غروندبرغ يشدد على أهمية التسوية التفاوضية للأزمة اليمنية

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13 يونيو 2025 - 07:21 (توقيت القدس)
المبعوث الأممي أثناء تقديم إحاطته، 12 يونيو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ الحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة، مشددًا على أهمية التسوية التفاوضية لحل الأزمة اليمنية، وضرورة ضمانات مستدامة للمنطقة.
- أكد غروندبرغ على حماية المدنيين والبنية التحتية، مشيرًا إلى التزام الأطراف اليمنية والإقليمية بالتسوية التفاوضية، محذرًا من هشاشة خطوط المواجهة وضرورة استئناف مناقشات وقف إطلاق النار.
- تناولت جوي ميسويا الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، حيث يعاني 17 مليون شخص من الجوع الحاد، مشيرة إلى نقص التمويل الذي يعيق الاستجابة الإنسانية ويهدد بإغلاق مراكز صحية.

طالب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين لديهم من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مشدداً على أهمية التسوية التفاوضية مسارا وحيدا لحل الأزمة اليمنية. وقال خلال إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن في نيويورك إن بعضهم محتجز منذ عام 2021 واحتُجز آخرون في عام 2025 واصفاً استمرار ذلك بـ"المخزي". وقال المبعوث الأممي لأعضاء المجلس: "استخدموا أصواتكم، وقنواتكم الدبلوماسية، ونفوذكم، لممارسة أقصى درجات الضغط على جماعة أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين".

وتطرق غروندبرغ في إحاطته إلى القصف المتبادل بين إسرائيل وجماعة الحوثيين. وقال: "يشهد البحر الأحمر هدوءا عقب اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله. في الوقت نفسه شنّت الجماعة هجمات متعددة خلال الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون". وأضاف: "ردًا على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية". وطالب غروندبرغ بالبناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة جميع مستخدمي هذا الممر المائي الحيوي، مشيرا إلى أن هذا الجهد "يتكامل مع عملنا المستمر على وضع خريطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة".

وفيما جدد دعوته لجميع الأطراف الفاعلة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، تحدث المبعوث الأممي عن حرمان اليمنيين في تلك المناطق من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج أو الحج أو زيارة العائلات، حيث كان ذلك "أحد أهم ثمار السلام التي حققتها هدنة عام 2022، والتي بعثت شعورًا بعودة الحياة إلى طبيعتها بين المدنيين، وأملًا في مستقبل أفضل".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

بعدها توقف غروندبرغ عند الاجتماعات التي عقدها مع الأطراف اليمنية بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية، بما في ذلك مصر وإيران وعُمان والسعودية والإمارات، مشيراً إلى "التفاف الجميع حول مبدأ التسوية التفاوضية وأنها وحدها قادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك في البحر الأحمر". واستدرك بالقول إن "الديناميكيات الإقليمية لطالما لعبت دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة - وكذلك المجتمع الدولي الأوسع - حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن".

وحذر المبعوث الأممي من أن "الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال خطوط المواجهة المختلفة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتُهدد بالانزلاق إلى قتال نشط. ولا تزال مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واشتعال الصراعات بين الحين والآخر، بالإضافة إلى نشاط متقطع على خطوط المواجهة الأخرى في محافظات الضالع، والحديدة، ولحج، وتعز". ولفت إلى الفوائد التي تم تحقيقها "مع إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء(...). وتجري الأمم المتحدة حاليًا أعمال مسح أولي لضمان سلامة المجتمعات المحلية التي تستخدم هذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومكتبي. أشجع الأطراف على حماية هذا الإنجاز".

وأكد غروندبرغ تواصل مكتبه مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، "وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق"، مشدداً على "المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق جميع الأطراف لتفادي التصعيد واستئناف مناقشات وقف إطلاق النار". وأشار غروندبرغ إلى مرور عام دون عقد اجتماع بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح المعتقلين. وشدد على أنه "رغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، تباطأ التقدم في هذا الملف حتى وصل إلى حالة جمود شبه تام. هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات. هذا أمر غير مقبول.. أدعو الطرفين إلى إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدماً على أساس مبدأ الكل مقابل الكل المتفق عليه".

وبخصوص الوضع الاقتصادي، شدد غروندبرغ على ضرورة "بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب اليمني، بما في ذلك السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط والغاز وتسهيل تدفق السلع دون عوائق عبر البلاد. لكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن عقلية المحصلة الصفرية، والتوجه نحو البراغماتية والتسوية".

وتحدث عن إمكانية حقيقية لإحراز تقدم في المجال الاقتصادي، مؤكداً أن هذه المطالب لا تقتصر على المحافل الدبلوماسية حيث "شهدنا خلال الشهر الماضي المزيد من الاحتجاجات التي قادتها النساء في عدن وتعز ولحج، مطالبات بحلول وإجراءات لمعالجة التدهور الاقتصادي الحاد ونقص الخدمات الأساسية. وطالبن بحياة كريمة، بما في ذلك دفع الرواتب والمساءلة". وأكد أهمية احترام حق جميع المواطنين في التظاهر السلمي، مضيفا: "يقلقني بشكل خاص استمرار جماعة أنصار الله في قمع أصوات المجتمع المدني، وشنها مؤخرًا موجة اعتقالات جديدة في صفوف الصحافيين والشخصيات العامة، التي كانت هذه المرة في جميع أنحاء محافظة الحديدة".

الوضع الإنساني

من جهتها قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة الطارئة، جوي ميسويا، إن "أكثر من 17 مليون شخص - أي ما يقرب من نصف سكان اليمن - يعانون من جوع حاد. ولا يزال سوء التغذية يُشكل آفةً في جميع أنحاء البلاد، إذ يُؤثر على 1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة و2.3 مليون طفل دون سن الخامسة. وبدون دعم إنساني مستدام، قد ينتهي الأمر بنحو 6 ملايين يمني إضافي إلى مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي". وأضافت: "في الوقت ذاته يُعاني النظام الصحي من الهشاشة.. وقد يؤدي نقص التمويل إلى إغلاق 771 مركزًا صحيًا إضافيًا، وحرمان ما يقرب من 7 ملايين شخص من الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وتواجه النساء والفتيات مخاطر جسيمة، بما في ذلك العنف الجندري".

وأكدت المسؤولة الأممية أن العمليات الإنسانية مستمرة على الرغم من كل المخاطر. وتحدثت عن تلقي "ما يزيد عن 4 ملايين شخص شهريًا مساعدات إنسانية مُنقذة للحياة. وتلقى 4.7 ملايين شخص مساعدات غذائية طارئة بشكل منتظم. وتلقى ما يقرب من 90 ألف شخص دعمًا في قطاعي الزراعة والثروة السمكية". وشددت في الوقت ذاته على أن الاستجابة الإنسانية في اليمن لا تصل إلى المستوى المطلوب بسبب نقص التمويل.