غزة ليست للبيع: مائتا ألف متظاهر أمام السفارة الأميركية في لندن

لندن
ربيع عيد (فيسبوك)
ربيع عيد
صحافي وكاتب من فلسطين؛ مراسل "العربي الجديد" في بريطانيا.
15 فبراير 2025
غزة ليست للبيع: 200 ألف متظاهر أمام السفارة الأميركية في لندن
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت لندن تظاهرة حاشدة بمشاركة قرابة مائتي ألف شخص دعماً للشعب الفلسطيني ورفضاً لدعوات ترامب بالاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين، حيث جابت التظاهرة شوارع لندن واختتمت أمام السفارة الأميركية.
- تحدث ناشطون وسياسيون خلال التظاهرة عن ضرورة وقف تسليح إسرائيل وطرد السفيرة الإسرائيلية من لندن، مشددين على أهمية الحراك الشعبي ضد السياسات الإسرائيلية والأميركية.
- اختتمت التظاهرة بخطابات تؤكد أن القضية الفلسطينية تتجاوز الصراع إلى نظام تدمير وتهجير، داعية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، مع انتقاد تواطؤ بعض الدول الغربية.

خرج اليوم في العاصمة البريطانية لندن قرابة مائتي ألف متظاهر دعمًا للشعب الفلسطيني، ورفضًا لدعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين. وانطلقت التظاهرة من أمام مقر الحكومة البريطانية وجابت شوارع لندن واختتمت أمام السفارة الأميركية. وتأتي هذه التظاهرة بدعوة من حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني في المملكة المتحدة بعد اتفاق وقف إطلاق النار للتأكيد على استمرار دعم الشعب الفلسطيني في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الضفة الغربية.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "غزة ليست للبيع"، وأخرى تقول "غزة للفلسطينيين"، بينما هتف العديد من المتظاهرين "دونالد ترامب خطتك ستفشل". وفي حديث مع الناشط في حركة "عاملون في المجال الصحي لأجل فلسطين" دوفوتشي سافاج، قال لـ"العربي الجديد": "نحن هنا للتظاهر ضد سياسة حكومتنا في دعم إسرائيل. رأي محكمة العدل الدولية واضح، إسرائيل تحت المحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية وأعطت أوامر بمنع الإبادة، وهو أمر لم تحترمه حكومتنا. نحن هنا لأن مائتي ألف فلسطيني قتلوا وأصيبوا منهم عشرون ألف طفل، وحكومتنا تستمر في تزويد إسرائيل بالسلاح".

وفي حديث مع الناشط بن من الشبكة العالمية اليهودية ضد الصهيونية ، قال لـ"العربي الجديد": "رسالتنا إلى جانب وقف تسليح إسرائيل وحرية فلسطين هي طرد السفيرة الإسرائيلية تسيبي أوبيليفي من لندن لأنها عبرت عن تأييدها علناً أعمال الإبادة الجماعية في غزة. إنها مجرمة حرب مثل (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ونقوم كل يوم جمعة بالتظاهر أمام منزلها للمطالبة بطردها ونشارك دوما في التظاهرات الوطنية في لندن لأجل غزة".

وفي ختام التظاهرة، تحدث عدد من السياسيين والناشطين من على المنصة الخطابية مقابل السفارة الأميركية. وقال النائب المستقل جيرمي كوربين: "نتذكر في هذه الأيام قبل 22 عاماً تظاهراتنا عام 2003 ضد الحرب على العراق. نحن هنا لنؤكد أن من حقنا أن نكون في شوارع لندن وكل مكان للتظاهر ونرفض محاولات المنع والتقييد. لن نتوقف عن حراكنا مهما يأخذ الأمر من وقت". وأضاف: "كل العالم عليه رفض خطة ترامب. الشعب لن يهجر من غزة. لا قوة في العالم يمكنها فرض تطهير عرقي على الفلسطينيين".

وتابع كوربين: "محكمة العدل الدولية قالت إن القضية ليست فقط استهداف المدنيين في غزة، بل الاحتلال برمته. رسالتنا هي في الوقت الذي يعود فيه الفلسطينيون إلى منازلهم المدمرة ويبحثون عن الجثث في نفس الوقت سيبنون غزة والجيل القادم سيعيش بحرية في وطنه ونحن للأبد سنكون أصدقاء للشعب الفلسطيني".

من جانبها، قالت النائبة زارا سلطانة إن "هذا ليس صراعاً، بل نظام تدمير وتهجير وهدم، وما نراه الآن في الضفة الغربية يعكس ذلك. تطهير عرقي لمليوني فلسطيني في غزة عار على العالم وعار على الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا لدعمهم الإبادة الجماعية". وشددت على أن "الشعب الفلسطيني قاوم الاحتلال لعقود وهو نضال مستمر لا يمكن كسره حتى التحرر. العار على السياسيين في بلدنا الذين تواطؤوا مع الاحتلال. لن نتوقف عن التظاهر أو الصمت حتى تتحرر فلسطين وينتهي الاحتلال ويكون كل فلسطيني حراً".

فارس عامر، الذي تحدث باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، قال إن "غزة ليست لترامب وليست لنتانياهو. كل قطعة أرض فلسطينية هي للفلسطينيين. الولايات المتحدة إمبراطورية بنيت على الإبادة الجماعية وليست طرفاً محايداً". وأشار إلى أن "السلام لن يتحقق حتى يتحقق السلام للشعب الفلسطيني وانتهاء الاحتلال. ومن هنا نسأل أين السلطة الفلسطينية مما يجري؟ السلطة بقيادة محمود عباس مستمرة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال. إذا أردت تمثيل الشعب الفلسطيني فعليك أن تنهي الانقسام والتنسيق مع الاحتلال".

بدورها، قالت ياسمين آدم من المؤسسة الإسلامية في بريطانيا: "نحن حركة نرفض الصمت والتواطؤ مع الإبادة الجماعية. هذه حركة عالمية في وجه الظلم، ودعوة للتحرك. نقول لترامب إن خطتك تجاه غزة سوف تفشل.. لأن غزة أفشلت كل مخططات التهجير سابقاً. غزة ستقاتل كل من يسعى لمحوها. هذه أكبر حركة في التاريخ ضد الحرب والإبادة الجماعية والتهجير".

أما دانيال كابيتي الذي تحدث باسم ائتلاف نقابات تعليمية بريطانية تمثل نصف مليون شخص، فأوضح أن "ترامب يريد تنفيذ تطهير عرقي لغزة من خلال هذه الخطة التي رحب بها نتنياهو وائتلافه في اليمين المتطرف. لا يمكننا العودة إلى الوحشية التي شهدها العالم. المملكة المتحدة متواطئة مع إبادة غزة. نحيي الشعب الفلسطيني الذي عاد بعشرات الآلاف إلى منازلهم في شمال غزة، ونحن سنخرج لأجل الفلسطينيين في غزة ولن نتوقف".

ذات صلة

الصورة
وقفة في رام الله تدعو لوقف الحرب على غزة، 18 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

حذرت شخصيات سياسية فلسطينية خلال فعاليات في رام الله من أن تحمل العودة إلى حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في غزة شرارة لبدء تنفيذ مشاريع التهجير
الصورة
الصيادون في غزة ، مدينة غزة في 9 مارس 2025 (فرانس برس)

اقتصاد

بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي قاربه، لجأ خالد حبيب إلى الابتكار، فقام بتحويل باب ثلاجة قديم إلى لوح عائم يركبه للصيد في ميناء غزة الذي لم ينجُ من القصف
الصورة
مسيرة برام الله توجه رسالة للقمة العربية 4 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

طالب عشرات الفلسطينيين بمسيرة في رام الله، اليوم الثلاثاء، القمة العربية المنعقدة في القاهرة باتخاذ قرارات على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها
الصورة
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل هرتسي هليفي سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تستمر الاستقالات في قيادة الجيش الإسرائيلي على خلفية عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع عسكرية في غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023.