استمع إلى الملخص
- مواقف دولية متباينة: دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية، بينما أكد وزير خارجية الجزائر على ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي. دان نائب وزير الخارجية الروسي الاعتداءات العسكرية على لبنان.
- مواقف الولايات المتحدة وإيران: حملت الولايات المتحدة حزب الله وإيران مسؤولية التصعيد، بينما حذرت إيران من عدم بقائها صامتة إذا نشبت حرب شاملة.
ميقاتي: لبنان قد يتحول إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة
غوتيريس: لبنان وصل إلى شفير الهاوية
مندوب الجزائر: عجز مجلس الأمن ضوء أحضر لاتساع الإجرام الإسرائيلي
ناقش مجلس الأمن الوضع في لبنان خلال جلسة طارئة عقدها الأربعاء بطلب من فرنسا، وسط جهود دبلوماسية لاحتواء التصعيد الدموي الذي خلف في غضون 3 أيام أكثر من 600 شهيد لبناني جراء قصف وحشي إسرائيلي على قرى وبلدات لبنانية.
وخلال كلمة له، كشف وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إنه جاء إلى نيويورك للخروج بحل جدي للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار. وعبر ميقاتي، خلال مداخلة بلاده أمام مجلس الأمن، عن امتنانه لكل من فرنسا والولايات المتحدة لعملهما على إصدار بيان حول الوضع في لبنان، وقال "لبنان ضحية عدوان إلكتروني، وسيبراني، وجوي، وبحري. وقد يتحول إلى عدوان بري، بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة. آمل أن أعود إلى بلادي متسلحاً بموقفكم الصريح الداعي لوقف هذا العدوان واحترام سيادة بلدي وسلامته". وأضاف "ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق مع اللجوء إلى وسائل وآليات جديدة، لا سيما إلكترونية، لإلحاق الأذى بشعبي".
ومضى قائلا: "يدعي المعتدي أنه لا يستهدف إلا المسلحين والسلاح، ولكن أوكد أن مستشفيات لبنان تعج بالجرحى المدنيين، بينهم العشرات من النساء والأطفال"، متسائلاً "من يضمن عدم حصول اعتداءات كهذه على دول أخرى إذا لم تتخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدين؟". وأضاف "وجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط أو تقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى... وإنما للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا"، وشدد أيضاً على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وخلال افتتاح الجلسة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن "الجحيم ينتشر في لبنان، الذي وصل إلى شفير الهاوية"، مناشداً مجلس الأمن العمل على وقف "الأعمال العدائية". ودعا غوتيريس إلى العمل على تحقيق وقف لإطلاق النار واحترام القانون الدولي، وتوقف عند الهجمات التي شهدها لبنان خلال الأسبوع الأخير وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا، مشيراً إلى استشهاد أكثر من 600 لبناني خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم 50 طفلا، ولفت إلى تكثيف الجهود الدولية للتوصل لوقف لإطلاق النار من أجل إدخال المساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف إن ما يتعرض له لبنان "قد اكتملت فيه كل أركان الجرائم التي استنسخها الاحتلال الإسرائيلي من غزة.. في محاولة لتحويل لبنان إلى غزة أخرى". وأضاف أن "ما يعانيه اللبنانيون والفلسطينيون ومعهم كل دول وشعوب المنطقة يمثل ثمنا يدفعه كل هؤلاء بأرواحهم وممتلكاتهم لعدم اضطلاع مجلس الأمن هذا بما يقع عليه من مسؤوليات لوقف حرب الإبادة الدائرة في غزة، لأن فتيل التصعيد اشتعل أولا في غزة، قبل أن يمتد لهيبه ليشمل المنطقة كلها"، واعتبر أن عجز مجلس الأمن كان بمثابة "الإشارة الخضراء الممنوحة لاتساع دائرة الإجرام الإسرائيلي وامتداد رقعته".
وهاجم عطاف الاحتلال الإسرائيلي قائلاً إنه "يعتقد أن تمتعه بالأمن يكمن بحرمان جيرانه منه. لقد آن الآوان أن يدرك المجلس أن مسألة الأمن والاستقرار لا يمكن أن تبقى رهينة لأوهام الاحتلال يتصرف فيها ويعبث بمصيرها كيفما يشاء". وأضاف أن الاحتلال "لا يؤمن ولا يريد السلام ويعتبر نفسه استثناء"، مشدداً على ضرورة وضع حد للتصعيد الإسرائيلي وإنهاء احتلال جميع الأراضي العربية والفلسطينية، وتجنيب المنطقة حربا شاملة.
من جهته، دان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين "الاعتداءات العسكرية والاستفزاز ضد لبنان"، وقال إن السعي لحلول عسكرية غير مجد، مشددا على ضرورة "وقف دوامة العنف ووقف الأعمال العدائية لخلق الظروف اللازمة للتسوية عبر القنوات السياسية والدبلوماسية"، وشدد على ضرورة وقف سفك الدماء في غزة، مضيفا: "تقاعس المجلس الذي تأخذه دولة دائمة العضوية كرهينة غير مقبول"، في إشارة لدور الولايات المتحدة واستخدامها الفيتو واحتكارها المسار التفاوضي.
إلى ذلك، تحدث نائب السفيرة الأميركية روبرت وود عن انخراط بلاده في مفاوضات مع كل الأطراف لتجنب "حرب شاملة ليست بمصلحة إسرائيل أو لبنان"، وقال "نشعر ببالغ القلق حيال التقارير التي تفيد بمقتل مئات المدنيين اللبنانيين". وأضاف "نعمل على اقتراح، ونأمل أن يفضي للتهدئة ويفسح المجال أمام المناقشات حول حل دبلوماسي". وحمل حزب الله المسؤولية عن التصعيد، متهماً إيران بتصدير الأسلحة للحزب.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن ما يحدث في لبنان وغزة يأتي بسبب عجز مجلس الأمن عن التحرك، محذراً من أن بلاده "لن تبقى صامتة إذا نشبت حرب شاملة". وأضاف أن المنطقة على "حافة بركان"، وأن إسرائيل تجاوزت "كل الحدود والخطوط الحمراء"، وشدد على أنه بدون "وقف إطلاق النار في غزة لا ضمان بأن تنعم المنطقة بالهدوء.