نائب الرئيس الأميركي: كل الخيارات مطروحة لوقف الحرب في أوكرانيا بما فيها العسكري

14 فبراير 2025
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ميونخ 14 فبراير 2025 (توبياس شوارتز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس على أهمية استقلال أوكرانيا السيادي، مشيراً إلى أن جميع الخيارات، بما في ذلك الضغط العسكري، مطروحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك قبيل اجتماعه مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مؤتمر ميونخ للأمن.

- دعا فانس أوروبا لتعزيز دفاعاتها وزيادة الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، منتقداً قمع حرية التعبير وكبح الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى رفض الناخبين الأوروبيين لفتح الأبواب أمام ملايين المهاجرين.

- أعربت دول أوروبية عن قلقها من مساعي ترامب للتسوية على حساب كييف، وحذر وزير الدفاع الأميركي من افتراض بقاء القوات الأميركية في أوروبا للأبد، مشيداً ببولندا كحليف نموذجي.

أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نُشرت الجمعة، أن كل الخيارات مطروحة في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك استخدام "الضغط العسكري"، وقال فانس: "إنّ الرئيس لن يخوض (هذه المعركة) وهو مغمض العينين، وسيقول إن كل شيء مطروح على الطاولة، فلنعقد صفقة".

وأشار فانس إلى أن "ثمة أدوات ضغط اقتصادية، وأدوات ضغط عسكرية أيضاً". ووفقاً للصحيفة، أكد فانس أنه من السابق لأوانه تقدير حجم المناطق التي ستبقى في أيدي روسيا أو ما هي الضمانات الأمنية التي يمكن للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين تقديمها لكييف، وأشار إلى أن "هناك عدداً من الصيغ والترتيبات، لكننا حريصون على استقلال أوكرانيا السيادي". وتأتي تصريحات فانس قبيل اجتماع مقرر بين فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.

وخلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن اليوم الجمعة، حثّ فانس أوروبا على تعزيز دفاعاتها للسماح للولايات المتحدة بالتركيز على التهديدات في بقية أنحاء العالم. وقال: "نعتقد أنه من المهم، في إطار التحالف المشترك، أن يكثّف الأوروبيون جهودهم بينما تركز أميركا على مناطق العالم المعرضة لخطر كبير". وشدد نائب الرئيس الأميركي أيضا على مطلب الولايات المتحدة بأن يزيد حلف شمال الأطلسي الإنفاق الدفاعي في وقت يسوده قلق وعدم يقين شديدان بشأن السياسة الخارجية لإدارة ترامب.

وانتهز فانس الفرصة فى خطابه أمام المؤتمر لانتقاد أوروبا بسبب ما اعتبره "قمعها حرية التعبير". وقال فانس إن حرية التعبير في خطر. كما حث المسؤولين الأوروبيين على كبح الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الناخبين الأوروبيين لا يريدون "فتح الأبواب على مصراعيها" لملايين المهاجرين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، أمس الخميس، أن اجتماعاً بين "مسؤولين كبار" من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة سيُعقد في ميونخ، وقال ترامب: "سيعقدون اجتماعاً في ميونخ غداً، ستكون روسيا هناك مع أناسنا، وأوكرانيا مدعوة أيضاً.. لست متأكداً من هوية الأشخاص الذين سيمثّلون كلّ بلد، لكنّهم مسؤولون من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة". وجاءت تصريحات ترامب بعد يوم من إجرائه محادثات هاتفية مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي.

بالمقابل، أعلنت كييف، أمس الخميس، أنها لا تخطط لحضور اجتماع ميونخ الذي أعلن عنه ترامب مع مسؤولين روس، وقال دميتري ليتفين، مستشار الرئيس زيلينسكي: "ينبغي أن يكون هناك موقف مشترك متّفق عليه (مع حلفاء كييف) على الطاولة للحديث مع الروس. في الوقت الحالي، ليس هناك أي شيء على الطاولة. ليست هناك محادثات مرتقبة مع الروس".

وعبرت دول أوروبية حليفة لأوكرانيا عن قلقها من أن يجرى تجاهلها في مساعي ترامب للتوصل إلى تسويةٍ تخشى أن تكونَ على حساب كييف، لا سيّما أن ما أعلن عنه ترامب جاء في ظل غياب أي تشاور معها. ومما زاد من قلق الأوروبيين أن واشنطن حددت منذ اللحظات الأولى خطوطها الحمراء التي تحتوي على تنازلات فورية لموسكو، مثل اعتبارها أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي "أمر غير واقعي"، ورفضها كذلك أي انتشار عسكري أميركي في إطار التسوية. وفي الوقت نفسه، تدعو واشنطن الأوروبيين إلى تحمل العبء الأساسي من الدعم المقدّم لأوكرانيا من الآن فصاعداً.

هيغسيث: لا يمكن لأوروبا أن تفترض أن القوات الأميركية ستبقى إلى الأبد

في موازاة ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اليوم الجمعة، بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا من الافتراض أن وجود القوات الأميركية في القارة "سيدوم إلى الأبد"، فيما حضها على إنفاق المزيد على الدفاع. وقال هيغسيث للصحافيين متحدثا إلى جانب نظيره البولندي في وارسو: "حان وقت الاستثمار، إذ لا يمكنكم افتراض بأن الوجود الأميركي سيدوم إلى الأبد".

ويزور هيغسيث بولندا في أول رحلة له إلى أوروبا بصفته مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب. ولطالما دعا ترامب أعضاء ناتو إلى زيادة إنفاقهم العسكري. وأشاد هيغسيث ببولندا التي وصفها بأنها "حليف نموذجي" بفضل إنفاقها الدفاعي. وتهدف وارسو إلى إنفاق 4,7% من ناتجها الاقتصادي السنوي على الدفاع عام 2025، وهي نسبة أعلى بكثير من الحد الأدنى الحالي البالغ 2%.

وأفاد ترامب في وقت سابق بأنه يتعين زيادة النسبة بأكثر من الضعف إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وأكد وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش أن إمكانية إنتاج الأسلحة في أوروبا حاليا "غير كافية". وأضاف: "على أوروبا أن تستيقظ.. على أوروبا الاستثمار في قطاع الأسلحة". ودافع هيغسيث عن جهود ترامب لإطلاق مفاوضات بشأن الحرب الأوكرانية مع الرئيس الروسي. ولدى سؤاله عما إذا كان يثق بإمكانية التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي اتفاق محتمل، قال هيغسيث للصحافيين: "لا يتوجب عليك أن تثق بشخص ما للتفاوض معه".

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون