غزة تستلم جثامين 15 شهيداً من الاحتلال على بعضها آثار تعذيب

غزة

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
مراسل "العربي الجديد" في الكويت
18 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 20 أكتوبر 2025 - 01:53 (توقيت القدس)
جثث مجهولة تعود من إسرائيل… مأساة إنسانية جديدة في غزة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استلمت وزارة الصحة في غزة 15 جثماناً لشهداء من الاحتلال، ليصل العدد الإجمالي إلى 135، مع ظهور علامات التنكيل على بعض الجثامين. تعمل الطواقم الطبية على الفحص والتوثيق والتسليم للأسر.
- أشار أحمد ضهير إلى أن بعض الجثامين كانت في حالة تحلل، وأن التعرف على الهويات سيتم قريباً رغم نقص الإمكانات الفنية. تعتمد الوزارة على شاحنات تبريد لحفظ الجثامين.
- دعت حماس إلى تحقيق عاجل في التعذيب، ووصفتها بجرائم حرب، بينما وثق مركز حقوق الإنسان 129 حادثة قصف منذ وقف إطلاق النار.

أفادت وزارة الصحة في غزة المحاصرة، اليوم السبت، باستلام 15 جثماناً لشهداء جرى الإفراج عنهم اليوم من الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 135 جثماناً. وأوضحت الوزارة أن بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين. وأكدت الوزارة أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر.

وقال رئيس إدارة جثامين الشهداء في وزارة الصحة أحمد ضهير، خلال مؤتمر صحافي عقده في ساحة مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي غزة، وفق "الأناضول"، إن "الجثامين التي وصلت إلينا، خاصة في الدفعة الأولى المكونة من 45، كانت منزوعة الملابس أو بملابس داخلية، وبعضها مقيد المعصمين والكاحلين، وبعضها ظهرت عليه إصابات بأعيرة نارية في الصدر والرأس". وذكر أن بعض الجثامين بدت عليها إصابات بشظايا في أنحاء مختلفة من الجسم، فضلاً عن إصابتها بكسور في الجمجمة وباقي الأطراف.

وأشار ضهير، وهو أيضاً مدير دائرة الطب الشرعي بمجمع ناصر الطبي، إلى أن بعض الجثامين الواصلة كانت في حالة تحلل، مؤكداً أن وزارة الصحة تسلمت على أربع دفعات، منذ الثلاثاء، نحو 135 جثماناً كان آخرها اليوم السبت بواقع 15 جثماناً، وذلك بموجب صفقة التبادل. ولفت ضهير إلى أن الجثث الواصلة كانت كاملة ما عدا المتحلل منها، فيما  لوحظ فقدان أصابع الإبهام أو الوسطى من اليد، أو أحد أصابع القدمين اليمنى أو اليسرى، مرجحاً أن يكون ذلك مرتبطاً بفحوصات الحمض النووي التي أجرتها إسرائيل.

وعن الإمكانات الفنية، قال ضهير إن دائرة الطب الشرعي بغزة لا تملك "أي أجهزة لإجراء فحوصات الحمض النووي للجثامين، أو مختبرات متخصصة". وأوضح أن طاقم الدائرة مكون من 16 فرداً فقط، ويعملون بلا مقومات ولا إمكانات. وبشأن حفظ الجثامين إلى حين استكمال إجراءات الفحص والتحقق من هوياتها، أوضح ضهير أنه سيجرى تخزينها في شاحنات تبريد مخصصة لحفظ المثلجات، حصلت عليها الدائرة بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأشار إلى أن الدائرة ستنهي، خلال الأيام الأربعة المقبلة، مرحلة التعرف على هويات الجثامين، حيث "يجرى تسليم من تم التعرف عليه إلى ذويه، بينما يُدفن المتبقون في مقابر شهداء بمدينة دير البلح (وسط) بواسطة وزارة الأوقاف والدفاع المدني". وجدد ضهير تأكيد الوزارة أن إسرائيل لم تسلم الصليب الأحمر قوائم بأسماء أو هويات الجثامين، باستثناء ستة أسماء فقط تبين خطأ أحدها. وتصل الجثامين الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي مجهولة الهوية، فيما تبذل السلطات في غزة جهوداً مضنية للتعرف عليها بوسائل محدودة وإمكانات بدائية.

وكانت حركة حماس، قد دعت، أول أمس الخميس، إلى فتح تحقيق "عاجل وشامل" إثر استلام جثامين عناصر من كتائب القسام خلال الساعات الماضية وعليها "آثار تعذيب"، فيما كشف المكتب الإعلامي الحكومي أنّ جثامين أسرى غزّة كان عليها آثار تعذيب وتنكيل، وهو ما يرقى لجرائم حرب. وقالت حماس، في بيان، إنّ "المشاهد المروّعة التي ظهرت على جثامين الشهداء التي سلّمها الاحتلال، وما بدا عليها من آثار التعذيب والتنكيل والإعدامات الميدانية، لتكشف بوضوح عن الطبيعة الإجرامية والفاشية لجيش الاحتلال، وعن الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي بلغه هذا الكيان، الذي لا يفرّق في عدوانه بين الأحياء والأموات من أبناء شعبنا".

ودعت حماس المؤسسات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، إلى "توثيق هذه الجرائم البشعة وفتحِ تحقيقٍ عاجلٍ وشاملٍ فيها، وتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة أمام المحاكم الدولية المختصّة، باعتبارهم مسؤولين عن ارتكاب جرائمَ ضدّ الإنسانيّة غيرِ مسبوقةٍ في تاريخنا المعاصر". بدوره، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان، الخميس، إنّ الفحوصات الرسمية والوقائع الميدانية أظهرت أنّ الاحتلال "ارتكب جرائم قتل وإعدام ميداني وتعذيب ممنهج بحق عدد كبير من الشهداء الكرام الذين جرت استعادة جثامينهم". ومن بين ما جرى توثيقه، وفق المكتب الإعلامي، "آثار شنق وحبال واضحة على أعناق عدد من الجثامين، وإطلاق نار مباشر من مسافة قريبة جداً، ما يؤكد عمليات إعدام ميداني متعمد، وأيدٍ وأقدام مربوطة بمرابط بلاستيكية، في مشهد يوثق عمليات تقييد قبل القتل".

في سياق آخر، أعلن مركز غزة لحقوق الانسان، اليوم السبت، توثيق 129 حادثة قصف وإطلاق نار ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ما أدى إلى استشهاد 34 فلسطينياً وإصابة 122 آخرين. وقال المركز، في بيان، إن قوات الاحتلال استهدفت، أمس الجمعة، مركبة مدنية تقل أفراداً من عائلة شعبان في حي الزيتون بمدينة غزة ما أسفر عن استشهاد 11 مدنياً بينهم سبعة أطفال وامرأتان. وكان 11 فلسطينياً من عائلة واحدة استشهدوا في قصف إسرائيلي في أثناء عودتهم إلى منزلهم في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، مساء الجمعة، في حصيلة هي الأكبر من حيث عدد الضحايا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ذات صلة

الصورة
الناشطة لينا الطبال (شمال الصورة) على متن أسطول الصمود (فيسبوك)

سياسة

أكدت الباحثة والأكاديمية اللبنانية لينا الطبال، في مقابلة مع "العربي الجديد"، استعدادها لتكرار تجربة أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة رغم الاعتقال والتعذيب
الصورة
منزل ياسر عرفات

منوعات

لم يبقَ من منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة غزة سوى جدارٍ يطوّق بقايا مبنى دمّره الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية في القطاع.
الصورة
تظاهرات في أوكلاند للتضامن مع فلسطين، 1 نوفمبر 2025 (العربي الجديد)

سياسة

نظّمت شبكة التضامن مع فلسطين في نيوزيلندا وقفة احتجاجية في ساحة بريتومارت بقلب أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا وعاصمتها الاقتصادية، اليوم السبت.
الصورة
عناصر من "كتائب حزب الله" في بغداد، 22 سبتمبر 2024 (مرتضى السوداني/ الأناضول)

سياسة

يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الموساد لفتح جبهة جديدة في العراق بزعم نشوء تهديدات على إسرائيل تغّذيها إيران، وفق ما أورده موقع "والاه"