قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، إن "العنصرية جائحة تجتاح العالم"، مشيرا إلى أن "الظلم التاريخي والعنصرية ساهما في الفقر والتهميش والإقصاء المجتمعي وانعدام الاستقرار"، ومشدّدا على ضرورة "تصحيح المسار وإقامة مجتمعات على أساس المساواة".
وأكد غوتيريس، خلال مداخلة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أحيت اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، كما ناقشت تقريرها حول الموضوع في جلسة مفتوحة، على "ضرورة الاستفادة من منابع التنوع، بدلا من تزكية الخلافات والإقصاء"، مشيدا بالدور الذي لعبه الشباب في مكافحة العنصرية في السنوات الأخيرة.
وأعاد الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأذهان قتل شرطة جنوب أفريقيا 69 شخصا كانوا يحتجون بشكل سلمي ضد الفصل العنصري وقوانينه عام 1960. وقال إنه "على الرغم من تخطي نظام الفصل العنصري، إلا أن العنصرية حول العالم ما زالت قائمة"، مشيرا إلى أنها "ناجمة عن حقب الاستعمار والاستعباد، وتتجلى بعدد من الطرق، من بينها تهميش الأقليات والشعوب الأصلية، وأيديولوجيات التفوق العنصري، وكراهية المسلمين واللاسامية، وكراهية الأقليات المسيحية".
وأضاف أن "العنصرية كذلك جائحة تجتاح العالم وتنشر الظلم"، وتحدث عن "ضرورة تبني مواقف تنتقد الذات"، وضرورة أن "يتساءل أي شخص عما إذا كان عنصريا بشكل واع أو غير واع".
من جهته، قال رئيس الجمعية العامة فولكان بوزكير إنه على الرغم من مرور خمسة وخمسين عاما على إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، إلا أنه ما زال قائما.
وتحدث بوزكير عن زيادة معاناة الذين يتحدرون من أصول أفريقية حول العالم، وخاصة في ظل تفشي جائحة كورونا، كما "زادت الهجمات ضد الذين يتحدرون من أصول آسيوية، وخطاب التحريض وكراهية الأجانب عموما".
تحدث بوزكير عن زيادة معاناة الذين يتحدرون من أصول أفريقية حول العالم، وخاصة في ظل تفشي جائحة كورونا
وتحدث عن التمييز العنصري الذي يواجهه المتحدرون من أصول أفريقية في مجال الرعاية الطبية، ولفت الانتباه إلى أن كلفة الرعاية الصحية للمتعافين من فيروس كورونا مضاعفة في الكثير من الأحيان عندما يكون الأشخاص من أصول أفريقية، كما أن "تأثير الجائحة السلبي والتأثير الاجتماعي والاقتصادي أكبر عليهم، ويهدد بدفع الكثيرين منهم نحو الفقر".
وأضاف رئيس الجمعية العامة أن "المجتمع الدولي لن يتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة إذا تخلف المتحدرون من أصول أفريقية عن الركب"، قبل أن يؤكد ويكرر شعار "حياة السود مهمة" أمام الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الشعار الذي يرفعه السود في الولايات المتحدة والمناصرون لقضاياهم والمناضلون ضد العنصرية التي تمارس ضدهم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي السياسي، كما المؤسسات، بما فيها عنف الشرطة.
أما ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، فقالت في مداخلتها: "إن العنصرية تنتهك كل ما نجسده ونعمل من أجله"، ثم تحدثت عن جائحة كورونا، وكيف عرت انتهاكات حقوق الإنسان وفاقمت من عدم المساواة والتمييز في المجتمعات.
وأضافت باشيليت إن "تأثير جائحة كورونا يتفاوت، وكانت تبعاته أكثر سلبية على الأقليات، والخسائر العالية بالأرواح بين المتحدرين من أصول أفريقية وغيرهم من الأقليات والفئات المحرومة (في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى)، سببها عقود من الرعاية الصحية غير المتكافئة، وظروف معيشية غير متساوية".
وأكدت المسؤولة الأممية على ضرورة "مواجهة العنصرية المنهجية باستجابة منهجية وشاملة"، وحثت الدول الأعضاء على التعجيل بإنشاء منتدى دائم معني بالمتحدرين من أصول أفريقية، وصياغة مشروع إعلان الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الإنسان للمتحدرين من أصول أفريقية.
وكانت الجمعية العامة قد أقرت اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري عام 1966، عقب تبنيها لمشروع قرار حول حقوق الإنسان الأساسية وكرامته، والحقوق المتساوية بين النساء والرجال.