غضب عراقي بسبب مناقشة المندوبة الأممية ملف الانتخابات مع إيران

غضب عراقي بسبب مناقشة المندوبة الأممية ملف الانتخابات مع إيران

01 فبراير 2021
غضب شعبي من بحث قضية الانتخابات خارج العراق(حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

واجهت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، خلال الساعات الماضية، موجة انتقادات سياسية وشعبية واسعة في العراق، وذلك عقب لقاء مع مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، في طهران لبحث الانتخابات العراقية.
وبلاسخارت تجري زيارة لإيران لم تكشف عنها الأمم المتحدة، لكن مكتب ولايتي أوضح في بيان له أنه أشار خلال لقائه، أمس الأحد مع بلاسخارت، إلى أن الانتخابات في العراق "حاسمة للغاية"، متمنياً "مستقبلاً مشرقاً للشعب والحكومة في العراق".  
وقال ولايتي إن "الانتخابات العراقية ستكون جيدة بلا شك، والشعب العراقي بالنظر إلى طاقاته القيمة ودور المرجعية المهم سيتغلب على المشاكل"، مشيداً بدور المرجعية الدينية، وأضاف: "إنني متفائل جداً بمستقبل العراق، والعلاقات الإيرانية العراقية ستشهد توسعاً".  
من جانبها، أكدت المبعوثة الأممية إلى العراق، خلال اللقاء، وفق بيان مكتب ولايتي "ضرورة الحفاظ على الاتحاد والانسجام بين العراقيين وإجراء انتخابات حرة في العراق"، معتبرة أن وضع البلاد "بات أفضل من ذي قبل". 
وتواصل "العربي الجديد"، اليوم الاثنين، مع مكتب البعثة الأممية في بغداد للاستفسار عن سبب الزيارة لإيران ومناقشة الانتخابات، لكن مسؤولاً في المكتب قال إنه سيصدر بيان توضيحي بشأن الزيارة في وقت لاحق.

غير أن مصادر سياسية في بغداد، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الجهود الأممية الحالية مع مسؤولين في إيران تصبّ ضمن جهود سحب الفصائل والجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق من مراكز المدن خلال إجراء الانتخابات، فضلاً عن جهود إقناعها بالانسحاب من بلدات ما زالت تسيطر عليها تلك الجماعات وتمنع سكانها من العودة إليها.
وواجهت خطوة المبعوثة الأممية انتقادات سياسية وشعبية واسعة، لكن آخرين عدوها أنها دليل على دور إيران الحالي وتدخلها في العراق سياسياً وأمنياً وحتى اقتصادياً.
وقال النائب في البرلمان العراقي، باسم خشان، إن خطوة المبعوثة الأممية "محل شك وشبهات، وزيارتها لطهران لمناقشة الانتخابات البرلمانية العراقية غير مبررة".
وتابع: "ملف الانتخابات البرلمانية، قضية عراقية داخلية، لا يجب أن تناقش خارج الحدود مع أي مسؤول أجنبي كان، فهذا الأمر سيفتح الباب للتدخلات الخارجية في الانتخابات، وهنا يعني أن الانتخابات لن تكون نزيهة وعادلة، وهذا ما نخشى منه بسبب تصرفات وتحركات بلاسخارت".

من جهته، قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ظافر العاني، في تغريدة على "تويتر": "لا توجد جهة شرعنت التزوير والفساد والتدخل في الانتخابات العراقية مثل بعثة الأمم المتحدة في العراق عبر تقارير تبريرية مخادعة".
وأضاف العاني: "وما زيارة بلاسخارت لطهران اليوم ومناقشتها هناك موضوع الانتخابات العراقية إلا دليل إضافي". وختم النائب العراقي تغريدته: "إبعاد الأمم المتحدة عن الانتخابات العراقية يجعلها أكثر نزاهة".

 بدوره، شدد القيادي في تحالف "النصر"، صادق المحنا، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن النقاش بشأن الانتخابات والحكومة والوزراء وكل ما يجري في البلاد، يجب أن يكون في العراق، مضيفاً: "لا نسمح ولا نرغب في أن يكون النقاش خارج الحدود العراقية، سواء كان في إيران أو في دولة أخرى". 
وتابع: "كنا نأمل من الأمم المتحدة وقفة حقيقية في مسألة الانتخابات"، مؤكداً أن "أي تدخل خارجي سيكون سلبياً على الانتخابات، حتى وإن كانت النيات صادقة ومخلصة، وسبق أن حدث هذا في انتخابات 2018"، على حد قوله. 
وأوضح: "نقبل أن تناقش ملف الانتخابات في النجف أو كربلاء أو البصرة أو السليمانية، لكن مناقشتها خارج الحدود ليس مبرراً وغير مسموح به"، مبيناً أن "التدخلات الخارجية يمكن أن تؤثر بفلسفة الديمقراطية في العراق". 
في المقابل، كتب مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، شاهو القرة داغي، في تغريدة على "تويتر"، متسائلاً: "لماذا تناقش  بلاسخارت الانتخابات العراقية مع المسؤولين الايرانيين في طهران؟ هل ستُوزَّع المقاعد من الآن؟ هل يفرح المواطن بوجود رقابة دولية برعاية هؤلاء؟ ما دور هذه السيدة بالضبط؟".

فيما قال المدون علي البصراوي في تغريدة: "بلاسخارت تمثل الأمم المتحدة في العراق وذهابها إلى إيران ومناقشة الانتخابات العراقية هناك، هذا يعني أن الأمم المتحدة تشجع على احتلال الدول وتستهين بدماء الشعوب وحقها في الاستقلال وتقرير المصير، وتعطي الضوء الأخضر لإيران لانتهاك سيادة البلاد والتدخل السافر بشؤونه".

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد اقترحت تأجيل الانتخابات وإجراءها في 16 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، التي كان من المقرر أن تُجرى في 6 يونيو/ حزيران المقبل، حسبما أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
والانتخابات المبكرة أحد أبرز مطالب متظاهري ساحات الاحتجاج والاعتصام في العاصمة بغداد وباقي محافظات الوسط والجنوب على مدى أكثر من عام.