دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الخميس، الأطراف اليمنية لأن توافق فوراً على اتفاق لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن "الدعم الدولي لحل النزاع في اليمن ضروري ومهم، وعلى الأطراف المعنية تحديد أهدافها من المفاوضات".
وقال المبعوث الأممي، في إحاطة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إنّ "الهجوم على مأرب يهدد عملية السلام ويعرّض النازحين للخطر". وأكد أن "حل النزاع في اليمن يتطلب إرادة سياسية في ظل توفر الدعم الأممي"، مشدداً على أنّ "تحقيق تطلعات اليمنيين يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية أممية وبدعم دولي".
وأشار المبعوث الأممي إلى الزخم الدولي المتجدد لدعم إيجاد حل سياسي للأزمة، بما فيه تعيين مبعوث أميركي خاص للملف اليمني، مشدداً على أنّ "السبيل الوحيد لتحقيق طموحات اليمنيين يتمثل في الانخراط في عملية سياسية شاملة يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة ودعم من المجتمع الدولي". وقال إنّ الاتفاق بين الأطراف "يجب أن يضع حداً نهائياً لاستخدام القوة وملزماً بجدول زمني وينتهي بإجراء انتخابات وطنية".
وأكد على أن الترتيبات السياسية "يجب أن تكون على أساس مبادئ الشراكة الشاملة والحوار بين المكونات السياسية والاجتماعية، بمن فيها النساء والمجتمع المدني"، مشيراً إلى ضرورة أن تقود الترتيبات الأمنية الشعب اليمني نحو إنشاء مؤسسات أمنية تحافظ على سيادة القانون.
ولفت إلى ضرورة وجود ضمانات للمساواة بالمواطنة بموجب القانون، وكذلك ضمانات للمساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ وإعادة البناء والعدالة الانتقالية والتعافي الاقتصادي.
وذكر أن تلك العوامل هي بمثابة الرؤية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة وتعتمد على رغبة اليمنيين أنفسهم، وقال إنّ اتفاق الأطراف الفوري على وقف إطلاق النار ودخول الوقود والسلع الأخرى، إضافة إلى أن إعادة فتح مطار صنعاء "أمر ضروري، ويجب تنفيذه بشكل فوري"، مضيفاً أنّ "وقف إطلاق النار لن يستمر إلا إذا ارتبط بالمسار السياسي".
وتابع "المدنيون هم من يدفعون الثمن، وهناك انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الحديدة وتعز، وارتفاع كبير في العنف، ما أدى إلى فقدان الأروح وتدمير المنازل، والمعركة في المأرب هي المركز لهذه الحرب".
كما تطرق، في حديثه، إلى المحادثات التي شهدتها العاصمة الأردنية عمان بين الأطراف حول تبادل المعتقلين، مؤكداً، في الوقت ذاته، على أن الأمم المتحدة تحاول تيسير الحوار، و"لكن لا يمكنها إجبار أطراف الحرب على السلام، إلا إذا اختارت هذه الأطراف طريق السلام وإنهاء الحرب".
من جهته، دعا مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، إلى جمع نحو أربعة مليارات دولار في عام 2021 لتمويل العمليات الإنسانية، محذراً من أنّ "اليمن يتجه سريعاً نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم في عقود".
وأضاف "إن السعي لتحقيق المكاسب على الأرض باستخدام القوة يهدد عملية السلام برمتها، كما أن شبح المجاعة يخيم على اليمن كما لم يتلق عدد كبير من الموظفين رواتبهم، وعدد ناقلات الوقود الذي دخل إلى ميناء الحديدة غير كاف"، الحكومة اليمنية بالسماح بدخول ناقلات الوقود من أجل تخفيف المعاناة.
وتابع"لقد وصلت معدلات سوء التغذية إلى أرقام قياسية، إذ يوجد أكثر من 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، بطونهم منتفخة و أذرعهم هزيلة ونظراتهم فارغة ويجوعون حتى الموت. وأكثر من ستة عشر مليونا يعانون من الجوع، بمن فيهم خمسة ملايين يقتربون من المجاعة".
ورحّب بتراجع الولايات المتحدة عن قرارها بإدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية، مشيراً إلى أن قرارها جاء نتجية للمخاوف المتعلقة بالأثر السلبي المحتمل على تقديم المساعدات الإنسانية، كما رحب برغبة الإدارة الجديدة بالتركيز على الدبلوماسية لإنهاء الحرب والتعامل مع الأزمة الإنسانية، محذراً من ضياع الفرصة إذا انزلق اليمن إلى مجاعة ضخمة.
وقال إنه من أجل وقف المجاعة، فمن الضروري العمل على خمسة مجالات؛ حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، وتمويل عمليات المساعدات، ودعم الاقتصاد، والتقدم نحو السلام.
وأشار إلى التصعيد في مأرب وقال إنه يهدد بنزوح مئات الآلاف في الوقت الذي يجب أن يعمل الجميع على وقف المجاعة، وتحدث عن ضرورة تسهيل أطراف النزاع لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وهو ما لا يحدث.
وأوضح أن "هناك صعوبات غير مقبولة، إذ ترتبط التحديات في الجنوب بالتأخر بالتوقيع على اتفاقات المشاريع، أو الإفراج عن المعدات، وفي الشمال، تعد المشاكل أكبر، إذ تعطل سلطة أنصار الله (جماعة الحوثيين) العمليات الروتينية وتتدخل في توصيل المساعدات، كما تخيف العاملين في الوكالة"، مشدداً على أن ذلك "أمر غير مقبول".
من جهته طالب مبعوث اليمن للأمم المتحدة في نيويورك، عبد الله السعدي، بتنفيذ التزاماته وممارسة أقصى درجات الضغط على الحوثيين وإيران، متهماً إيران بدعمها للحوثيين، كما حملها مسؤولية التصعيد الأخير في مأرب.