غليان لبنان... عبث في الشارع رفضاً للاعتراف بالتغييرات
استمع إلى الملخص
- يواجه حزب الله تحديات بعد خسائره في العدوان الإسرائيلي وضغوط إقليمية ودولية، ويسعى لتعزيز دوره الداخلي وسط مخاوف من افتعال أزمات داخلية مع التغيرات السياسية في لبنان.
- تترافق التوترات مع تباينات بين حزب الله وحركة أمل، ودعوات لنزع سلاح الحزب وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات التوترات الداخلية.
تصدّرت التحركات التي نفذها أنصار حزب الله على طريق مطار بيروت، اعتراضاً على منع رحلات الطائرات الإيرانية من التوجّه إلى لبنان، المشهد في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعد ما رافقها توتر سياسي وفي الشارع نظراً إلى ما تخلل التحركات من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وعلى آليات عسكرية وسيارة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) واشتباكات (غير مسلحة) مع الجيش اللبناني أسفرت عن سقوط إصابات وتوقيف عددٍ من المتورطين. وجاءت هذه الأحداث لتزاحم التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على لبنان والذي إن توقف رسمياً بموجب اتفاق وقف النار، لكنه مستمر في ظل الخروقات المستمرة.
لكن إذا كانت الاحتجاجات في الشارع قد رُبِطت ظاهرياً بقضية الطائرات الإيرانية التي مددت السلطات اللبنانية قرار تعليق استقبالها حتى إشعار آخر، إلا أنها تخفي ما أهو أبعد من ذلك، وتحديداً مظاهر الغليان السياسي والاجتماعي والأمني الذي يعصف بالبلد منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يوصف بـ"المذل" نظراً إلى بنوده ومحاولة حزب الله تعويض عجزه عن تقديم صورة انتصار في وجه إسرائيل بالتركيز على الداخل ومحاولة إثبات أن قوته هناك لم تتأثر بالخسارة ضد إسرائيل. فاتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ومدد حتى 18 فبراير/شباط الحالي (الثلاثاء الماضي) ولم يلتزم الاحتلال بكامل بنوده لجهة الانسحاب من كامل الجنوب مع إبقاء وجوده في 5 نقاط، عكس تبدلاً في موازين القوى بعد نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا سيما ما يتعلق بوضعية حزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ويمر الحزب اليوم بواحدة من أخطر المراحل منذ تأسيسه وتمدد نفوذه داخلياً وخارجياً، خصوصاً بعدما أسفرت نتائج العدوان الإسرائيلي عن القضاء على قيادات الصف الأول فيه.
خسائر حزب الله
وإذا كان الحزب مُني بخسائر باهظة على الصعيد الداخلي خصوصاً بغياب الأمين العام السابق حسن نصر الله بما كان يشكله من ثقل ورمزية، فإنه تلقى ضربات إضافية بعد التحولات التي تعصف بالمنطقة، ولا سيما عقب سقوط النظام السوري وما ترتب عليها من ارتدادات سياسية وعسكرية، والضغوط الأميركية التي تمارس حالياً على إيران وتهديدها إسرائيلياً بضربة للقضاء على برنامجها النووي. كل هذه الأوضاع، تجعل الحزب يراهن على دوره الداخلي أكثر من أي وقت مضى ما يجعله معنياً بتعزيز موقعه على الساحة السياسية الداخلية، لكن التساؤلات تبقى حول المسار الذي سيسلكه، في ظل مؤشرات تتراكم وتفيد بأن الحزب لا يبدو على استعداد للاعتراف بالواقع الجديد، أقله أمام جمهوره الذي يئن من تداعيات الحرب وتكلفتها الباهظة.
هذا الوضع تحديداً، قد يجعل الحزب، في نظر البعض، مهيأ للذهاب بعيداً ضمن محاولاته تعويض حالة العجز التي يعيشها أمام إسرائيل التي تواصل توجيه الضربات له، مساهمة في تعقيد موقفه كما في زيادة الضغوط على الحكومة اللبنانية ومحاولة جرها إلى مواجهة مباشرة مع الحزب. ويخشى كثر في لبنان من أن يتجه الحزب لمحاولة تنفيس الغضب في بيئته التي تشعر اليوم أنها في خريفها السياسي والعسكري، عبر افتعال أزمات داخلية، ولا سيما أن الوضع السياسي اليوم بات خارج قبضته المطلقة مع انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتمكُّن معارضيه من إيصال نواف سلام إلى رئاسة الحكومة وحتى إعلان رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، عودة تيار المستقبل للعمل السياسي.
وترافق مشهد التوتير في الشارع مع تباينات واضحة في مواقف حزب الله أولاً، وفي المواقف بينه وبين حليفته حركة أمل، إذ عمد الحزب إلى النأي بنفسه عن أحداث يومي الخميس والجمعة الماضيين على طريق المطار والاعتداء على "يونيفيل"، فيما دعا إلى تحرك يوم السبت لم يخلُ أيضاً من مواجهات مع الجيش اللبناني، ليطرح ذلك تساؤلات حول مدى صحة عدم صلة حزب الله بالتحركات التي وصفها بالمشبوهة ومدى عدم قدرته على ضبط شارعه ومحاولته صب الغضب على "الدولة" والذي ترجم بهجوم مناصرين لحزب الله على الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بذريعة تنفيذهما إملاءات أميركية وإسرائيلية وذلك في وقتٍ تنتظر فيه الحكومة نيلها الثقة من البرلمان ربطاً بالبيان الوزاري الذي ستقدمه والذي وضع حداً لمعادلة "جيش شعب مقاومة" الذي فرض في بيانات الحكومات المتعاقبة ما يشكل ضربة أيضاً لحزب الله. وقوبلت هذه الهجمة بمواقف أخرى تدعو إلى نزع سلاح حزب الله، ووضع حدّ لممارساته، مع مطالبة الجيش اللبناني بالتعاطي بحزم مع التحركات وتوقيف كل المعتدين، والدعوة كذلك إلى قطع العلاقات مع إيران.
أحداث مشابهة عاشها لبنان
هذه الأحداث كلّها أعادت إلى الضوء تواريخ شبيهة عاشها لبنان وانفجر فيها الشارع على وقع التوتير السياسي، أشهرها أحداث 7 مايو/أيار 2008 الدامية، التي اجتاح فيها الحزب وحلفاؤه العاصمة وعدداً من المناطق ليفرض منذ ذلك التاريخ حزب الله هيمنته على القرار السياسي ومؤسسات الدولة، لتفتح احتمالات حصول سيناريوهات شبيهة اليوم، تقوم على الاشتباك الداخلي الحادّ وحتى الانفجار، في ظلّ الاستقرار الهش الذي يعيشه لبنان مع الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والتهديدات المتواصلة بالقضاء على حزب الله حتى بعد تاريخ 18 فبراير/شباط المتفق عليه لانسحاب الاحتلال الكامل من الجنوب، وعدم اعتراف حزب الله بعد بواقعه الجديد السياسي والعسكري خصوصاً بعد قبوله اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ومحاولته تعويض خسائره وتالياً إثبات حضوره عبر الشارع. وفي 7 مايو 2008، نفذ مناصرو حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وأحزاب أخرى، اجتياحاً مسلحاً لبيروت، أسفر عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى، وذلك اعتراضاً على قرارين أصدرهما مجلس الوزراء حينها بشأن مصادرة شبكة الاتصالات غير الشرعية وإزالة كاميرات مراقبة من داخل حرم مطار بيروت، وإقالة قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير.
مصدر في حزب الله: هناك من يسعى إلى وضع الجيش في مواجهتنا
ويقول مصدر نيابي في حزب الله، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحركات التي حصلت الأسبوع الماضي أتت استنكاراً لفرض العدو إملاءاته، ولا هدف آخر منها، خصوصاً داخلياً. وهناك أحياناً أمور تخرج عن السيطرة، كما تدخل عناصر غير منضبطة أو حتى مدسوسة في هكذا تحركات لإحداث فتنة وهو ما نحذّر منه"، لافتاً إلى أن "الناس غاضبون وشعروا بأنّ هناك انتهاكاً فاضحاً حصل للسيادة من خلال منع هبوط الطائرة الإيرانية، فكان ردّ فعلهم في الشارع". ويشير المصدر إلى أنّ "هناك من يسعى إلى وضع الجيش اللبناني في مواجهة حزب الله، وهذا الأمر لن يحصل، والحزب داعم للجيش ومهامه اليوم، لا بل وقف طوال فترة وقف إطلاق النار جانباً على الرغم من الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، تاركاً للدولة التحرك بوجهها، وكل ما نريده أن يوضع حدّ لإسرائيل وأن تنسحب من الأراضي اللبنانية". ويتابع: "ليس حزب الله هو الذي يريد إحداث فتنة أو تحريك الشارع كما يقال تعويضاً عن خسائره، بل هناك من يريد تنفيذ أجندة خارجية ولا سيما الأميركية الإسرائيلية بإقصاء وإلغاء الحزب، الأمر الذي لن يحصل".
ياسر إبراهيم: يوجد خروج من معركة حصلت فيها مقتلة بالطائفة الشيعية
وعن هذه التطورات، يقول ياسر ابراهيم من مركز الحوار العربي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حدث في الأيام الماضية له قراءات عدّة، إذ لا يمكن أن ننسى أن هناك خروجاً من معركة حصلت فيها مقتلة بالطائفة الشيعية، بحيث كان تركيز القصف والحرب على مناطقها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، كما أن هذه الحرب أدت إلى هزيمة وانكسار قوة عسكرية (حزب الله) كان يُراهَن عليها إقليمياً في الكثير من المشاريع السياسية في المنطقة خصوصاً من قِبل إيران". ويضيف أنّ "إيران في وضع حرج، في ظل أخبار عن نيّة إسرائيلية بضرب مفاعلها النووي، وكذلك نيّة فرض عقوبات أميركية عليها"، مستدركاً: "تبعاً لذلك أرى أنّ من يحرّك الشارع في بيروت ليس قراراً ذاتياً وداخلياً، بل هو قرار خارجي له علاقة بالتنفيس الذي تسعى له إيران". ويحذر من أن "هناك وضعاً خطيراً جداً، فإذا أصرّ حزب الله على الانفعال وعلى هذا الأسلوب، فمن الممكن أن يحصل صدام داخلي"، لكنه في المقابل يستبعد ذلك لأن "هناك قراراً دولياً جدياً بمساعدة لبنان لبناء الدولة"، معتبراً أنّ "الحزب يخطئ ويجب إعطاء الدولة فرصة أقله من 6 أشهر إلى سنة لنراقب كيفية عملها".
ويستبعد إبراهيم تكرار أحداث 7 مايو 2008، باعتبار أنّ "الظروف الإقليمية ليست نفسها، خصوصاً أن سورية كانت محكومة وقتها من نظام بشار الأسد، وحزب الله لم يكن مهزوماً عسكرياً، والأميركي كان مشغولاً بالساحة العراقية، إلى جانب أنّ الظروف المحلية تغيرت أيضاً". ولا يعتبر أنّ حزب الله قد يكون أمام انقسامات داخلية فهو "حزب أيديولوجي ديني ومن يديره واحد"، مضيفاً "الأحزاب دائماً ما تدأب على دفع الناس إلى الشارع ومن ثم تتنصّل منها لإيصال رسائل، وهو اتهم عناصر غير منضبطة تارة ومن ثم ملثمة وغير ذلك، وبالتالي لا أعتقد أنه نجح بالتنصّل". أما العلاقة على مستوى حركة أمل وحزب الله، فيقول إبراهيم إنها "أصلاً علاقة شبيهة بمجاملة منذ سنوات وللحفاظ على مكاسب سياسية للطائفة الشيعية، وكان بيان حركة أمل بيان عقلاء وتمايز به عن حزب الله عندما اعتبر الهجوم (على يونيفيل) هجوماً على السلم الأهلي والجنوب"، مضيفاً أن "هذا التمايز الذي حصل يدل على أن رئيس البرلمان نبيه بري وحركة أمل غير راضيين على ما يفعله حزب الله، وأنا لا أبرئ إيران من أي تحرك على الساحة اللبنانية منذ الخميس الماضي، فما يحصل هو مواجهة بين الإيراني والأميركي على الساحة اللبنانية".
علي مراد: على حزب الله أن يتعامل بإيجابية ويعترف بالواقع الجديد
من جهته، يقول الأكاديمي والحقوقي علي مراد لـ"العربي الجديد"، إن "دعوة الجمهور إلى الشارع ومن ثم التنصّل منها قد تكون إما لأن هناك من أراد أن يتنصّل منها، أو ربما لأن الشارع بات خارج السيطرة، وهذا يفتح المجال نحو أسئلة عدة بمخاطر اللعب اليوم بالشارع"، معتبراً أن "على الحزب أن يتعامل بإيجابية ويعترف بالواقع الجديد ولا يذهب باتجاه تعبئة الجمهور بسبب صعوبة الاعتراف بما جرى، فسيكون لذلك تداعيات سلبية ليس فقط على البلد كلّه بل حتى على جمهوره". ويلفت مراد إلى أن "هناك تعارضاً في بعض المواقف لدى حزب الله وإعلامه، فهل هذا تقسيم أدوار أو انقسامات أو شيء مختلف؟ هذا ما ستظهره الأيام المقبلة".
ويعتبر أن "المرحلة الحالية لا تشبه بالمعنى المباشر مراحل سابقة في لبنان، لكنها تشبه قدرة القوى السياسية المختلفة على الإدراك أن هناك مرحلة معينة يجب طيّ صفحتها وفتح صفحة جديدة، إذ لا يمكن المكابرة وإنكار الواقع الجديد لأن ذلك لا يفيد البلد ولا الجماعة التي يسعون لتمثيلها خصوصاً أن الخطر والتهديدات الإسرائيلية مستمرة، وموازين القوى التي فرضها وقف إطلاق النار على حزب الله ولبنان وشروط إنهاء الحرب ما زالت قائمة، بالتالي فمنطق المزايدة لمواجهة التهديدات لن يجدي نفعاً". ويشير إلى أن "لا خوف من حرب أهلية لأن لا مصلحة لأحد، وأولهم حزب الله، بأن يذهب إلى مواجهة طويلة، لكن لا شيء يمنع تسجيل أحداث أمنية متفرقة وهو ما ذكره العديد من المقربين من حزب الله". تبعاً لذلك، يرى مراد أنّ "على حزب الله أن يدرك أن دوره الإقليمي قد انتهى وأن التوازنات التي فرضت على لبنان طوال العقود انتهت، وعليه أن يجنّب جمهوره والطائفة الشيعية الشعور بأن هناك من يريد إلغاءها فهذا الأمر غير صحيح".
بقاء الاحتلال يزعزع الاسقرار
في الإطار، يقول نبيل الخوري، الأستاذ الجامعي المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تمديد بقاء الاحتلال في بعض النقاط في الجنوب اللبناني هو عامل مزعزع للاستقرار بحدّ ذاته، في ظلّ الطريقة التي انتهت بها الحرب والاستقطاب السياسي الحادّ على الساحة اللبنانية المتمحور حول سلاح حزب الله". ويضيف الخوري "ليس واضحاً لدى حزب الله بعد طريقة تعاطيه مع المتغيرات، ويحاول اللجوء إلى نوع من العقلانية المطالَب بها دائماً، ولا يمكن توقع ما ستحمله الأيام المقبلة، علماً أن بقاء الاحتلال (في الجنوب اللبناني) سيزيد من عوامل التفجير والتوتر الداخلي السياسي في لبنان". لكن الخوري يوضح أن "سبب التوتر في لبنان لن ينتفي في حال انسحبت إسرائيل، فالخطاب السياسي الداخلي يتمحور حول موضوع السلاح شمال الليطاني، إلى جانب مسألة العلاقة مع إيران، وهنا علينا أن نرى كيف ستفكر إيران، في ظلّ النكسة الكبيرة التي تعرّض لها حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، فهل تريد إيران أن تحافظ على حزب الله ولو بإمكانيات وقدرات مالية وعسكرية أقل، أو تريد إعادة بنائه، وهنا لا يمكن إغفال صعوبة نقل الأموال والأسلحة، وهذه كلها لا معطيات دقيقة حولها حتى الآن".
من جهته، يقول كميل موراني، مسؤول العلاقات السياسية في حزب الكتلة الوطنية، لـ"العربي الجديد"، إن "مسار الأحداث مرتبط بماذا يريد حزب الله، وأي جناح يعمل على بنائه أو استخدامه، ولا يمكن إغفال أنّ حزب الله وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعلم بنوده"، مضيفاً أن وزير الأشغال السابق علي حمية، "الذي كان محسوباً على حزب الله، سبق أن منع الطائرات الإيرانية من أن تحط في مطار بيروت طيلة الحرب الإسرائيلية، فسلامة المطار أولوية وفوق كل اعتبار". ويرى موراني أنّ "ما يحصل قد يندرج أيضاً في إطار محاولة جس نبض السلطة الجديدة ورد فعلها، ورأينا كيف تعامل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية مع التحركات وكيف جرى توقيف عدد من المعتدين وهذا يعطي إشارات إلى أن الدولة جدية فعلاً في فرض الأمن وسيادة الدولة على أراضيها".
أما الكاتب السياسي جاد يتيم، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك عراضات كثيرة لجأ إليها حزب الله منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وكما أن لبنان جُرّ إلى الحرب، بفعل مصادرة الحزب لقرار الحرب والسلم، فهو جُرّ في الوقت نفسه لاتفاق مجحف"، معتبراً أن "حزب الله اتخذ خيارات خاطئة لا تصبّ في مصلحة لبنان الوطنية، والوعود والتوقعات التي منحها لجمهوره ومناصريه كانت كبيرة جداً، فيما دُمّرت البيوت وهجر الناس وشُردوا، وبالتالي سيلجأ الحزب إلى عراضات تفادياً للاعتراف علناً بخسارة الحرب".