استمع إلى الملخص
- الانتخابات النصفية في الفيليبين قد تؤدي إلى تقلب العلاقات مع الصين، حيث يمكن للساسة استغلال المشاعر القومية ضد الصين لاستقطاب الناخبين، مما يعقد جهود تخفيف التوترات.
- المواجهات بين خفر السواحل الصيني والفيليبيني زادت التوترات، والفيليبين استخدمت معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة كدرع ضد التهديدات الصينية، مما يعكس تعقيد العلاقات الإقليمية.
أبدت أوساط إعلامية صينية تفاؤلاً حذراً بشأن مستقبل العلاقات بين بكين ومانيلا خلال العام الحالي في ضوء التطورات الراهنة والتوترات التي شهدتها العلاقة بين البلدين خلال العام المنصرم. وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، اليوم الخميس إنه "بالرغم من أن الاشتباكات العنيفة والنزاعات الثنائية بين الصين والفيليبين وصلت خلال العام الماضي إلى مستويات غير مسبوقة، فإنه بإمكان البلدين اختيار التعاون بدلاً من الصراع".
وأضافت "ربما تؤدي الانتخابات النصفية المقبلة في الفيليبين في مايو/أيار المقبل، مع وجود إدارة دونالد ترامب الجديدة، وكذلك تداعيات الاشتباكات البحرية العنيفة التي اندلعت العام الماضي، إلى بقاء العلاقات الثنائية بين مانيلا وبكين متقلبة، إذ يواجه زعماء البلدين المهتمين بتخفيف التوترات ومنع الصراعات مهمة شاقة"، مشيرة إلى أن انتخابات التجديد النصفي قد تؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية للصين حيث يعمل الساسة الانتهازيون في مانيلا، حسب تعبيرها، على إثارة المشاعر القومية لاستقطاب أصوات الناخبين.
ولفتت الصحيفة إلى أن العام الماضي كان الأكثر عنفاً والأكثر خطورة بين الجانبين في بحر الصين الجنوبي، وأن التغطية الإعلامية المكثفة للنزاعات البحرية الثنائية أدت إلى ترسيخ وجهات النظر العامة وتعقيد الجهود الدبلوماسية. وأردفت "أدى ربط علاقة الصين الودية مع القيادة السابقة إلى جعل المفاوضات صعبة". وتابعت "لحسن الحظ، فإن الاقتصاد قد يربط بين البلدين في حين قد يؤدي تحسين الجهود الدبلوماسية إلى تخفيف حدة العداء"، مشيرة إلى أنه مع احتفال الفيليبين والصين بالذكرى الخمسين للعلاقات الرسمية بينهما هذا العام، فإنه يتعين على الجانبين أن يعملا بجدية أكبر لإدارة خلافاتهما والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة أكثر.
كما شددت الصحيفة الصينية على "ضرورة وضع حواجز أمان أقوى لضمان السيطرة على الجمود المقلق، انطلاقاً من الترتيب المؤقت الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز الماضي والذي سمح بمهام إعادة الإمداد إلى جزيرة توماس شول الثانية"، معتبرة ذلك نموذجاً يمكن توسيعه ليشمل مناطق أخرى متنازع عليها في الممر المائي الاستراتيجي.
وشهد العام الماضي سلسلة من المواجهات بين الطرفين في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وكان الصدام الأبرز حادث اعتراض خفر السواحل الصيني لمهمة بحرية فيليبينية لإعادة إمداد القوات المتمركزة في جزيرة توماس الثانية في السابع عشر من يونيو/حزيران العام المنصرم، مما أدى إلى اشتباكات بالأيدي والسلاح الأبيض فقد فيها بحار فيليبيني إبهامه. وكان التدخل الصيني هو الأول منذ دخول قواعد جديدة حيز التنفيذ تسمح لها بإجراء عمليات تفتيش على متن السفن في المياه التي تدعي الصين أنها تابعة لها. وقالت مانيلا في حينه إن خفر السواحل الصينيين كانوا مسلحين بالسواطير والسكاكين، وإن تصرفاتهم كانت متعمدة ومخططة وتصعيدية والأكثر عدوانية في السنوات الأخيرة.
ولطالما لمّحت الإدارة الأميركية إلى أن الهجوم على الفيليبين من شأنه أن يستدعي التزامات الدفاع المشترك للولايات المتحدة بموجب المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المتبادل بين واشنطن ومانيلا لعام 1951. من جانبها، استخدمت الفيليبين هذه المعاهدة درعاً وقائياً ضد التهديدات الصينية، وبدا ذلك واضحاً خلال الأسابيع الأخيرة، إذ دأبت وسائل الإعلام الرسمية في مانيلا على التلويح بمعاهدة الدفاع المشترك لردع بكين في أعقاب الحادث الأخير بين خفر سواحل البلدين في منتصف العام الماضي.