الإسلام عام 2011، وفي صيف عام 2013 أصبح أميراً على رأس كتيبة من عشرات المقاتلين الفرنسيين، وكان اسمه الحركي "أبو حفص الفرنسي"، وفق محضر التحقيق.

في نهاية عام 2013 وبداية عام 2014، انضم إلى صفوف "لواء المهاجرين" المتطرف في تنظيم "داعش"، وهو عبارة عن خلية من المتطرفين الأجانب - الفرنسيين والبلجيكيين في الغالب - المنتشرة في محيط حلب، وهم "مجموعة من الأصدقاء" يعذبون ويقطعون الرؤوس فقط من أجل المرح، بحسب زوجة أحدهم استجوبتها المخابرات الفرنسية.

هذه المجموعة كانت تضم كبار المتطرفين الفرنسيين والبلجيكيين، ومنهم من سيصبح منفذ أكبر هجوم إرهابي في فرنسا، وفي مقدمتهم عبد الحمدي أباعود، أحد انتحاريي هجمات 2015 في باريس.

ألقي القبض على تايلر فيلوس في صيف 2015 في مطار إسطنبول في محاولة لدخول أوروبا تحت اسم مستعار، عندما كان تنظيم "داعش" يهرب رجالا إلى القارة لتنفيذ عمليات إرهابية. وأثناء الاحتجاز، أرسل رسالة إلى عبد الحميد أباعود قال فيها: "لا شيء سيتغير، عندما أخرج سأتصرف.. سأتصل بك عندما أخرج.. إذا خرجت".

وفي استجوابه أمام المحققين، قال إنه أرسل هذه الرسالة إلى أباعود لإيهامه بأنه يريد تنفيذ هجوم عندما كان يغادر إلى موريتانيا، في إشارة إلى أنه لم يكن يرغب في إعلان خبر إلقاء القبض عليه.

وفيلوس مواطن فرنسي من منطقة تروا شرق فرنسا، ويعد من أبرز شخصيات الموجة الأولى التي غادرت إلى سورية والعراق، وقد اعتنق الإسلام في سن الـ21 عاماً، وسرعان ما أصبح متعصباً، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت والدته كريستين ريفيير، التي تحولت إلى الإسلام الراديكالي كذلك، ولحقت بابنها لتقيم معه في سورية 3 سنوات، وتعرف في الأوساط المتشددة باسم "غراني (الجدة) جهاد"، وحكم عليها بالسجن 10 سنوات في فرنسا عام 2017، بعدما قبض عليها عام 2014 أثناء محاولتها العودة إلى سورية من فرنسا حيث كانت تتنقل بين البلدين.